الـــســــلام عــــلـــيــــكــــم ورحــــمــــة اللــــــــه وبــــركـــــاتـــــــه.........
إيّاك والظلم ، ودعوة المظلوم
إن من تعاسة العبد وعثرة قدمه وسقوط مكانته ظلمه لعباد الله وهضمه حقوقهم ولقد حفظ التاريخ ما لا يُعد من الأمثلة الحية في الأذهان في عواقب الظلم .
فهذا عامر بن الطفيل يكيد للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويحاول اغتياله ، فيدعو عليه صلى الله عليه وسلم فيبتليه الله بغدّةٍ في نحره ، فيموت من ساعته وهو يصرخ من الألم .
وهذا أربد بن قيس يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويسعى في تدبير قتله ، فيدعو عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فيُنزل الله تعالى عليه صاعقةً تحرقه هو وبعيره .
وهذا الحجاج قبل أن يقتل العالم الزاهد سعيد بن جبير بوقتٍ قصير دعا عليه سعيد وقال : اللهم لا تُسلطه على أحدٍ بعدي ، فأصابه خُراج في يده ثم انتشر في جسمه فأخذ يخور كما يخور الثور ، ثم مات في حالةٍ مؤسفةٍ .
وهذا أحمد بن أبي داؤد القاضي المعتزلي يشارك في إيذاء الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، فيدعو عليه الإمام فيصيبه الله بمرض الفالج ، فكان يقول : أما نصف جسمي فلو وقع عليه الذباب لظننتُ أن القيامة قامت ، وأما النصف الآخر فلو قــُرض بالمقاريض ما أحسست .
وهذا ابن الزيّات الوزير أيضاً يدعو عليه الإمام ابن حنبل فيُسلط الله عليه مَن أخذه ووضعه في فرن من نار ، وضرب في رأسه المسامير .
وهذا حمزه البسيوني كان يُعذب المسلمين في سجن جمال عبدالناصر ويقول في كلمةٍ له مؤذيةٍ : أين إلهكم لأضعه في الحديد ؟
فيخرج ذات يوم بسيارته من القاهرة إلى الاسكندريه فيصطدم بشاحنةٍ تحملُ حديداً ، فدخل الحديد في جسمه من أعلى رأسه إلى أحشائه ، وعجز المنقذون أن يُخرجوه إلا قطعاً .
وهذا صلاح نصر من قادة عبدالناصر ، وممن أكثر في الأرض الظلم والفساد أصيب بأكثر من عشرة أمراض مؤلمة مزمنة ، عاش عدّة سنوات من عمره في تعاسةٍ ، لم يجد له الطب علاجاً ، حتى مات سجيناً مزجوجاً به في زنزانات زعمائه الذين كان يخدمهم .
د . عايض القرني
من كتابـه القـيّـم / لاتحــزن