الفائدة الرابعة
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : الإنسان ربما تأخذه العاطفة فيندفع ويقول هذا لله , هذا أنا سأفعله سأصدع بالحق , سأقول , سوف لا تأخذني في الله لومة لائم , وما أشبه ذلك من الكلام , ثم تكون العاقبة وخيمة , ثم إن الغالب أن الذي يُحَكِّمُ العاطفة ويتبع العاطفة و لاينظر للعواقب ولا النتائج ولا يقارن بين الأمور , الغالب أنه يحصل على يديه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عز وجل , مع أن نيته طيبة وقصده حسن , لكن لم يحسن أن يتصرف , لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف , قد يكون الإنسان حسن النية لكنه سيء التصرف , لكن مع ذلك قد يحسن التصرف لينال غرضه السيء , فالإنسان يحمد على حسن نيته لكن قد لا يحمد على سوء فعله إلا أنه إذا علم منه أنه معروف بالنصح والإرشاد فإنه يعذر بسوء تصرفه ويلتمس له العذر ولا ينبغي أيضا أن يتخذ من فعله هذا الذي لم يكن موافقا للحكمة , بل لا يجوز أن يتخذ منه قدح في هذا المتصرف وأن يحمل ما لا يتحمله , لكن يعذر ويبين له وينصح ويرشد ..........المهم أن في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه ينبغي للإنسان أن يستشير من هو أكمل منه رأيا وأكثر منه علما . شرح رياض الصالحين1/26