عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-08-25, 10:49 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي قبّلي يدي وأتحجب !
قبّلي يدي وأتحجب !


تقول منيرة : كنت أعشق التبرج ، فسايرت الموضة في العباءات بكل أنواعها وأشكالها ، وفي نفس الوقت كنت أعتبر العباءة الساترة مقتصرة على المتخلفات عن ركب الموضة والفقيرات ..

وفي ذات يوم ذهبت وأنا بكامل زينتي مع مجموعة من صديقاتي إلى السوق ، وحين رأتني إحدى النساء وجهت لي النصيحة بأن أتحجب حتى لا أتعرض للنار ، اهتز جسمي لنصيحتها ..

لكني أردت أن أُضحك صديقاتي اللواتي برفقتي .. فقلت لهن ولا أدري هل أندم على ما قلته أو أفرح له ، لأنه كان سببا ً بعد الله في توبتي ورجوعي للحق .. أتدرون ماذا قلت ؟

قلت كلمة بكيت منها ، لقد قلت بعد أن مددت كفي لها : قبِّلي يدي وأتحجب ! قولوا لي بربكم ماذا تظنون أنها فاعلة ؟ أغضبت ؟ أم انسحبت ؟ أم اعترضت ؟ لا وربي لا هذا ولا ذاك ، بل أخذت يدي وقبلتها وهي تقول :


- أقبل يدك ورأسك ما دمت ستتحجبين ، فأنت ِ غالية والطلب رخيص ! ودعت لي بالخير ، وعندها بكيت وبكيت وبكيت ، واستصغرت نفسي وازدريت عباءتي وعدت إلى البيت ، وخلوت بنفسي بعض الوقت ..

وقررت أن أرتدي العباءة الساترة ، مستعينة بالدعاء ، وكم تمنيت لو أني أعرف تلك المرأة لأشكرها ، وحسبي أني أدعو لها في كل حين .. إنهم صاروا ينادوني يا " مطوعة " ولكني لم أبالي بما يقولون ..

ومن مزايا العباءة الساترة أن جعلت الرجال الأجانب يحترمونني ، فلم يعد أحد يتجرأ على النظر إليَّ ، كما أن الباعة صاروا يتأدبون معي الحديث ، عكس ما كان سابقا ً من محاولة للمزح ، من هنا أدركت أن للحق هيبة .


من كتاب أسرار في حياة الفتيات . للكاتبة : رقية محمد سليمان .


سعيد القحطاني