لحظة!! قبل أن تبوح بجرحك
لا ثـار جرْحِـك خـل صـدرك مَحْبِسـه
لا حـيّ شـاف وْ لا بَـعَـد حــيٍ دَرَا
الجرح لـوْ هـو كِـل مِـن مَـرّ لْمِسَـه
يبطـي وِ هـو بيـن المحانـي مـا بَـرا
يـا كثرهـا حولـك بـيـوت مْهَنـدِسـه
أغراب أهَلْها و أهـون الوصـف اقْصَـرا
صـارت فنـادق و الـغُـرف مِتْأسِـسـه
على إنت (مالك خصّ) و انْت (انْزَح ورى)
فـي كـل فَصْـل أغْصانـهـم مِتْيَبِّـسـه
مـات الربيـع فْنَبْـت مِرْخِـيـن الـعُـرا
ملّـت مراياهـم مـن الـلـي تعْكِـسـه
قبـح الجفـا اللـي فـي ملامحهـم فَـرَا
أرواح مـن دِفـيَ العـواطـف مِفْلِـسَـه
مـا بينهـا حبـل المواصـيـل اهْـتَـرا
كِـلٍ عـلـى لـيـلاه فـصَّـل ملبِـسـه
و كلٍ علـى مـا تشتهـي نفسـه سَـرى
وشلـون أجـل فـي (نايـدٍ) لـو ملمِسـه
ناعم وِلكن وشْ طـوى لِـك يـا تـرى؟!!
واللْـه لَـوِ جْـروح السنـيـن مْكَـدِّسَـه
أو نَفَّـرت مِـن ثقلهـا حـلـو الـكَـرَى
كِتمانهـا أشــرف ولا انِّــك تغْـرِسـه
للـي عَـذَل واللـي شِمـت واللـي زَرَا
حـولـك شفـايـا بالنـفـاق امْـورِّسَـه
و اخْـرى مراتِعْهـا (الحديـث المفتـرى)
و ألْسِـن علـى نقْـل الحكـي متْحمِّسـه
فـي كـل مجلـس مـا تِمـلَّ القـرقـرا
غَيِّـبْ عـن العالـم جروحـك و ادْعِسَـه
واصْبر وَلو جسمـك مـن الصبْـر انْبَـرَا
ألا اللي إنْـت أغلـى عليـه مْـنِ نْفِسَـه
الوافـي اللـي فيـك مـا بـاع وْ شَـرَى
اللـي إذا الألسِـن حَكـت بِـك أخْرِسَـه
وِ لْيـا لْفَحَتـك سْمـوم وقتِـك هــو ذَرَا
وانْ جَوَّعَتْـكِ وْجِيـهِ جِــدْبِ مْعَبِّـسَـه
و حَـدِّك مَحَلْهـا لَيـن مَصِّيـت الـثـرى
طَفَّـا ظمـاك و قلِّطِـك فــي مَجْلِـسـه
ما لِك على صَحْـن الأحاسيـس اخْشَـرَا
نجمِك إذا أرْخـى الهـم حولـك حِندِسـه
و ضاقت عليك أرض وْسَعَت مِدْن وْ قُرى
مـا يَبْخَسِـك حقِّـك لَـو إنِّـك تَبخَـسـه
يرعـى حِقوقـك خـوف جـبَّـارٍ بَــرَا
فـاق المحيـط الأطلسـي وِسْـع أطْلِسَـه
صَدْرٍ مـا دَاج حْمـاه ضيـق وْ لا اجْتَـرَا
رغـفـان بيـتـه بالـحـلال مْغَمِّـسـه
و غيـر الحـلال بْفِكْـر مِثلـه مـا طَـرَا
مـا لَـوَّنَ الطِّيْـبَ الأصيـل وْ جَنِّـسَـه
و لا قاسـهِ بْنـاسٍ مـن الطيـب افْـقَـرَا
و لا وَكَّــلَ الأيــام بِلْـجـام فْـرِسَـه
و لا علِّمَتْـهَ (السـود) سَـلْـم القهـقـرا
مـا هـوب محْتـاج لكتـاب وْ مـدرِسَـه
مِن شـانِ يَفْهَمْـكَ اوْ يِحِـسّْ بْمـا جَـرَى
لَـهْ قلـب فِيـك وْ فـي عنـاك يْحَسِّسَـه
و عيـنٍ بِوجهـك ناظـره جـال وْ قَـرَا
عَـن مِثـل ذا جرحـك حـذاري تحْبِسَـه
لانَّـهْ قَبِـل تِدْرِيـهِ عـن جـرحـك دَرَا
وانْ عَزِّ مِثْله شِـل جروحـك وِ حْرِسَـه
و الوقـت يِبْـري كِـل جَـرْحٍ مـا بَـرَا