((وَاضْرِب لَهُم مَّثَل الْحَيَاة الْدُّنْيَا كَمَاءأَنْزَلْنَاه مِن الْسَّمَاء
فَاخْتَلَط بِه نَبَات الْأَرْض فَأَصْبَح هَشِيَما تَذْرُوْه الْرِّيَاح }
الْكَهْف: مِن الْآَيَة45]
فِي الْآَيَات الْسَّابِقَة شَبَّه الْلَّه تَعَالَى الْدُّنْيَا بِالْمَاء: فَلِمَاذَا هَذَا التَّشْبِيْه؟!
فَلْنَقْرَأ مُتَأَمِّلِين فِيْمَا قِيَل : قِيَل لِأَن الْمَاء لَيْس لَه قَرَار..
وَكَذَلِك الْدُّنْيَا
وَقِيْل لِأَن الْمَاء إِن أَمْسَكْتَه تَغَيَّروَنَتْن
وَكَذَلِك الْدُّنْيَا لِمَن أَمْسَكَهَا بَلِيَّة
وَقِيْل لِأَن الْمَاء يَأْتِى قَطْرَة قَطْرَة وَيُذْهِب دُفْعَة وَاحِدَة
وَكَذَلِك الْدُّنْيَا
وَأَيْضا الْمَاء طَبْعُه الْنُّقْصَان
كَذَلِك الْدُّنْيَا
وَأَيْضا الْمَاء يَكُوْن فِى مَوْضِع كَثِيْر وَفِى مَوْضِع قَلِيْل
كَذَلِك الْدُّنْيَا
وَأَيْضا لَا يَقْدِر أَحَد أَن يَرُد الْمَطَر
كَذَلِك لَا يَقْدِرأَحَد أَن يَرُد الْرِّزْق
وَقِيْل الْمَاء قَلِيْلُه ري لِلْعَطْشَان وَكَثِيْرِه دَاء
كَذَلِك الْدُّنْيَا
وَقِيْل الزَّرْع يُفْسِد بِالْمَاء الْكَثِيْر
كَذَلِك الْقَلْب يُفْسِد بِالْمَال الْكَثِيْر
وَأَيْضا الْمَاء كُلَّه لَايَكُوْن صَافِيا
كَذَلِك الْمَال فِيْه الْحَلَال وَالْحَرَام
وَأَيْضا الْمَاء يُطَهِّر الْنَّجَاسَات
كَذَلِك الْمَال الْطَّيِّب الْحَلَال يُطَهِّر دَنَس الْآَثَام
قَال الْلَّه تَعَالَى {خُذ مِن أَمْوَالِهِم صَدَقَةتُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيْهِم بِهَا}
فَاجْعَل أَخِي/ أُخْتِي فِي الْلَّه ..نَفْسِك فِي الْدُّنْيَا كَمَا
دَلَّنَا رَسُوْلُنَا الْكَرِيم عَلَيْه الْصَّلَاةوَالْسَّلَام فِي قَوْلِه : " مَالِي وَلِلْدُّنْيَا؟مَا أَنَا فِي الْدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِب اسْتَظَل تَحْت شَجَرَة ، ثُم رَاح وَتَرَكَهَا ."صَحِيْح الْأَلْبَانِي وَلَقَد جَاء فِي الْأَثَرمِن وَصَايَا عِيْسَى عَلَيْه الْسَّلَام:
[الْدُّنْيَا قِنْطَرَة فَاعْبُرُوْهَا وَلَاتَعْمُرُوهَا]
وَقَوْلُه أَيْضا :
[ مَن ذَا الَّذِي يَبْنِي فَوْق مَوْج الْبَحْر دَارا؟!
تِلْكُم الْدُّنْيَا فَلَا تَتَّخِذُوْهَا قَرَارا ]
وَقِيْل لِنُوْح عَلَيْه الْسَّلَام:
يَا أَطْوَل الْأَنْبِيَاءعُمْرَا كَيْف رَأَيْت الْدُّنْيَا؟ ..قَال :
[ كَدَّارلَهَا بَابَان دَخَلْت مِن أَحَدِهِمَا وَخَرَجْت مِن الْآَخَر ]فَطُوْبَى لِمَن كَان صَمْتُه فِكْرَا وَنَظَرِه عِبْرَة
من جميل ما قرأت