وما يعلمك أن تلك الخراطيم مدد حقيقي؟
أما علمت أن كثيرين قاموا من العناية والرعاية المركزة وشيعوا جنازات بعض أطبائهم؟
حتى أطباء الشيوعية يعرفون أن الحياة والموت فوق الأسباب
وأن المريض تأتيه لحظة ما فيقضي نحبه مهما كان ما حوله ومن حوله!
والسليم تأتيه لحظة فيقضي نحبه دون سابق إنذار!
والميئوس منه يفيق بعدما كتب على ملفه : لا ينعش !
فلم تنجه مل الموت حزم وحيلةً ... وقد كان محتالاً كثير التجارب
يجب أن ننظر فيما بقي من نعم ونحمد الله عليها :
(قليلا ما تشكرون..)
سبحان الله ..
نعم!... والله عددت اثنتين فأخجلنى قصورلسانى وقلبى عن شكرهما ، وتصورها أصلا وتقديرها ...
أستغفر الله... الحمد لله ...
أوزعنا يا رب الشكر والصلاح,
فاغسلوا أنفسكم يا قوم ...
وخافوا الحق لا تبادروا!
بل اعملوا بما بقي لكم من قدرة فيما بقي لكم من وقت،
كيف أطمئن لعملي وأنهي فترة الزرع وأذهب للحساب بنفسي؟
عسى ألا تكون سبقت لى الشقاوة أو نسج تابوتى من نار!
ويعد الآن ولا أدرى!
وهي فرصة للأحياء قبل بغتة موت كتلك :
*يجب تقدير النعمة قبل أن تزول
*يجب تفقد القلب واختباره ومعالجته والبحث عن تصفيته
* لا أجمع المال-ولا الجاه- بالهوان فأنا مفارقه!
هذا المريض -وغيره- قد يوقظه الله تعالى بسبب تقدم علمي قادم أو بدون سبب
فالأسباب بيده والنتائج بيده ! سبحانه
أفلا تعقلون؟
الله خالق كل شيء كما هو جلي !
لم يخلق شيئا عبثا، والعدل أصيل ! والقيامة حتم لتمام الحكمة! ففيم تعجلك؟
يوما ما ستسألك الملائكة هل رأيت نعيما قط؟
أو :هل رأيت بؤسا قط؟
فهل أنت مستعد ؟
قد يقيمك الله ثانيا من نومتك وهذا العجز التام ! فهل تتأبي؟
الله عظيم ! خلق هذا الإبداع المعجز المرتب بعناية فائقة،
ويتدخل بشكل خارق للأسباب طلق القدرة ليرينا وجوده ويقربنا منه،
ويحق سننا عادلة ثابتة في الكون
أفلا شغلت فكرك به وروحك معه ؟
إن كان لك دين؟ وبقي فيك عقل؟
ووحّشوا بكتاب الله واتخذوا ... أهواءهم في معاصي الله قربانا
الله تعالى منزه عن مشابهة الخلق، وصفاته ثابتة كاملة جميلة جليلة،
كلها خير وهيبة وعدل وكيفيتها لا ندركها،
فذاته سبحانه ليس كمثلها شيء ولا نحيط بها علما.
وكل اسم حسن لله له تأثير وينبغي أن ينعكس علينا لو عرفناه!
وكل صفة عليا تستلزم وتحتم ظهور أثر في شعورنا وإحساسنا وعواطفنا،
وفي فكرنا وعقلنا وعقيدتنا وفي سلوكنا.
سواء كنا أصحاء أو مرضى مقعدين في العناية المركزة أو أطباء!
حتى مع الشلل؟
نعم
كل صفة تظهر في خلقه وكونه ولابد من عبودية لها
وهي عبودية القلب لصفات الرب!
وإلا فيقينه لعب!
فتأمل ثم اجمع بين الفهم والتطبيق! أي العمل والتصرف على ضوء فهمك وعلمك،
وعلى أساس ما وصلك من صفات لله، وليس كأنك لا تعرف!
وإلا :
أبا مسلم ما غير الله نعمة ... على عبده حتى يغيرها العبد