[أبو_إبراهيم]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الذي شرع لنا دينا قيما وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد

فإني ما كنت لأصدق هذه القصة لولا أني وقفت عليها.. فقد كنت في مركز الشرطة في اجتماع مع مدير المركز لتأسيس شبكة الكمبيوتر وإمدادهم بالأجهزة.. وبينما نحن نتناقش إذ جاءت قضية مستعجلة فقطعنا الحور وبدأ النقاش في القضية.. قال لي مدير القسم: لم يمر علي حكم أشد من هذا في قضية خلوة غير شرعية.. يبدو أن القاضي كان قاسيا.. فقد حكم على الرجل والمرأة بسجن سنة وستة أشهر وجلد أربعمائة جلدة..هذا شديد..يقوله صاحبي..
ثم جاءت باقي التفاصيل.. وأنا مضطر للجلوس.. وكأني في حلم.. وددت لو أني خرجت ولم أسمع ما جرى ولم أر مارأيت..
مدير المركز: سبحان الله المرأة عمرها فوق الخمسين سنة والرجل تجاوز الستين.. كيف قبضت عليهما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أحضروا لي ابنها..
جاء شاب في الخامسة والعشرين تقريبا يبدو عليه الانكسار والألم.. قال: هذا القاضي ظالم واخطأ فإن هذا الرجل.. جارنا منذ زمن نحبه ونثق به وهو يذهب بأمي في حاجتها بأجرة وقد أخذها من السوق ثم ذهبا لهذه الاستراحة بحسن نية.. ليأخذ رأي والدتي في الاستراحة التي سيقيم فيها زواج ابنته الاسبوع القادم(رحمها الله)؟
الضابط: وماذا حصل للبنت؟
الشاب: لما سمعت الخبر لم تحتمل الصدمة.. اصيبت بسكته قلبية وماتت؟
ثم خرج الشاب يجر هموما عظيمة..
وإذا باقي التفاصيل تكشف اعتراف هذه العجوز بجرمها عند القاضي واعترف الاشيمط كذلك..

فتعالوا نتأمل في هذه الفضيحة والمصيبة العظيمة..
هل بدأت هكذا كبيرة؟؟؟...أبدا
كان بدايتها تساهل في الخلوة مع السائق.. ويقولون هذه ضرورة..
وما أكثر من يتساهل في هذا الأمر اليوم.. رغم فتاوى العلماء واللجنة الدائمة وقد اعتبرها الشيخ محمد بن ابراهيم –رحمه الله- أعظم من مجرد الخلوة وقال إن السائق إذا أراد الشر فإنه يستطيع أن يذهب بها إلى البر أو إلى أي مكان.. ويكفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يخلون رجل بامراة إلا كان ثالثهما الشيطان"
كان بدايتها تساهل في الكلام وخضوع بالقول.. ويقولون هذا قريب وهذا جار وهذا من حمام الدار وهكذا.. ونسو قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:"الحمو الموت"

رحم الله سلفنا الصالح فما من خير إلا وسبقونا إليه وما من شر إلا وضربوا لنا أروع النماذج في سد بابه..
قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه:ألا تروني لا أقوم إلا رفدا ولا آكل إلا ما لوق لي - يعني لين وسخن - وقد مات صاحبي منذ زمان - يعني ذكره - وما يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي وأن لي ما تطلع عليه الشمس مخافة أن يأتيني الشيطان فيحركه علي، إنه لا سمع له ولا بصره.
وقال سعيد بن المسيب:لقد أتى علي ثمانون سنة وذهبت إحدى عيني وأنا أعشو بالأخرى وصاحبي أعمى أصم - يعني ذكره - وإني أخاف من فتنة النساء‎.

يا من لم يبق من عمره إلا الأمل.. وهو للوزر العظيم قد حمل.. سيعرض عليك من المعاصي ما دق وجل.. تراعى الخلق وتنسى حقه عز وجل..