[&كلي آلـم&]

بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ



إذا دعـتـكـ نـفـسـك إلـى لـذة مـحـرمـة ..... كـيـف تـتـعـامـل مـعـهـا ؟

الـنـفـس أمَّـارة بـالـسـوء دائـمـا تـمـيـل إلـى هـواهـا مـن الـلـذات الـمـحـرمـة

ومـعـلـوم أن الـلـذة الـمـحـرمـة

مـمـزوجـة بـالـقـبـح عـنـد تـنـاولـهـا مـثـمـرة لـلألـم بـعـد انـقـضـائـهـا

فـإذا اشـتـدت عـلـيـك نـفـسـك بـدعـوتـك إلـى لـذة مـحـرمـة

فـفـكـر فـي سـرعـة انـقـضـائـهـا وبـقـاء قـبـحـهـا وألـمـهـا مـلازمـة لـك

وتـخـيـل حـالـك حـيـن اسـتـجـابـتـك لـنـداءهـا ، وحـيـن امـتـنـاعـك عـنـه

ثـم وازن بـيـن الأمـريـن ، وانـظـر مـا بـيـنـهـمـا مـن الـتـفـاوت

ومـعـلـوم أن الـطـاعـة

مـمـزوجـة بـالـتـعـب لـكـنـه تـعـب مـمـزوج بـالـحُـسـن ، مـثـمـر لـلَّـذة والـراحـة

فـإذا ثـقـلـت الـطـاعـة عـلـى نـفـسـك وتـألـمَـت مـن الـتـعـب

فـفـكـر فـي انـقـطـاع تـعـبـهـا ، وبـقـاء حـسـنـهـا ولـذتـهـا وسـرورهـا

ثـم وازن بـيـن الأمـريـن ، وآثـر الـراجـح الـبـاقـي عـلـى الـمـرجـوح الـزائـل



الـتـعـب فـي الـطـاعـة يـعـقـبـه فـرح وسـرور ولـذة

والـلـذة الـمـحـرمـة يـعـقـبـه ألـم وحـزن وحـسـرة

ثـم وازن مـا بـيـن ألـم الـطـاعـة وألـم الـلـذة الـمـحـرمـة

الـعـقـل يـقـول .....

بـتـحـصـيـل أعـظـم الـمـنـفـعـتـيـن بـتـفـويـت أدنـاهـمـا

واحـتـمـال أخـف الألـمـيـن لـتـجـنـب أشـدهـمـا

فـأيـهـمـا يـخـتـار عـقـلـك ؟ .....

هـذا يـحـتـاج مـنـك .....

مـعـرفـة بـالأسـبـاب الـمـؤديـة إلـى الـطـاعـة الـمـحـمـودة

ومـعـرفـة الأسـبـاب الـمـؤديـة إلـى الـلـذات الـمـحـرمـة

وهـذا أيـضـا يـحـتـاج مـنـك ....

إلـى عـقـل وعـلـم يـخـتـاران الأولـى والأنـفـع لـك مـنـهـا

فـمـن تـوفـر لـه نـصـيـب مـن الـعـقـل والـعـلـم اخـتـار الأفـضـل وآثـره

ومـن نـقـص حـظـه مـن الـعـقـل والـعـلـم أو مـن أحـدهـمـا اخـتـار الأسـوأ وآثـره

إذا تـفـكـرت فـي الـدنـيـا والآخـرة عَـلِـمـتَ أنـك لا تـنـال واحـدا مـنـهـمـا إلا بـمـشـقـة

فـالـدنـيـا لا تـنـالـهـا إلا بـمـشـقـة ! !

والآخـرة لا تـنـالـهـا إلا بـمـشـقـة ! !

فـتـحـمَّـل الـمـشـقـة لـخـيـرهـمـا وأبـقـاهـمـا لـك

والله الـمـسـتـعـان