عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2007-08-28, 10:13 AM
رجل لهذا الزمان
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية رجل لهذا الزمان
رقم العضوية : 35780
تاريخ التسجيل : 24 - 8 - 2007
عدد المشاركات : 740

غير متواجد
 
افتراضي
§¤°^°§عرض ( للوجع ) §¤°^°§
في مزيد من التفنن في الإذلال أمر الملك بأن تنقسم الأسرة إلى قسمين في نفس القبو الذي تتخذه الفئران والصراصير مقرا دائما، ومرت عدة سنوات لا ترى الأم فيها أولادها وبناتها وهم يعيشون موتى ويموتون أحياء في نفس المكان، ويفصل بينهم جدار..

تصف مليكة رؤيتها لعائلتها بعد سنوات من العزل..

في الساعة الثامنة صباحاً.. . فتحوا كل الأبواب ودفعونا باتجاه الخارج كدنا نجن من الفرح برؤية بعضنا البعض مجدداً إنها المرة الأولى منذ أعوام..لقد تغيرنا كلياً..
لم تعد أمي تعرف فتياتها التي كن صغيرات تركت سكينة وماريا وهن في الرابعة عشرة والخامسة عشرة وهما الآن شابتان في الثانية والعشرين والثالثة والعشرين..
أصبح رؤف رجلاً قامته أشبه بقامة أبي..أما عبد اللطيف فغدا شاباً في السادسة عشرة من عُمره..وأمي كعهدها مازالت جميلة،ولكن أثار المصائب والهموم كانت واضحة عليها..شعر حليمة وعاشورا أصبح بلون الرماد..
غدونا جميعاً بقامات هزيلة ،وبوجوه شاحبة ممتقعة ،وعيون محاطة بهالات زرقاء،ونظرات تائهة زائغة......الخ ... صــ227

وتستمر مليكة في هذا الوصف إلى أن تقول..ولكن فرحة اللقاء طغت على ما عداها..كنا ممزقين مابين الرغبة بالتعانق والتلامس ،والرفض بإظهار ما كان يعتمل بداخلنا من ألم بسبب الفراق ،أمام أعين جلادينا المسلطة علينا من كل حدب وصوب..لم نتخلى عن تحفظنا .أذهلت تصرفاتنا المتماسكة بورو_جندي مسئول _الذي راح يشجعنا على الاقتراب من بعضنا البعض وهو يقول..هيا تعانقوا ،اعلموا أنه بمناسبة عيد العرش ،سيسمح لكم منذ الآن فصاعداً بالتواجد مع بعضكم يومياً بدءاً من الثامنة والنصف صباحاً حتى الثامنة مساء..

|--*¨¨*--|شكراً لأنهم منحونا هذا الإحسان بعد مضي خمسة عشر عاماً بين قضبان زنزاناتهم..!!

ليس ماسبق هو الوجع فقط..فهناك الجوع..الذي تصفه لنا مليكه فتقول..
تباً للجوع وسحقاً له..كم يذل الإنسان ويحط من قدره ..إنه ينسيك أهلك وعائلتك وأصدقاءك ويجردك من كل قيمك ومبادئك..وينتزع منك كرامتك وإنسانيتك ويحولك إلى وحش بشري لا يأتمر إلا بغريزته ..وهذا ما أصابنا نحن..لقد كنا نرزح تحت نير الجوع الدائم ولم نشعر يوماً بالشبع أما التخمة فقد انمحت منذ زمن من قاموس تداولنا نحن بالكاد نجد ما نسد به الرمق....


§¤°^°§الهــــــــــــــــــروب §¤°^°§

بعد عدة سنوات في غياهب السجون..استطاعت مليكة وعبد اللطيف ورؤف وماريا الهرب من خلال نفق حفروه تحت جنح الظلام لفترة أشهر بعد سجن جهنمي استمر 15 عاماً..

خرجوا إلى الفضاء انطلقوا.. ضاعوا في المنطقة فلم يعرفوا تحديد الاتجاهات في الليل فقادهم عبد اللطيف بذكاء فطري...تقول مليكة :
نادى عبد اللطيف ، مليكة تعالي وانظري أنه قاس !!
لا أعرف ما هو هرعت باتجاهه لأجد أمامي طريقاً تعلوه طبقة من ( الإسفلت ) ..!!
يال المسكين إنها المرة ( الأولى ) في حياته التي تقع فيها عيناه على الإسفلت ..!!

لم يضع الجنود يدهم على مكان النفق إلا بعد مضي 24ساعة ..لم يكن الجنود دائماً ليفهموا كيف تمكن الأخوة من الهرب....وكيف يمكن أن يحفر النفق؟؟!!

قاموا بالعديد من التحقيقات للسيدة أوفقير وابنتها الباقية..إلى أن ضاقت ذرعاً بهم فأطلقت الحقيقة الصارخة في وجوههم كبركان يتفجر..-

أيها السادة ، خذوا علمكم لم نكن بحاجة إلى سواعد مفتولة ،لكي نثور ونهرب من ناركم وجحيمكم ،كان يلزمنا خمسة عشر عاماً من السجن فقط..و خمسة عشر عاماً فقط من المعاناة والمعاملة اللا إنسانية .و خمسة عشر عاماً فقط من الجوع والبرد والحرمان..
أما فيما يخص الذكاء فاعلموا أن الفضل يعود إليكم ..فقد منحتمونا خمسة عشر عاماً من التحامل كي ينضج ذكاؤنا ويثمر..ألف شكر لكم


بعد هروبهم استطاعوا الاتصال بالصحافة الفرنسية وإذاعة فرانس أنتير وهكذا تمكنوا من رؤية النور مرا أخرى..

§¤°^°§نهاية المقاطع الموجزة من السجينة §¤°^°§


§¤°^°§العاطفة الدينية في السجينة §¤°^°§

تقول شريفة الشملان في صحيفة الرياض السعودية_والتي سأدعم قولها بالشواهد_....

1/ لا أثر للدين في السجينة..اللهم بعض الطقوس الغريبة كل الغرابة عن الإسلام، لا ترى روح الإسلام ولا شكله،

تقول مليكة كان عيد الميلاد عيداً مقدساً حتى في القصر حيث تراعى المظاهر الإسلامية..!!؟؟كان للميلاد موقعه المميز وسحره..صــ199

وأينما جلنا في الرواية هناك أشياء غرائبية لا تحدث ولا في الخيال، عراة يسبحون مع بعض، جواري وسيدات ورب المكان معهم عار هو الآخر!! ورمضان لا اثر له إلا في طقس ليلة القدر.

2/ بسرعة ينقلبون من أم تقرأ القرآن إلى صلاة وتعبد للسيدة مريم العذراء، التي تكون حامية وراعية لهم، ويشاهدونها تحيط بهم في كل مكان،..

تقول مليكة عن أيام حفر النفق..كنا مقتنعين أننا بحماية مريم العذراء ..فحين فتحنا الأرض للمرة الأولى كانت تضاريسها ترسم صليباً بطول البلاط..وقد صنعنا نسخة عن هذا الصليب بالكرتون كنا نضعه على التراب قبل إعادة الأمور إلى حالها وقد أطلقنا على النفق اسم(نفق مريم)كان إيماننا ألعجائبي عظيماً وكنا كل ليلة نصلي مرتين ،مره ونحن نفتح النفق ومرة أخرى ونحن نقفله..لقد أمضت أمي طفولتها في مدرسة للراهبات وكانت بالتالي تعرف جميع الصلوات عن ظهر قلب وكانت رغم تمسكها بعقيدتها الإسلامية وبعد تردد ..قد لقنتنا هذه الصلوات..صـــ241

3/ليس ذلك فقط لكنها تصف في مواقف كثيرة يوم ميلاد سيدنا المسيح وبابا نويل، ولا تأتي أبداً على ذكر عيدي الأضحى والفطر.

تقول مليكة على مدار تلك السنوات كنت أكتب لعبد اللطيف رسالة ..وأنا أتعمد أن أُغير خطي..كنا ندعي أن بابا نويل هو من تركها خصيصاً له..ظل يعتقد بهذا حتى سن الرابع عشر!!

فأي إيمان الذي تصفه السجينة بالعظيم؟؟!! عجبي..!!

انتهى هذا العرض البسيط لهذا الكتاب والذي أرجو أن أكون قد وفقت فيه لكن السؤال الآن.._بغض النظر عن التجاوزات الدينية والديانة الحقيقة للكاتبة_..

[هل ا لسجينة رواية أم مذكرات شخصية؟؟؟
- هل ما ذُكر في هذا الكتاب حقيقة أم كذب...مبالغات أم وقائع؟؟
تجيب على هذا السؤال.... د, دلال بنت مخلد الحربي ..في أحد مقالاتها..فتفول..

تقدم مليكة أوفقير معلومات مثيرة في كتاب بعنوان (السجينة) نقله إلى العربية ميشيل خوري، وعرف الكتاب على انه رواية إلا أن الأحداث والأسماء والتواريخ التي تضمنها تجعل منه سيرة ذاتية، أو مذكرات شخصية، فهو حافل بكثير من السرديات الدقيقة عن حياة مليكة أوفقير ابنة الجنرال المغربي محمد أوفقير.

وما احتواه الكتاب مفزع أحياناً ومثير للعواطف أحياناً أخرى، ولم يجانب الناشر الحق عندما وصف الكتاب بقوله: الآن تروى مليكة في لوحة شاملة تقرأ بإحدى قصص ألف ليلة وليلة، وبعد أن غدت امرأة حرة قصتها كسجينة في اعترافات مؤثرة أسرت بها إلى ميشيل فيتوسي .

بعد أن فرغت من قراءة السجينة شعرت بغثيان في داخلي، وأخذت استرجع الأحداث التي روتها وأتأمل جوانب القسوة في الحياة التي عاشتها ولفترة وجيزة تعاطفت كثيراً معها.

غير أنني عدت أدقق في الكتاب لأقف على ثغرات في السرد فيها: تهويل وغلو ومبالغة في التصوير كأنما قصد بها استدرار العطف وجذب القارئ إلى جو من الحزن والألم لجره إلى موقف تبنته الكاتبة.

ورجعت بذاكرتي إلى أعمال أخرى شبيهة كتبها مشاهير من العرب والأجانب سردوا فيها تواريخ حياتهم وسألت نفسي هل يمكن الوثوق بمثل هذه المعلومات؟ وهل يؤخذ بها دون مقارنة بمصادر أخرى قد تؤكدها أو تنفيها؟

وما انتهيت إليه أن هذه المذكرات أو السير الشخصية ليست إلا حياة راويها من وجهة نظره فقد تخالف الحقائق وقد تشتمل على مبالغات كثيرة أملتها عواطف الإنسان وهو يتذكر لحظات مر بها فيصوغها بعاطفته دون عقله.

إن السجينة لمليكة أوفقيرومثلها كتب أخرى كثيرة من نمطها لا يمكن الاعتماد عليها كمصادر للتاريخ إلا بعد مقابلتها مع روايات الآخر أو الآخرين ممن عاشوا الفترة وعاصروا أحداثها، وكذلك بالاستماع إلى وجهة نظر المفقودين أو المتهمين بأعمال قد تبدو منافية للأخلاق ومجانبة للإنسانية، ولا أعتقد أنني سباقة في القول بهذا الرأي لأن كل من يملك عقلاً، وينقب باحثاً عن المعلومات سوف يذهب إلى ما ذهبت إليه، فالحدث الصغير قد تضخمه العاطفة، وقد يجتر من يكتب سيرته أحداثاً تخيلها ذات يوم لتبدو حقائق في حين أنها مجرد أوهام عاشها.

وفي الختام فإن المذكرات والسير الشخصية تستهوي القارئ لأنها تقترب كثيراً من الرواية وقد تختلط بها في كثير من الأحيان كما هو حال السجينة التي قررت أن أعدها (رواية) اختلط الواقع بالخيال فيها، وهو ما صنفها عليه ناشرها عندما ذيل عنوانها بوصف (رواية)، ولكن التأكيد على مصداقية أحداثها بالتواريخ والاسماء محاولة من كاتبتها لجعلها حقيقة تقدم من خلالها في فترة وشخصيات لا نعرف مدى صدق ما سردته عنها وعنهم...أ.هــ

يتبع..>>