تأملات في جزء عم "الإنفطار "

الجمع بين التفاسير
{إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ } أي إِذا السماء انشقت بأمر الله لنزول الملائكة كقوله تعالى {ويوم تشقق السماءُ بالغمام ونُزِّل الملائكةُ تنزيلاً}
{وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ} أي وإِذا النجوم تساقطت وتناثرت، وزالت عن بروجها وأماكنها
{وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} أي وإِذا البحار فتح بعضها إِلى بعض، فاختلط عذبها بمالحها، وأصبحت بحراً واحداً
{وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} أي وإِذا القبور قلبت، ونبش ما فيها من الموتى، وصار ما في باطنها ظاهراً على وجهها
{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} هذا هو الجواب أي علمت عندئذٍ كل نفس ما أسلفت من خير أو شر، وما قدمت من صالح أو طالح
قال الطبري: ما قدمت من عمل صالح، وما أخرت من شيء سنَّه فعمل به بعده
ثم بعد ذكر أحوال الآخرة وأهوالها، انتقلت الآيات لتذكير الإِنسان الغافل الجاهل بما أمامه من أهوال وشدائد
فقال تعالى { يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أيْ أيُّ شيءٍ خدعك بربك الحليم الكريم، حتى عصيته وتجرأت على مخالفة أمره، مع إِحسانه إِليك وعطفه عليك ؟ وهذا توبيخ وعتاب كأنه قال : كيف قابلتَ إِحسان ربك بالعصيان، ورأفته بك بالتمرد والطغيان {هل جزاء الإِحسان إِلاّ الإِحسانُ} ؟ ثم عدَّد نعمه عليه
فقال {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} أي الذي أوجدك من العدم، فجعلك سوياً سالم الأعضاء، تسمع وتعقل وتبصر {فَعَدَلَكَ} أي جعلك معتدل القامة منتصباً في أحسن الهيئات والأشكال {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} أي ركبك في أي صورة شاءها واختارها لك من الصور الحسنة العجيبة ولم يجعلك في الشكل كالبهيمة كقوله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.

أسباب نزول الايات:
نزول الآية (6) {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ} : أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ..} الآية قال :نزلت في أُبيّ بن خَلَف. وقيل : نزلت في أبي الأشدّ بن كَلَدة الْجُمَحِيّ، وقال ابن عباس: الإنسان هنا الوليد بن المغيرة.

من هداية الآيات :
- بيان أحداث تسبق يوم البعث وذلك في نفخة الفناء وأما النفخة الثانية وهي نفخة البعث حيث تجمع الخلائق ويجرى الحساب فتعطى الصحف وتوزن الأعمال وينصب الصراط ، ثم إلى جنة أو إلى نار .
- التحذير من السنة السيئة يتركها المرء بعده فإِن أوزارها تكتب عليه وهو في قبره .
- التحذير من الغرور والانخداع بعامل الشيطان من الإِنس أو الجن
م/،ن
..
التعديل الأخير تم بواسطة نورقباء ; 2012-03-18 الساعة 5:04 PM.
توقيع نورقباء |
كن في المكان الذي يُريدك الله وإن فقدك الناس
اللهم وكلت امري اليك فلاحول ولاقوه الابك . .
|
|