بتنا تلك الليلة عند والدي ..
و في الصباح انطلقنا في سيارته..
كان علينا أن نقطع أكثر من 300 كلم .. و نجتاز 5 جبال!!..
عبر طرق صعبة ..بها منعطفات خطيرة!!..
و صلنا إلى عاصمة الولاية..على الساعة 9 صباحا بالتقريب..
و أكملنا طريقنا باتجاه الشرق.. حتى بدأنا نصعد الجبل الخامس!!.
كانت السيارة تتجه نحو الأعلى..و كنت ألقي من حين لآخر بنظري
إلى الأشجار الباسقة .. و الغابات الكثيفة!!..
و إلى سفوح الجبال .. المتصلة بمروج خضراء!!..
و المكتظة بالأغنام و الأبقار و الخيول العربية الأصيلة!!.
و يشد انتباهي بين لحظة و أخرى.. أشعة الشمس .. المنعكسة من
المياه المنسابة إلى أسفل الوادي .. عبر شلالات تشد الأبصار!!
و تعكس في نفس الوقت.. قدرة الله .. الذي خلق فأبدع..قوة العزيز الجبار !!!.
..و ها نحن نصل إلى بيت أخي عبد العزيز.
استقبلنا والده الذي قارب السبعين سنة..و رحب بي أيما ترحيب!!.
بعدما تناولنا غذاءنا.. صلينا الظهر و أخذنا فترة قيلولة..
بعدها صلينا العصر.. ارتشفنا قهوة المساء ..
و خرجت مع أخي عبد العزيز .. يتجول بي .. في المدينة الصغيرة ..
ذات الشارع الوحيد!!.
شيدت سكناتها من حجر جبل أزرق..
متراصة في ما بينها..
تبدو للناظر من بعيد.. و كأنها خلية نحل !!.
عدنا إلى البيت .. بعد صلاة المغرب في مسجد القرية الصغير.
و وجدت والده في انتظاري..ذلك الشيخ الذي أخذت منه الكثير..
قال لي أخي عبد العزيز:
علينا أن ننام الليلة باكرا..لننطلق في الصباح بعد صلاة الفجر !!.
سألته : لماذا؟.
أجابني: لكي ترى المعجزة واضحة.. يجب أن نكون هناك قبل شروق الشمس!!.
و كما كان مخططا بإذن الله..
انطلقنا بعد صلاة الصبح..