معنى قوله تعالى (امتحن الله قلوبهم للتقوى)
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله
سبحان الله
استوقفني تعبير
امتحن الله قلوبهم للتقوى
وبحثت في تفسير الطبري وابن كثير وأضواء البيان والقرطبي
واخترت ما ذكره القرطبي لأني كنت شغوفا بالتركيب اللغوي، ما معناه!
ثم لنحلق مع أثره القلبي، عسى ألا يحرمنا الله بركته... اختصرته :
" إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ".
قال الفراء: أي أخلصها للتقوى.
وقال الاخفش: أي اختصها للتقوى.
وقال ابن عباس: " امتحن الله قلوبهم للتقوى " طهرهم من كل قبيح، وجعل في قلوبهم الخوف من الله والتقوى.
__
وقال عمر رضي الله عنه: أذهب عن قلوبهم الشهوات.
والامتحان افتعال من محنت الاديم محنا حتى أوسعته.
فمعنى امتحن الله قلوبهم للتقوى وسعها وشرحها للتقوى.
وعلى الاقوال المتقدمة: امتحن قلوبهم فأخلصها، كقولك: امتحنت الفضة أي اختبرتها حتى خلصت.
ففي الكلام حذف يدل عليه الكلام، وهو الاخلاص.
وقال أبو عمرو: كل شئ جهدته فقد محنته.
وأنشد: أتت رذايا باديا كلالها * قد محنت واضطربت آطالها (1)
(1) الرذايا: جمع رذية، وهي الناقة المهزولة من السير.
والكلال: الاعياء.
والآطال: جمع إطل، وهو الخاصرة.
اسلام المازني