عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 2012-03-04, 11:14 PM
البارقه 2009
عضو متميز بالمنتدى (مشرفة سابقة)عضو(3شهور) هدية من الموقع
رقم العضوية : 89449
تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2009
عدد المشاركات : 17,041

غير متواجد
 
افتراضي
أولها : - وهو أرذلها – نُقل عن الزمخشري المعتزلي ، وهو من شر ما قاله في صفات الله – يقول "الكرسي : تخييل حسي " أي لا يوجد هناك كرسي لا صغير ولا كبير ، لكن الله أراد أن يظهر لنا عظمته ويقرب لنا شأنه فذكر هذا الأمر لذلك يعني المراد من الآية : لو كان له كرسي لوسع السموات والأرض ، لكنه لا يوجد ، ومعنى قول الزمخشري (حسي) أي أتى بتعبير محسوس ليقرب المراد.
وهذا التفسير الذي ابتدعه الزمخشري هنا في الكرسي عول عليه في كثير من آيات الصفات في الكشاف فانظر مثلاً تفسير قول الله تعالى في سورة الزمر (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [إن الله يقبض الأرضين بشماله ويطوي السموات بيمينه ، ويقول أنا الملك أين ملكوم الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟].
فالزمخشري يستعمل هذا الأسلوب أيضاً في نفي صفة اليمين والشمال والقبض والطي ، فيقول هو في هذه الآية : هذا تخييل حسي فالله يريد أن يخيل لنا عظمته فجاء بهذا المثال الحسي الذي فيه كأن السموات بيمينه وكأن الأرض بشماله وليس له لا طي ولا قبض وليس له يمين ولا شمال ، وهذا كما قلت لكم من أشنع ما قيل في صفات الله سبحانه وتعالى لأن مؤداه أن الله يكذب علينا ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
ثانيهما : الكرسي بمعنى العرش فهما سواء ، ونقل هذا عن الحسن البصري ، وروي هذا عنه من طريق جويبر عن الضحاك ، وهذا الأثر لا يثبت عن الحسن البصري([12]) ، لأنه فيه علة وهي : ضعف الأسناد فجويبر تالف.
قال الإمام ابن كثير والإمام البيهقي في الأسماء والصفات ، والصحيح عن الحسن وغيره من السلف أن العرش غير الكرسي.
ثالثهما : قيل الكرسي بمعنى العلم ، (وسع كرسيه السموات والأرض) أي علمه ، نقل عن ابن عباس رضي الله عنه بإسناد – قال عنه ابن كثير والبيهقي في الأسماء والصفات وأبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة إنه شاذ أي هذا الإسناد شاذ والرواية المحفوظة عنه الثابتة أن الكرسي موضع القدم.
وهذا التفسير رده الإمام ابن جرير في أول الأمر وقال : "إن الرواية الثابتة عن ابن عباس في تفسير الكرسي وهو موضع القدمين ، هي المعتمدة" ثم انتكس الإمام ابن جرير عليه رحمة الله في تفسيره عند آية الكرسي فنقل هذه الرواية الشاذة وقال هي المعتمدة في تفسير الكرسي ، فبعد أن قرر أن القول الأول هو المعتمد نقضه وقال القول الثاني هو المعتمد وهذا عجيب من مثل الإمام ابن جرير ، وقد قرر الإمام ابن جرير هذا القول الشاذ بقوله تعالى حكاية من الملائكة (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً) ، وهذا الاستدلال في الحقيقة لا يتناسب مع حذق الإمام ابن جرير وفهمه لأنه يلزم على قوله أن يفسر الكرسي بالرحمة كما فسر بالعلم ، لأن ذكرت الآيتين ، ثم إنه لا مناسبة بين الكرسي والعلم ، لأن الكرسي واحد الكراسي وهو معروف ، والعلم معروف فلا مناسبة بينهما ولو صح تفسير الشيء بما لا يدل عليه في لغة العرب لصح أن نفسر بعد ذلك الأحكام الشرعية كما نريد([13]) وهذا التفسير تبناه محمد عبده في هذا العصر وعليه جمهور المؤولة.
رابعهما : تبناه الرازي في تفسيره فقال : لا يصح تفسير الكرسي بالعرش ولا تفسيره بالعلم فقد دلت الآثار على أنه جسم عظيم أعظم من السموات والأرض – وهذا كله حق مقبول لكن انظر بعد ذلك للانتكاس يقول : لكن الرواية الثابتة عن ابن عباس موهمة مشكلة فيجب أن نقف نحوها موقفين :
الموقف الأول : أن نردها ، لأنها توهم التشبيه.
الموقف الثاني : وإذا قبلناها فلابد من تأويلها([14]) ، وقال : موضع القدمين أي موضع قدمي الروح الأعظم الذي هو جبريل أو موضع قدمي ملك آخر غيره ([15]) وهذا تأويل باطل يجب طرحه.
والأقوال الثلاثة قبله باطلة أيضاً والمعتمد هو قول ابن عباس وأبي موسى الأشعري وأبي ذر ، وتقدم ذكره وقد ورد أن الكرسي بجانب العرش كحلقة في فلاة والسموات السبع والأراضين السبع بجانب الكرسي كحلقة في فلاة.
2- وأما السنة :

تواترت الأحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام بأن الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه سبحانه وتعالى ، وهذه الأحاديث المتواترة لن أفيض فيها إنما سأذكر ثلاثة منها :
أولها : الأحاديث بمجموعها متواترة ، لكن هذا الحديث متواتر بنفسه ، قال الإمام الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار) صـ16 : من الأحاديث المتواترة في علو الله وفوقيته حديث معاوية بن الحكم السُّلمي ، وحديثه ثابت في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي – وهو حديث متواتر – وخلاصة الحديث : يقول معاوية رضي الله عنه [كانت لي جارية ترعى غنماً لي فجاءت في يوم من الأيام وقد أخذ الذئب شاة منها ، يقول : وأنا امرؤ من بني آدم ([16]) – آسف كما يأسفون فحزنت على هذه الشاة ، وصككت الأمة ثم ندمت فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالقصة وقلت له : ألا أعتقها ، (وفي رواية : إن عليّ كفارة ألا أعتقها؟) فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ادعها لي ، فجاءت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أين الله ؟ فقالت في السماء ، فقال : من أنا ؟ قالت : رسول الله ، فقال اعتقها فإنها مؤمنة].
قال الذهبي والحديث فيه أمران :
1- جواز السؤال عن الله بأين ([17]) ، فهو شرعي سأل بهذا نبينا صلى الله عليه وسلم.
2- والجواب عن هذا السؤال ، أن الله في السماء كما تواترت الأحاديث بذلك.
ولفظ السماء تقدم معناها إن كان المراد العلو فـ (في) ظرفية على حقيقتها أي في العلو ، وإن كان المراد من السماء الأجرام السبعة فـ (في) بمعنى على أي على السماء وهذا الحديث فيه رد على المؤولة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن سلطانه وقهره جل جلاله فلم يقل أين سلطان الله؟.
ثانيها : حديث نزول ربنا الجليل وهو حديث قال عنه الإمام الذهبي : هو حديث متواتر أقطع بذلك وأُسأل أمام الله ، وقد رواه الشيخان البخاري ومسلم – وأبو داود والترمذي وابن ماجه ورواه الإمام أحمد ومالك في الموطأ الدارمي وغيرهم من أئمة الحديث ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له]. فربنا يتصف بأنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ، ولفظ النزول في اللغة لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل ، فهو ينزل بكيفية تليق بجلاله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا يلزم من نزوله أن تكون السموات فوقه ، فهو في حال نزوله مستو ٍ على عرشه ، ولا تقل كيف ؟ فهذا السؤال ارفعه ولا تسأل به ، هذا ولله المثل الأعلى – كالإنسان عندما ينام لا يسمع ولا يجيب مع أن روحه فيه فمع أن روحه معه إلا أنه كمن رفعت روحه.
ثالثها : حديث رواه الإمام الترمذي وحسنه ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمران بن حصين رضي الله عنه : [أن والده حصين لما جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، وقال : يا رسول الله : إنك أشأم رجل على قومه فرقت جماعتنا وعبت آلهتنا وسفهت أحلامنا وكفرت من مضى من آبائنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام : يا حصين اجلس ، فجلس ، فقال له : كم إلهاً تعبد ؟ فقال له : سبعة ، ستة في الأرض وواحداً في السماء([18]) ، فقال : من الذي تُعدُّه لرغبتك ورهبتك؟ فقال : الذي في السماء ، فقال : اترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك كلمتين إذا أسلمت ، فأسلم فعلمه أن يقول : اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي]. فكرروا هذا الدعاء إخوتي الكرام.
3- وأما الإجماع الصحيح :

والإجماع على هذه المسألة ليس في هذه الأمة بل هو إجماع بين المِليين أي الموحدين منذ آدم إلى يوم القيامة ، أجمعوا على هذا وأن الله على عرشه فوق سماواته.
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني – كما في الذيل على طبقات الحنابلة – (1/296): "العلو لله جل وعلا مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل" أي ذكر الله جل وعلا هذا في الكتب المنزلة على الرسل التي أرسلهم عليهم الصلاة والسلام ، فهو متفق عليه في الكتب ، كل رسول يشير بهذا إلى قومه.
وثبت عن الإمام الأوزاعي أنه كان يقول : "كنا نقول والتابعون متوافرون الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه" أي منفصل عن خلقه ليس حالاً فيهم ولا حالون فيه.



توقيع البارقه 2009

(رب هب لي حكما والحقني بالصالحين
واجعل لي لسان صدق في الأخرين
واجعلني من ورثة جنة النعيم )




قال عبد الله بن مسعود : " لأِن أعض على جمرة حتى تبرد أحب إليّ من أن أقول لشيء قد قضاه الله ليته لم يكُن ! ".
💕 الرضى جوهر السعادة ، جملنا به يا الله 💕


[ اجعل لي يا الله اثراً طيباً اذكر بهِ بعد رحيلي فالذكر عمرُ آخر ]
اللهم اجعلنا ممن اذا حضر حضر واذا غاب بقي له أثر

اللهم اجعلنا من اهل النفوس الطاهرة و القلوب الشاكرة والوجوه المستبشرة وارزقناطيب المقام وحسن الختام .