بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد..
فقد روى البخاري عَن ابن عباس ضي الله عنهما أنه قال:( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِىَ فِى النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَالُوا ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) .
ويعقوب عليه السلام حين اشتد عليه الحزن قال:(إنما اشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون) قال القرطبي:أي من جميل صنعه وغريب لطفه وعائدته على عبادة.
فهذا حال انبياء الله لما عظمت منزلتهم عند الله عظم بلاؤهم ولما عظم علمهم بالله عظم صبرهم وتوكلهم على الله وحده.
فأوصيك اخيه بصدق اللجوء والتوكل على من يجيب المضطر بمجرد الدعاء فلا يحتاج الى واسطة او أعمال عظيمة إنما هو الدعاء بقلب مخبت صادق فأعظم من يدعو لك هو أعلم الناس بحالك وأرحمهم بك فأخبريني من يكون ؟
لا أظن ان هناك احدا أعلم وارحم بك من نفسك فهيا افزعي إلى الصلاة والدعاء وتخييري الاوقات الفاضلة وتعلقي بالآخر الذي لا ينتهي فالناس والخلق كلهم يفنون ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فاذا علقت الأمل على أحد من المخلوقين فإن املك ينتهي بموت هذا المخلوق فهيا اقطعي العلائق بالخلق كلهم وصليها بذي الجلال والاكرام.
وأوصيك بقراءة كتاب "الداء والدواء" لابن القيم رحمه الله
ثم اعلمي ان انفع الدعاء ماكان بظهر الغيب فهذه الأدعية التي في هذه الصفحات أقل نفعا من دعوات القلوب بل إن في القلب منها شئ فقد يكون بعضها مجاملة وهكذا نكون قد فتحنا بابا للرياء، وإن كان فيها تسلية لك فاعلمي ان اعظم تسلية للمؤمن هي العلم بالأجر والثواب ومنه قوله تعالى:(إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا احب قوما ابتلاهم
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة
وقال صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لا يبلغها بعمله ابتلاه في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبره حتى ينال المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل.
وهذا باب واسع يطول ذكره .
فانطلقي في فضاء التوكل وارتمي في احضان الخشوع واذرفي الدموع ولا تملي الدعاء بل ألحي واكثري ولا تستبطئي الاجابة وقد اعجبتني كلمة عظيمة للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله عندما ساله رجل بانه يدعو ولكن الاجابة تاخرت فقال: وما يدريك لعل الله اعجبته مناجاتك وسؤالك وجبال الحسنات تصب عليك ليلا ونهارا وانت تريد ان تقطع هذا الخير عن نفسك.
اسال الله ان يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وان يشفي مرضى المسلمين ويفك كل ضائقة ويفرج كل هم وان يرزقنا الاخلاص ويذيقنا حلاوة الايمان .. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
التعديل الأخير تم بواسطة أبو_إبراهيم ; 2007-08-21 الساعة 4:09 PM.
توقيع أبو_إبراهيم |
قال يحيى بن معاذ:
على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك.
|
|