عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2012-03-07, 11:41 PM
محمد السعيدالنوي
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 163169
تاريخ التسجيل : 30 - 12 - 2011
عدد المشاركات : 656

غير متواجد
 
افتراضي
قلبي ... الذي عودني أنه لا يخاف إلا من الله ثم من الذين لا يخافون الله!!!.

فكلّما ضغطت على دواسة السرعة , حصلت على حركة أقل من المعتاد!!!.
و كأن شيئا ما يعيق تقدمي؟!!!.
و راح أغلب ظني إلى العطب الذي أصلحته.. قد يكون البنزين عاد يتسرب من جديد..
فتوقفت تماما عن السير .. و أفاقت زوجتي من نومها...تطلب مني التفسير!! :
كيف تغامر بنا و تتوقف في مثل هذا المكان الخطير ؟!!!.
قلت لها و قد تنفست الصعداء: يبدو أن البنزين قد عاد يتسرب من الثقب الصغير.

و كانت المفاجأة , عندما نظرت أسفل السيارة:
كل شيء عادي ... و لا يوجد أي تغيير!!!.
أدركت حينها أن الأمر يتعلق بالاتجاه المعاكس للرّياح.. و قد لاحظت أمواجا
من الرّمال قد بدأت تتحرك من الشمال الشرقي !!!..
باتجاه الجنوب الغربي معترضة طريقي !!!.

و هذا هو الخطأ الثالث الذي ارتكبته في رحلتي هذه:
عدم و ضعي في الحسبان, اتجاه الرياح!!.
نصيحتي لكل من يعبر صحراء الجزائر: أن يترقب النشرات الجوية
و أن يعرف اتجاه الرياح ليستنتج من خلالها حركة الرّمــــــال!!
و ذلك قبل موعد الخروج على الأقل بــ 3 أيام!!...

واصلت طريقي الأسود !! ..توكلت على الله.. و إلى الأمام ..
و أخفيت الأمر عن زوجتي و الأطفال نيام!!.
وتبيّن لي من خلال مؤشر السرعة , و مقارنة بالظروف العادية أن سيارتي تستهلك
كمية إضافية من الوقود!!.%20
ممّا يعني أنني سأتوقف نهائيا قبل أن أصل إلى المدينة بحوالي 70 كلم!!.

كنت أنظر مرة إلى الطريق و مرة إلى الشمس و هي تقترب من المغيب !!.
أراقب مؤشر الوقود .. أدعوا الله المعين .. اللهم أسكن الريح يا قوي يا مجيب.
و ها هي الشمس قد بسطت أشعتها على سطح الأرض ...
و هي تودعني و تختفي خلف الأفق البعيد !!.
و كأنها تقول لي : لا تخف..محمد.. قد تركت معك.. الواحد الأحد الذي لا يغيب.
و بدأت سيارتي في استهلاك الاحتياطي من البنزين !!
و تلونت الكثبان و الرّمال .. بلون الشفق الأحمر !!
و خيم السكون المخيف .. على الصحراء الساكنة.. المخيفة من قبل !!
و تحوّل قلبي في هذه اللحظات.. إلى كرة من دم !!!.
و أحسست بآلام.. بدأت تمزق أمعائي !!!.
و أنا أنظر في المرآة إلى أبنائي!!.
و البراءة مرتسمة على وجوههم.
و أدعوا الله ربي أن يحميني و يحميهم.
بل كنت مستعدا أن أقتل ألف مرة أو أن أقطّع إربا إربا!! ..
مقابل أن لا يمسّ أحد عائلتي بسوء!!!.

و دعوت ربي ...
اللهم إن كان لا بد من التوقف .. فأوصلني ربي إلى كوخ العجوز !!.

و هو كوخ تجده قبل أن تصل المدينة بــ60 كلم, لعجوز تقدم خدمات للمسافرين
مقابل حصولها على لقمة عيش!!.
و استجاب ربي لدعائي ... و هو أرحم الرّاحمين.

يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة محمد السعيدالنوي ; 2012-03-08 الساعة 11:55 PM.