يوم أن عادت لي.. ابنتي أنصار!!..و اعتبروا يا أولي الأبصار.
جرت أحداث هذه القصة..في ليلة من ليالي الشتاء الباردة !!.
في أقصى الجنوب من صحراء الجزائر..
حيث تهبط درجة الحرارة ليلا إلى ما دون الصفر !!.
كانت ابنتي أنصار آنذاك رضيعة.. عمرها سنة و نصف.
تعاني من الزكام .. مرض الفصل.
سبب لها حمّى و صعوبة في التنفس !!.
عدت في ساعة متأخرة من عملي .. لأجدها نائمة في سريرها.
- سألت أمها.. كيف حال الطفلة ؟.
- بخير.. و الحمد لله.
- هل تناولت دواءها؟
- بالكامل.. و كما أوصاني الطبيب .
أفاقت الصغيرة من نومها .. وضعتها في حجري.
رحت أتلمس يديها .. رجليها.. جبينها..
بدت لي عادية.. و خوفا عليها من البرد , قربت منها المدفأة !!.
سلمتها لأمها.. كي تغير لها حفاظتها..فسقطت على الأرض !!!.
و دخلت في غيبوبة دون عودة !!!.
صاحت الأم.. ابنتي..ابنتي.. ابنتي ماتت..ماتت.!!!.
هرعت إلى السيارة.. أخرجتها..
و تبعتني أمها .. تحملها كالمجنونة !!!.
انطلقت بها إلى المستشفى ..بسرعة.. كسهم طائر !!!.
ساعدني في ذلك.. خلو المدينة من الحركة!!.
فالجو بارد.. و الوقت ليل.. و الناس قد التزموا بيوتهم باكرا!!.
دخلت بها إلى المستشفى.. أحملها.. فلأم قد تلاشت قواها !!.
.. تجري خلفي.. وهي تردد..
ماتت ابنتي.. ابنتي ماتت..
افديك.. بروحي يا الغالية ..بعمري.. بحياتي ..
أموت أنا.. و تعيش أنت.. أنت حياتي !!!.
إن مت أنا و عشت أنت .. فأنا حية بك !!!
أرجوك .. لا تموتي !!!.
دخلت إلى الطبيب.. و وضعتها مباشرة على مكتبه..
أنصار ميتة .. و سبحان الذي يحيي الموتى!!!!.
فحصها الطبيب .. و أمر بوضعها مباشرة
تحت العناية المركزة !!!.
أرخت الأم نفسها على الأرض !!..من شدة الصدمة !!!.
بينما .. نسيت أنا بحر ذنوبي .. و رحت أبحث على شاطئه!!!.
أبحث في مخزون أعمالي .. لعلي أجد و لو مثقال ذرة من حسنات !!!.
أتقرب بها إلى ربي.. خالقي .. كي يعيد لي ابنتي !!!.. ابنتي أنصار !!!.