عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-08-19, 7:19 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
كيف حالك يا جدة ؟؟
الحمد لله على السلامة ..
فتهز رأسها توحي بأنها طيبة ثم تتكلم معي بصعوبة ..
كيف حالك يا ( المؤمن كالغيث ) ؟
إنت طيب ؟؟
الحمد لله يا جدة أبشرك ما دام أنتي طيبة .. أنا طيب ..
الله لا يوريك بعد اليوم مكروه ..
أدافع العبرة .. وقد أمسكت يدها التي أصبحت كالورقة .. من شدة المرض ..

ما شاء الله .. صحتك روعة يا جدة ..
طابت نفسي بعد مخاطبتها نوعا ما
.. كثيرا خشيت أن أودعها ولم تكلمني كلمة ..
وبعد ثلاثة أيام ..
وبالتحديد بالأمس السبت 21 / 7
اتصل علي قريب ..
السلام عليكم كيف حالك ؟
بخير .. الصوت لا يوحي بخير ..
خير عسى ما شر .. وش فيك ؟؟
قال عظم الله أجرك لقد ماتت جدتك صباح هذا اليوم في جدة ..
وسنصلي عليها في المسجد الحرام في مكة
آه .. يا ليت يدي لم ترفع ويا ليت أذني لم تسمع ..
ليت الأرض انشقت وابتلعنني قبل أن أنعى في أكثر مخلوق تعلق قلبي بها ..
آه .. عجز القلم ..
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك ..
يا جدتي لمحزونون ..
بقيت في حالة ذهول ..
لأجد نفسي مسافرا إلى مكة ..
يحاولون إضحاكي من سافر معي أو على الأقل أن يحظوا مني بقصة أو كلمة
ولكن هم في عالم وأنا في عالم ..
سأحرم من رؤيتها رؤية وجهها قبل الوداع
سأحرم .. من تقبيلها .. من كلمة من الحنونة العطوفة ..
تمنيت أن أسمع صوتها لأتذكر خطابها الحاني معي أيام الصحة ..
كانت تشعر بصحتي إن كنت في صحة وبألمي إن كنت في ألم ..
كم كانت تعتب علي ..
ليه ما تزورني قبل ما تسافر المدينة .. !!
أقول يا جدة ما ودي أكلف عليك ..
تقول لي الله يسعدك يا ( مؤمن ) تكفى ادعيلي أنا مريضة .. حينما أكون في المدينة ..
تكفى وأنا جدتك ... ادعيلي ..وإنت في ذاك البيت الشريف في المسجد النبوي ..

آه .. نزلت وصلت لمكة .. دخلت المسجد الحرام ..
طفت تحية للمسجد ..

لا أدري أين أنا ؟؟
فصورتها أمامي ... لم أستطع نسيانها ..
أذن الظهرو قامت الصلاة ..

وإذا بجنازة .. الشريفة العفيفة .. قد ملئت هيبة وجلالا وحولها الصغير والكبير وقد انهالت على خدودهم
سيولا من الدموع الحرى ..
كم من بيت فقير ؟ سيقطع عنه صدقتها والله هو الرزاق ..
كم من مشروع ؟ سيفتقد أموالها المباركة .. والله هو ذو الفضل والجواد
آه .. كم من محب لها من صغير وكبير سيفتقد صوتها ..
وقفنا أمام الإمام بالجنازة وكان الشيخ الفاضل
عبد الله بن عواد الجهني .. حفظه الله
وقد اغرورقت عيناه بالدموع ولا أدري .. أشعر ما بخاطري .. أم له في الجنازات التي وضعت أمامه
من افتقده .. ؟؟ لا أدري
أخذنا الحبيبة .. نحو سيارة الإسعاف ..
وقد تجمهر الناس .. ليحملوها ..
فلما وضعناها في السيارة ..
ركبت معها ..
وحينها استوعب عقلي قليلا ..
بأن جدتي قد ماتت ..
تذكرت فقط أنها ماتت وقد رفعت السبابة متشهدة ..
تذكرت صلاحها وحبنا لها ..

ففاضت عيناي ليس جزعا وإنما حزنا ..
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك جدتي لمحزنون ..
أمسكني أخي .. وقال اصبر ..
كنت أصبر من حولي فإذا وجدت منهم غفلة عني أخرجت ما أثقل قلبي ومقلتي فأسبلت الدمع ..
ثم أعاود النظر للناس وكأن شيئا لم يكن وصلنا المقبرة نحن الآن على فم القبر ..
الذي ملئ وحشة وضيقا ...
سنضع فيه أحب مخلوق في أوحش مكان وأبشع موضوع إنه القبر ..
نظر الناس بعد أن نزلوا اثنين وإذا بابنها الكبير ..
يشير علي بأن أنزل ..
نزلت ..
استقبلت جنازة الجدة .. ساهمت .. في وضعها .. في القبر
أمسكت بكتفها .. وضغطت عليها ضغطة .. ونحن في أثناء التعديل .. للجنازة كما ينبغي كشف عن وجهها ..
فظفرت بنظرة إلى وجهها المشرق وقد ملئ نورا وبهاء ..
آه هذه الحانية أصبح حالها هكذا آخ يا دنيا ما أحقرك ..
صعد الإثنين وبقيت أنا وجدتي
في القبر ..
وكلي أمل أن تسمع
حبيبتي كما لم تنسني في الدنيا
لن ننساك وأنت في الآخرة ..
استودعتك الله في قبر مظلم موحش و والله لولا سنة الله في خلقه لما مس التراب جسدك ..
ولا أصابك ذرة سوء ..
استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه ..

في أمان الله ..
يا جدة !!
لن ننساك من دعوة صادقة
ولا من صدقة جارية ..
وقبل أن أخرج قلت بصوت مسموع :
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
يا جدتي ..
....
نعم ..
استودعتك الله يا أغلى جدة ..
في أمان الله ..


المؤمن كالغيث


ملاحظة : كانت جدتي قاصمة الظهر هذه المرة وقد فجعت قبلها فتوفي لي اثنين خلال أسبوعين من أغلى الأحبة
وكانت هي الثالثة والحمد لله على كل حال .. رحمهم الله جميعا ..
وأسكنهم فسيح جناته

وإني لأرجو الله منكم الدعاء لها .. فسييسر الله لكم ممن لا تعرفونهم ويدعون لكم في وقت أنتم أحوج فيه لشعرة من حسنة