عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-08-26, 7:56 AM
أبو_إبراهيم
عضو نشط
الصورة الرمزية أبو_إبراهيم
رقم العضوية : 35244
تاريخ التسجيل : 16 - 8 - 2007
عدد المشاركات : 374

غير متواجد
 
افتراضي هل سيغير بعض الأعضاء أسماءهم
بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل لكم هذا الكلام بنصه من كتاب "تسمية المولود" لابن القيم رحمه الله:

الأصل الثامِنُ : في الأسماء المحرمة :
دلَّتِ الشَّريعةُ على تحريمِ تسميةِ المولودِ في واحدٍ من الوجوهِ الآتيةِ :
1. اتَّفق المسلمون على أنَّه يحرُمُ كلُّ اسمٍ معبَّدٍ لغيرِ اللهِ تعالى ؛ مِن شمسٍ أو وثنٍ أو بشرٍ أ غيرِ ذلك ؛ مثلُ : عبدِ الرسولِ ، عبدِ النبيِّ ، عبدِ عليٍّ ، عبدِ الحسينِ ، عبدِ الأمير ( يعني : أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب رضي اللهُ عنهُ ) ، عبدِ الصَّاحبِ ( يعني : صاحِب الزَّمانِ المهديَّ المنتظر ) ، وهي من تسمياتِ الرَّوافض !
وقد غيَّر النبيُّ r كلَّ اسمٍ معبَّدٍ لغيرِ اللهِ تعالى ؛ مثل : عبدِ العُزَّى ، عبدِ الكعبة ، عبدِ شمسٍ ، عبدِ الحارثِ .
ومن هذا البابِ : غُلام رسول ، غُلام محمّد ؛ أي عبدالرسول ... وهكذا .
والصَّحيحُ في عبدالمطَّلبِ المنع .
ومن هذا الغلطُ في التعبيد لأسماءٍ يُظنُّ أنَّها من أسماءِ اللهِ تعالى وليستْ كذلك ؛ مثل : عبدِالمقصودِ ، عبدِالستَّارِ ، عبدِالموجودِ ، عبدالمعبودِ عبدِالهوه ، عبدالمُرْسِل ، عبدالوحيد ، عبدالطالب ، عبدالناصر ، عبدالقاضي ، عبدالجامع ، عبدالحنان ، عبدالصاحب – لحديث : (( الصاحب في السفر )) – عبدالوفي .. فهذه يكونُ الخطأُ فيهمن جهتين :
- من جهةِ تسميةِ اللهِ بما لم يردْ بِهِ السَّمعُ ، وأسماؤهُ سبحانه توقيفيَّةٌ على النصِّ مِن كتابٍ أو سنَّةٍ .
- والجهةُالثانيةُ : التَّعبيدُ بما لم يسمِّ اللهُ بهِ نفسه ولا رسولُه r .
وكثير منها من صفات الله العُلى ، لكن قد غلط غلطاً بيناً من جعل لله من كل صفة : اسماً واشتق له منها ، فقول الله تعالى : { وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ }[غافر: من الآية20] لا يشتق لله منها : اسم القاضي ، لهذا فلا يقال : عبدالقاضي ، وهكذا – وانظره في حرف الجيم : الجامع - .
2. التَّسميةُ باسمٍ من أسماءِ اللهِ تبارك وتعالى ، فلا تجوزُ التَّسميةُ باسمٍ يختصُّ بهِ الربُّ سبحانه ؛ مثل : الرحمنِ ، الرَّحيمِ ، الخالِقِ ، البارئِ .. وقد غيَّر النبيُّ r ما وقع مِن التسميةِ بذلك .
وفي القرآن العظيم : {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم: من الآية65] ؛ أي : لا مثيل لهُ يستحقُّ مثل اسمِهِ الذي هو الرحمنُ .
3. التسميةُ بالأسماءِ الأعجميةِ المولَّدةِ للكافرين الخاصَّة بِهم .
والمسلمُ المطمئن بدينِه يبتعدُ عنها وينفُرُ منها ولا يحومُ حولها .
وقد عَظُمتْ الفتنةُ بها في زمانِنا ، فيُلْتقطُ اسمُ الكافرِ مِن أُوروبا وأمريكا وغيرهما ، وهذا من أشدِّ مواطنِ الإثمِ وأسبابِ والخذلانِ ، ومنها : بطرس ، جرجس ، جورج ، ديانا ، روز ، سوزان .... وغيرها مما سبقت الإشارة إليه .
وهذا التَّقليدُ للكافرين في التسمَّي بأسمائِهم ؛ إن كان عن مجرَّدِ هوىً وبلادةِ ذهنٍ ؛ فهو معصيةٌ كبيرةٌ وإثمٌ ، وإنْ كان عنِ اعتقادِ أفضليَّتِها على أسماءِ المسلمين ؛ فهذا على خطرٍ عظيم يزلْزِلُ أصل الإيمانِ ، وفي كِلتا الحالتينِ تجبُ المبادرةُ إلى التوبةِ منها ، وتغييرُها شرطٌ في التَّوبةِ منها .
4. التسمِّي بأسماءِ الأصنامِ المعبودةِ مِن دُونِ اللهِ ، ومنها : اللاَّتُ ، العُزى ، إسافٌ ، نائلةُ ، هُبَل ....
5. التسمِّي بالأسماء الأعجميةِ ؛ تركيةً ، أو فارسيةً ، أو بربريَّةُ أو غيرها ممَّا لا تتَّسعُ لهُ لغةُ العرب ولسانُها ، منها : ناريمان ، شيريهان ، نيفين ، شيرين ، شادي – بمعنى القرد عندهم – جِهان .
وأما ما خُتم بالتاء ؛ مثل : حكمت ، عصمت ، نجدت ، هبت ، مرفت ، رأفت ... فهي عربيَّةٌ في أصلِها ، لكنَّ ختمها بالتاء الطَّويلة المفتوحة – وقد تكون بالتاءِ المربوطةِ تتريكٌ لها أخرجها عن عربيَّتِها ، لهذا لا يكونُ الوقفُ عليها بالهاءِ .
والمكسوعةُ بالياءِ ؛ مثل : رمزي ، حسني ، رشدي ، حقِّي ، مجدي ، رجائي ... هي عربيةٌ في أصلِها ، لكنَّ تتريكها بالياءِ في آخرها منع مِن عربيَّتِها بهذا المبنى ، إذ الياءُ هنا ليست ياء النسبةِ العربيةِ ؛ مثل : رِبْعيّ ، ووحْشِيّ ، وسبْتِيّ ( لمنْ وُلِد يوم السَّبْت ) ، ولا يا المتكلم ؛ مثل: كتابي، بل ياءُ الإمالةِ الفارسيّّةِ والتُّركيةِ .
وأمَّا لفظُ ( فِقي ) في مصر ؛ فهو عندهُم مختصرُ ( فقيهٍ ) .
ومن الأسماءِ الفارسيَّةِ ما خُتِم بلفظ ( ويْه ) ؛ مثل : سيبويْه ، وقد أحْصى بعضُهم اثنينِ وتسعين اسماً مختومةً بلفظ ( ويْهِ ) .
وفي اللغةِ الأرديَّةِ يقحمون الياء في وسطِ الكلمةِ علامةً للتأنيثِ ، فيقولون في رحمن : ( رحيمن ) ، وفي كريم : ( كريمن ) ..
6. كلُّ اسمٍ فيه دعوى ما ليس للمسمَّى ، فيحْمِل مِن الدَّعوى والتزكيةِ والكذب ما لا يُقبلُ بحالٍ .
ومنهُ ما ثبت في الحديث أن النبيَّ r قال : (( إن أخنع اسمٍ عند اللهِ رجلٌ تسمَّى ملك الأملاكِ ... )) الحديث ، متفق عليه .
ومثلُه قياساً على ما حرَّمه اللهُ ورسولُه : سُلطانُ السَّلاطينِ ، حاكِمُ الحكَّامِ ، شاهِنْشاه ، قاضي القُضاةِ .
وكذلك تحريمُ التسميةِ بمثل : سيِّدِ النَّاسِ ، سيِّدِ الكُلِّ ، سيِّدِ السَّاداتِ ، ستِّ النسِّاءِ .
ويحرُمُ إطلاقُ ( سِّدِ ولدِ آدم ) على غيرِ رسولِ الله r .
وفي حديثِ زيْنب بنتِ أبي سلمة – رضي اللهُ عنها – أن النبيَّ r قال : (( لا تُزكُّوا أنفُسكُم ؛ اللهُ أعلمُ بأهلِ البرِّ منكُم )) رواهُ مسلمٌ
7. قال ابنُ القيِّمِ : (( التَّسميةُ بأسماءِ الشَّياطين ؛ كخِنْزب ، والولْهان ، والأعورِ ، والأجْدعِ )) .
وقد وردتِ السُّنَّةُ بتغييرِ اسمِ من كان كذلك ) انتهى .


توقيع أبو_إبراهيم

قال يحيى بن معاذ:
على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك.