[محمد عبد الله زينو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي المجد استوقفتني كلمات لأحد الدعاة وهي قوله (( لولا النقل الصحيح المتواتر لقلنا ( ويقصد عن سيرة الصحابة ) ذاك ضرب من خيال بل هو الشئ المحال ..) انتهى كلامه ...
ففعلا لولا النقل الصحيح المتواتر لصعب على العقل ان يصدق كيف أن النفس البشرية العادية تصل الى ذاك النوع من السمو والتعالي على رغبات النفس ونبذ كل شئ دني والإرتقاء الى عالم علوي كله حب وشوق وإخلاص للــــــــــه وحده ..... حتى غدا الواحد منهم يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فهو يراه سبحانه السميع البصير ...

فذهبوا بخير الدنيا والآخرة .. ووالله لولم تنزل فيهم غير هذه الأية لكان يكفيهم أن يعتلو قمت التاريخ عزا ومكانة .. وهي قوله تعالى
(( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ...))

فكيف اذا ما كانت الآيات والأحاديث قد تعددت في ذكرهم والثناء عليهم

(( محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزر فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ، ليغيظ بهم الكفار ، وعد الله الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة وأجرا عظيما )) .

(( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ..))

(( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ، اولئك هم الصادقون ))

(( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))

وكل جزئية ذكرتها أخي المجد عن حياة كل واحد ممن ذكرت تعد محطة يجب ان نقف عندها لنقتبس منها ضوء ينير لنا االجانب لمظلم من جوانب حياتنا ... ولنستقي منهم كل ما يحتاج اليه المرء منا من قيم وفضائل قل أهلها في هذا الزمان ...

موضوعك أخي يحث على ان نزيل كل الحواجز الجغرافية من أمام أعيننا .. لتكون ارض المسلمين بقعة وقطعه واحدة .. وليعرف المرء حين يعرف بدينه وصلاحه لا بحسبه ونسبه وجنسيته ...فلا يكون فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ...

وايضا قد مزجت امام أعيننا كل الألوان لتصبح لونا واحدا ..لون الصفاء والنقاء يظهر على محيا كل من أطاع المولى واتقاه ....

ولتوحد الزي والملبس .. ليكون لباسنا جميعا هو لباس التقوى ( ولباس التقوى ذلك خير ) ...

بوركت المجد وبورك قلمك .. ونسأل الله ان يجعل الصدق مدادك .. وأن يعلي همتنا وهمتك .. وأن يكون الغاية والمقصد رضاه وحده لا شريك له ...
وجزاك الله خير الجزاء على ما سطرت وأفدت ...
ونسأله ان يصلح النيات ... ويعفو عن الخطيئات ... وأن يبلغنا ما نرجو من الطيبات ... وأن يجعل لنا النصيب الأوفر من الباقيات الصالحات ..فذلك عندك ربك خير ثوابا وخير أملا ...