عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2007-08-30, 3:25 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
أهم مؤلفاته:
فى عصر أبي حنيفة ظهرت فرق مبتدعة قبيحة مختلفة مثل :
الشيعة والمعتزلة والمرجئة والقدرية والجهمية أو المعطلة ... هذه الفِرَق كلها كانت تتحدث بالشبهات و الخرافات و الأباطيل , و كان أتباعها قلة لكنهم قلة سامة مسممة , فقام علماء المسلمين يردون على هؤلاء المبتدعة.

فمن هنا نشأت تسمية أهل السُنَّة والجماعة , و هي ما كان عليه صلى الله تعالى عليه وسلم والصحابة والتابعين وهم السواد الأعظم من الأمَّة ساعتها .

و من الله بعدها على الأمة ببقية الأئمة فأكملوا الدفاع عن الحق ..
وألَّف أبو حنيفة كتاب " الفقه الأكبر " ليرد فيه على المبتدعة.

يبنى لأمته الحياة جديدة **
للعلم فيها روعة و جلال
تأبى المعاول أن يقر قرارها **
حتى تدمر ما بنى الجهال
شرف الشعوب علومها و حياتها**
أن تصلح الأخلاق و الأعمال




أقوال العلماء فيه:
قال الذهبي رحمه الله : " برع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه ،وتفريع المسائل، وتصدر للاشتغال ، وتخرج به الأصحاب " ثمَّ قال : " وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء ، والأولياء الأذكياء ، مع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة و قيام الليل , رضي الله عنه !!!!!!"
....

أرأيتم لم يكن غصنا يتلوى مع الريح ...
و لم يكن مكتبة متنقلة فحسب ..



و قال ابن كثير رحمه الله :
" الإمام أبو حنيفة... فقيه العراق ، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام ، وأحد أركان العلماء ، وأحد الأئمة الأربعة ؛ أصحاب المذاهب المتبوعة، وهو أق**** وفاة "

وقال ابن العماد في " شذرات الذهب": " وكان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الدولة؛بل ينفق ويؤثر من كسبه، له دار كبيرة لعمل الخز وعنده صنَّاع وأجراء رحمه الله تعالى .

عالجوا الحكمة ، واستشفوا بها
وانشدوا ما ضل منها فى السِّير
واقرؤوا آداب من قبلكم
ربما علَّم حيا من غبر
أرأيتم إشراقة الرجل فى سيرته ! رجل المواقف الحرة .. رافض المساومات دوما .... عبد شكور ليلا ,
و عالم نحرير نهارا ..

رجل يدرك أن مال الدنيا و وظائفها لا يساويان الحفاظ على التقوى
وقال سفيان الثوري وابن المبارك : " كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه" .

الفضيل بن عياض قال فيه :
كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، واسع المال معروفاً بالأفضال على كل من يطوف به، صبوراً على تعلُّم العلم بالليل والنهار، ، يقوم الليل ، كثير الصمت، قليل الكلام حتى يرد مسألة في حلال أو حرام.
فكان يحسن أن يدل على الحق، رهاباً من مال السلطان.كان رحمه اللّه واحد زمانه، لو انشقت عنه الأرض لانشقت عن جبل من الجبال فـي العلم والكرم والمواساة والورع والإيثار للّه تعالى.

أرأيتم ..
طائر وسط أسراب العلماء , يحلق بجناحين هما الحب و الخشية لله المتعال ...لا يستسلم لأقفاص الدنيا الدنية و أسوارها ...



- عبد الله بن المبارك العالِم الكبير والتابعي الجليل يقول : كان أبو حنيفة مخ العِلم ....!

- مالك بن أنس و هو رجل من رواد خليج الأمل ممن نشروا النور الربانى قال عنه :

- هذا النعمان لو قال هذه الإسطوانة من ذهب لكانت كما قال !

يعنى لو قال عمود المسجد من ذهب لصدق و لأقنع..

- و فى رواية : لو جاء إلى أساطينكم فقايسكم على أنها خشب لظننتم إنها خشب.

أرأيتم رزق الله للعبد و بركة السعى
نحسبه و الله حسيبه كان على خير ....

وإنَّ علومي باسقاتٌ وطلعُها
نضيدٌ ورزقٌ للعباد ورحمةِ

- الإمام زُفَر قال: جالستُ أبا حنيفة أكثر من عشرين سنة فلم أر أحداً أنصح للناس منه و لا أشفق عليهم منه، بذل نفسه لله تعالى، أمّا عامة النهار فهو مشتغل في العلم و في المسائل وتعليمها , و فيما يُسأل من النوازل وجواباتها , و إذا قام من المجلس عاد مريضاً أو شيَّع جنازة أو واسى فقيراً أو وصل أخاً أو سعى في حاجة، فإذا كان الليل خلى للعبادة و الصلاة و قراءة القرآن، فكان هذا سبيله حتى توفي رضي الله تعالى عنه.
أرأيتم ..

كيف يحيا شخص و يبقى رحيقه مثل شذا الزهر ، و يترك علما مثل النور له سناء فى كل صفحة و مجلد ... و تقرأ الصدق فيه قبل الحرف ...حيث عاشت نفسه المعنى المقصود , و صدقت حاله المبنى المسطور ...

تلك ذكريات الأئمة عنه , قمة الصفاء و سلسبيل الفكر النقى , يبيت يسبح الله و يصبح يجتهد لغايته الكبرى على ثقة بيوم الميعاد , شوق يحدوه للقيا الحبيب صلى الله عليه وسلم , فيملك كيانه كله ...



يخالف طلاسم ،المبتدعة و قسوة قلوب المحترفين , و لا زال هو الذكى الأريب ....


- كان أبو حنيفة في زيارة شيخه الأعمش يوماً (والأعمش رحمه الله محدث علم فذ )، فجاء إلى الأعمش رجل يسأله عن مسألة في العلم فقال لأبي حنيفة: أجبه. فأجابه أبو حنيفة ، فقال له الأعمش : و من أين لك هذا ؟
- قال أبو حنيفة :
- من حديث حدثتَنيه هو كذا و كذا و أخذ يروى .
- فقال الأعمش: حسبك ما حدَّثتُكَ به في سنة تحدِّث به في ساعة، أنتم الأطباء و نحن الصيادلة.

**** و من ورعه و تقواه و عبادته لله تعالى: قال ابن المبارك: قلتُ لسفيان الثوري: ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة، ما سمعتُه يغتاب عدواً له. قال: والله هو أعقل من أن يسلِّط على حسناته ما يذهب بها.

يعنى رجل يعرف مصلحته , و لا يسير خلف وساوس قرينه !

* كان أبو حنيفة يختم القرآن في ثلاث في الوتر.

قال مِسْعَر بن كِدَام أنه :

قرأ ليلة حتى وصل إلى قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] فما زال يرددها حتى أذَّن الفجر. وردد قوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]، ليلة كاملة في الصلاة.

سيعود عصر النور رغمَ أنوفهم
ويخيب كلُّ منافقٍ خوَّانِ
هيهات نور الله لا يطفيه كيدُ
عصابةٍ حمقى من الصِّبيانِ
هيهات أن تخفَى معالمُ ديننا
ويزول طيبُ الروحِ والرَّيحانِ



*** عرض القضاء عليه ووفاته:

عرض عليه الخليفة القضاء مراراً وضُرِب من أجله !
و هو يرفض أن يصير ركنا له !

فهو لا يرى الفاحش القبيح براقا مليحا ... فالعلم يريه حقائق الأشياء و ينزع زخرفها و زينتها البالية الفانية ...

وقال أبو حنيفة للخليفة :
إني لا أصلُح ، قال الخليفة بل أنت تكذب أنت تصلُح، فقال: أرأيت، أنت تقول عني كذاب، فإني لا أصلح للقضاء.!

و عرض عليه من جديد تولي منصب القضاء فأبى ورفض فحبسه و جرى بينهما حوار قال فيه: اتقِ الله ولا ترع أمانتك إلا من يخاف الله والله ما أنا بمأمون الرضى فكيف أكون مأمون الغضب، لك حاشية يحتاجون إلى من يُكرمهم لك فلا أصلح لذلك. ثم حبسه وضربه على مشهد من العامة ثم أُخرِجَ من السجن و مُنِعَ من الفتوى والجلوس إلى الناس حتى توفي. وقبِلَ أبو حنيفة أن يعمل كأحد العمال في بناء سور بغداد تفادياً للنقمة، ولمّا أحسَّ بالموت سجد فخرجت نفسه وهو ساجد عام 150 هجرية

و كان الخليفة المنصور نادما أشد الندم بعدها و ردد بعد وفاة الإمام: من يعذرني من أبي حنيفة حياً وميتاً.!


أرأيتم الهزيمة النفسية الإنسانية ... يبقى الحق حقا..

قصص لا تهز القلب بل تنتزعه من بين الضلوع ...

فأين المقتدى !

ما أكرمَ الصبرَ وما أحسنَ الصدقَ
ومـا أزيـنــهُ للـفـتـى
الخـرقُ شــؤمٌ والتُّقى جـنةٌ
والرِّفْقُ يمنٌ والقنـوعُ الغـنـى


*********
• تلاميذه ...
من تلاميذه من كان على السنة , و منهم من تشعبت به السبل , و من تلاميذه الأعلام الذين صاروا علماء و أصبحوا آية بعده , و كتبوا فتاويه و اجتهاداته كلها و منهم :

العالم القاضى ( أبو يوسف ) مدوَّن فقه أبي حنيفة في الكتب , و كذا فعل محمد بن الحسن الشيبانى , الذي دوَّن كل فقهه والاجتهادات الأخرى حتى التي تراجع عنها،




وأبو حنيفة هو من رتب مسائل الفقه حسب أبوابها من طهارة وصلاة ... دوَّن أغلبها الإمام أبو يوسف في سجلات بلغت عشرات الألاف من المسائل المدونة . و انتقل تلامذته و هم بالمئات ( قيل أكثر من سبعمائة ) إلى بلادهم خاصة بلاد الأفغان وبخارى و الهند ...

و عين تلميذه العالم الفذ ( أبو يوسف ) قاضياً
وتولى القضاء لثلاثة من الخلفاء آخرهم هارون الرشيد

فكان يقضي بمذهب أبي حنيفة , و كذلك كان أغلب القضاة الذين كان ينصِّبهم , و تدون الأحكان بفقههم ، كل هذا جعل فقه الإمام أبي حنيفة ينتشر أكثر من غيره فى تلك المرحلة ....….
و أبو يوسف هو : يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، الكوفي البغدادي. تتلمذ على يد صاحبه أبى حنيفة .
ثم رحل إلى المدينة وأخذ عن مالك بن أنس، وناظره في مسائل كان يقول فيها بمذهب أهل الرأى فى العراق فرجع عنها لقول مالك بن أنس رحمه الله , من آثاره كتاب الخراج وقد ألفه للرشيد، وكتاب النوادر، وأدب القاضي، والأمالي في الفقه، ، وغيرها !
أيا أمة المجد فى الغابر
إلام خمولك فى الحاضر
وما كان يعزى إليك الخمول
ولا كان يخطر بالخاطر


و صاحب آخر من أصحاب حامل المسك صار عالما نابغة , هو : زفر بن الهذيل المتوفى سنة 158هـ:
و اسمه زفر بن الهذيل بن قيس الكوفي ,و أصله من أصبهان .

و هو فقيه كبير أقام بالبصرة وتولى قضائها بجدارة .


* وإبراهيم بن طهمان المتوفى سنة 163هـ :
كان شديداً على أهل البدع (فرقة تسمى الجهمية) حتى إنه أخَّر رحلته إلى الحجِّ للرَّد عليهم ... فحماية الدين و نقائه من التأليف و التخريف أولى الأن ...

وألَّف في الرَّد عليهم كتاباً بعنوان "سنن ابن طهمان"

أرأيتم قطرات العطر التى خلفها المعلم ؟


* أما محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 189هـ:
فأصله من دمشق , و نشأ بالكوفة فسمع من أبي حنيفة وأخذ عنه وبعد وفاة أبي حنيفة تعلم من أبي يوسف، ثم رحل إلى المدينة وأخذ عن مالك بن أنس، فقلل بذلك من كثرة الرأى فى فقهه , واتصل بالشافعي رحمه الله لما كان بالعراق , كان قاضيا فى عهد الرشيد ثم اعتزل القضاء ,و وقف نفسه على تعليم الفقه !!!

و كتبه هى معتمد مذهب الأحناف .....

أرأيتم ما يوسع الصدر الضيق !
أناس تعلموا فعملوا ...
علموا فباعوا , و أخلصوا فى البيع ... فلم يبق لأنفسهم حظ فى الدنيا ...

و أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي المتوفى سنة 321هـ و هو من صعيد مصر .
فتذوقوا طعم الحياة وأدركوا
ما فى الجهالة من أذى وتباب

العلم فى البأساء مزنة رحمة
والجهل فى النعماء سوط عذاب
ولعل ورد العلم ما لم يرعه
ساق من الأخلاق ورد سراب



و إنى لأرجو الله يلحقنا به

سليما من الزلات و التبعات

و صل على المختار و الآل أسوة

المصابين فى ماضى الزمان و آت