عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-08-27, 11:06 AM
جداويه اصل وفصل
عضو مشارك
رقم العضوية : 21068
تاريخ التسجيل : 8 - 1 - 2007
عدد المشاركات : 100

غير متواجد
 
افتراضي يابحر يا شيخ الرواة روعه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه القصيدة ألقاها الشاعر / جاسم الصحيح , مساء يوم الجمعة 28- جمادى الآخرة – 1428هـ على قناة أبو ظبي ,,, وقد لقّـبها أحد أعضاء لجنة التحكيم بـ ( معلّقة العصر ) ,,,

وبهذه القصيدة تأهل شاعر هجر إلى المرحلة المقبلة من مسابقة الفوز بلق (
أمير الشعراء,,, هنيئاً لنا بك يا جاسم ,,, وهنيئاً لك هذا الحب الكبير في قلوب الناس

( يا بحر يا شيخ الرواة ) ,,,


يا بحر كلك في مسامرتي فمُ
فافتح زجاجة ما تكِنّ وتكتمُ
***
وأدِرْ أساطيرَ البداية بيننا
سِيّان شهد حديثها والعلقمُ
***
سيّانَ فرَّ من الزجاجة ماردٌ
أم رفَّ منها نورسٌ مترنمُ
***
يا بحر ياشيخ الرواة على المدى
متعوذا من موجةٍ تتلعثمُ
***
حرية الكلمات فيك تقاصرت
عنها اللغات ولم يسعها المعجمُ
***
هذا لسانك هادرٌ بحكاية الـ
إنسان يختزل المدى ويحجّمُ
***
فالمد والجزر اختصار عوالمٍ
في الأرض تبنيها العصور وتهدمُ
***
فكأنما في الموج ربٌ غاضبٌ
يمحو وربٌ في الشواطئ يرسمُ
***
وكأنما لُجَجُ المياه خلائقٌ
تنمو على شطّ الحياة وتُعدمُ
***
وكأنما التيارُ وهو مجدّلٌ في
الرملِ أعمارُ الذين تصـرّموا
***
يابحر مادام الطريق يقودنا
للبدءِ من حيث النهاية تجثمُ
***
حطّم ضلوعي في ضلوعك
إننا متوحدان بقدر ما نتحطّمُ
***
يابحرُ قالوا عنك نبعُ أرومةٍ
للكائنات وللبداية توأمُ
***
ويقال كنتَ هناك أول عاشقٍ
فهم الغرام فذاب فيما يفهمُ
***
هيمان تصهرك المراهقة التي
تخذت ملامح زرقة تتضّرمُ
***
حتى إذا اكتمل انصهارك في الهوى
صلّى عليك العاشقون وسلّموا
***
وجمعت كل صلاتهم وسلامهم
درراً أضاءَ بها القرارُ المعتمُ
***
يا بحر هذي الشمس تنصب عرشها
فوق الشواطئ والهجيرُ يخيّمُ
***
والصيف جاءك عارياً وكأنه
عاصٍ يصرّحُ بالذنوب ويندمُ
***
والمبحرون على امتدادك حينما
رضعوا المسافة ماشتهوا أن يُفطموا
***
قنطار ضحكتهم يرنُّ إذا سجى
من خيبة الموت المحطّم درهمُ
***
وأنا أتيتك في شباك بلاغتي
أصطاد ما يوحي مداك ويلهمُ
***
صنارتي مثل الحقيقة صلبة
تدمي وبُعديَ كالمجازِ منمنمُ
***
فلربما زرفت إلي قصيدة
من بين أرزاقٍ لديكَ تقسّمُ
***
يا بحر يا دمعَ الطبيعة حينما
كانت على إنسانها تتألمُ
***
عبثاً أطارحك الغناءَ وهاهنا
في كل موج في الطبيعة مأتمُ
***
خذني إليك مع الشواطئ شاطئاً
تبكي على صدري المياه وتلطمُ
***
هذي الملوحةُ لا عدمت مذاقها
رمزٌ على الحزن الذي نتجشّمُ
***
يا بحر هل بقيت لديك أبوةٌ
تحنو على تعب البنين وترحمُ؟
***
فأنا ابنك النهر الذي سرّحته
في الأرض يعزف رملها وينغّمُ
***
في روح قديسٍ رحلتُ كأنما
صفحاتُ مائيَ لؤلؤٌ متبسمُ
***
ورجعتُ ألهثُ في غسيل سرائرٍ
سوداءَ فيها لؤلؤي يتفحّمُ
***
من كل يابسةٍ حملتُ حكايةً
في الموج تسديها الهموم وتُلحِمُ
***
ألقى بيَ الفقراءُ أوجاعَ القرى
وجعاً يئِنّ وآخراً يتصنّمُ
***
ورمى بيَ العاصونَ من آثامهم
مالم تطقه مفاصلي والأعظمُ
***
وشعرت يا أبتي , شعرتُ بشهوةٍ
حمراءَ تصهل داخلي وتحمحمُ
***
وهناك حيث الماء أطلق مده
في الضفتين رغائباً تتوحّمُ
***
ضاجعتُ يابسةَ الحقولِ فأنجبت
شوكاً وساد على الثمارِ العلقمُ