لما تأملت الأطفال
لاحظت أنهم
يسعدون ولو بأبسط محبوب لديهم
ولقيت أن
حياتنا بين ثلاث
حاضر وماض ومستقبل
وبتصريف بعض الأفعال
كنت ولازلت وسأمضي
كنا ولازلنا وسنمضي
سؤال يطح نفسه
؟
هل لنا أن نسعد
ما دمنا ماضين لزوال
؟
؟
قال : الشيخ السعدي عليه رحمه الله
في مقدمة كتابه الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
"" فان راحة القلب وسروره , وزوال
همومه وغمومه هو المطلب لكل أحد
وبه تحصل الحياة الطيبة
ويتم السرور والابتهاج ... ""
الخ ما كتب رحمه الله
ثم قال رحمه الله :
في أحد فصول الكتاب
""" العاقل يعلم أن حياته الصحيحة
حياة السعادة والطمئنينة , وأنها
قصيرة جدّا ,
فلا ينبعي له أن يقصرها بالهم
والاسترسال مع الأكدار
فان ذالك ضد الحياة الصحيحة
فيشح بحياته أن يذهب كثير منها نهبًا
للهموم والأكدار .
ولا فرق في هذا
بين البر والفاجر ,
ولكن المؤمن له من التحقق بهذا الوصف
الحظ الأوفر , والنصيب النافع
العاجل والآجل . """
وقال أيضا
"" وينبعي أيضا اذا أصابه مكروه أو خاف منه
أن يقارن بين بقية النعم
الحاصلة له دينية او دنيوية وبين ما أصابه
من مكروه ؛ فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم
واضمحلال ما أصابه من المكاره .
وكذلك يقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر
عليه , وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة
منه , فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب
الاحتمالات الكثيرة القوية .
وبذلك يزول همه وخوفه , ويقدر أعظم ما يكون من الاحتمالات
التي يمكن أن تصيبه , فيوطنه نفسه لحدوثها ان حدثت
ويسعى في دفع ما لم يقع منها , وفي رفع ما وقع أو تخفيفه .
"""
رحم الله الشيخ السعدي رحمة واسعة
؛