عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2012-04-21, 7:05 AM
حامد نوار
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 127765
تاريخ التسجيل : 4 - 9 - 2010
عدد المشاركات : 11,179

غير متواجد
 
افتراضي
• صور من الحياء المذموم


• ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنعن أحدكم هيبة الناس: أن يتكلم بحق إذا رآه، أو شهده، أو سمعه» رواه أحمد وصححه الألباني.
كأن يأكل والد بشماله، فيستحي الولد من نهي أبيه عن الأكل بالشمال حياء منه.

فلا ينبغي لك أن تترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، حياء من الناس.



• مقارفة الإثم استحياء من الناس:


كأن تمد امرأة أجنبية يدها إلى رجل فيصافحها، ويزعم أنه استحيا منها؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» رواه الطبراني في المعجم الكبير وقال الألباني حسن صحيح.


فمن صافح امرأة أجنبية حياء منها، فليتذكر الحديث التالي:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من التمس رضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه، وأرضى الناس عنه؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس». رواه ابن حبان وصححه لغيره الألباني.

واعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا رضي عن العبد، أرضى الناس عنه؛ وإذا سخط عن العبد، أسخط الناس عليه.



• ترك طلب العلم:


قال مجاهد رحمه الله: لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر.



• كيف يكون الحياء من الله


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استحيوا من الله حق الحياء» قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحيي والحمد لله؛ قال: «ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى؛ ومن أراد الآخرة، ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك، فقد استحيا من الله حق الحياء» رواه الترمذي وحسنه لغيره الألباني.


فالمقصود من الحديث: أن الحياء من الله يكون باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ومراقبة الله في السر والعلن.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوصيك أن تستحي الله عز وجل، كما تستحي رجلا صالحا من قومك» رواه أحمد وصحه الألباني.. وهذا الحياء يسمى حياء العبودية الذي يصل بصاحبه إلى أعلى مراتب الدين وهي مرتبة الأحسان الذي يحس فيها العبد دائماً بنظر الله إليه وأنه يراه في كل حركاته وسكناته فيتزين لربه بالطاعات. وهذا الحياء يجعله دائماً يشعر بأن عبوديته قاصرة حقيرة أمام ربه لأنه يعلم أن قدر ربه أعلى وأجل.


قال ذو النون: الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة مما سبق منك إلى ربك.

وهذا يسمى أيضاً حياء الإجلال الذي متبعه معرفة الرب عز وجل وإدراك عظم حقه ومشاهدة مننه وآلائه. وهذه هي حقيقة نصب الرسول وإجهاد نفسه في عبادة ربه.



• قبل الختام


الحياء من الأخلاق الرفيعة التي أمر بها الإسلام وأقرها ورغب فيها. وقد جاء في الصحيحين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان» .

والسر في كون الحياء من الإيمان: لأن كل منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات. والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره. ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .. وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..


منقول