[فاتح]

أختي الكريمة أماني, لا أزال لا أخاف في الحق لومة لائم إن شاء الله.

ولا داعي للصدمة أختي الفاضلة. هناك أمور في الدين يجوز الخلاف فيها وهناك أمور أخرى لا يجوز الخلاف فيها. الأمور التي يجوز الخلاف فيها هي المتعلقة بالفروع, أما ما يتعلق بالأصول فلا يجوز الخلاف فيها.

والأصول في الدين هي العقائد. فالعقيدة لا يجوز الخلاف فيها أو الإجتهاد.

أما الفروع فيجوز الإجتهاد فيها. و كل عالم على حسب فهمه للدليل الأقوى.

والغناء لا يدخل في الأصول أي ليس من العقائد. بل هو من الفروع يجوز الإختلاف فيه, ولكن بشرط أن يكون الإختلاف مبنياً على رأي شرعي له أدلة من الكتاب أو السنة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة

فغربت عليهم الشمس قبلها ، فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنفهم به رسوله صلى الله عليه وسلم وفي هذا من الفقه أنه لا يعاب على من أخذ بظاهر حديث أو آية فقد صلت منهم طائفة قبل أن تغرب الشمس وقالوا : لم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - إخراج الصلاة عن وقتها ، وإنما أراد الحث والإعجال بينما قالت طائفة أخرى أنه قصد بها الصلاة بعينها, فلا تصلى إلا عند الوصول الى بني قريظة.

فما عنف الله سبحانه ولا الرسول صلى الله عليه وسلم أحد من الفريقين وفي هذا دليل على أن كل مختلفين في الفروع من المجتهدين مصيب.

ولذلك لا أعنفك على تبنيك أن الأناشيد التي تحتوي على الموسيقى حرام وبالتالي لا تعنفيني على تبني الرأي القائل بحلالها. فكلانا يستند على أدلة ولكن أنت ترين أن دليلك أقوى بينما أنا أرى العكس. وهذا لا بأس فيه أختي ولا يحدث صدمة. فالصحابة لم ينكروا اختلافهم بينهم في فروع الدين ولم ينكر عليهم الله ولا الرسول اختلافهم فيما بينهم بما فهموه من الحديث الذي ذكرته.

فلماذا نختلف نحن إذاً ؟

ولا يستحيل أن يكون الشيء صوابا في حق إنسان وخطأ في حق غيره فيكون من اجتهد في مسألة فأداه اجتهاده إلى التحليل مصيبا في استحلاله وآخر اجتهد فأداه اجتهاده ونظره إلى تحريمها ، مصيبا في تحريمها.

والحمد لله على نعمة الإسلام وسعته