الموضوع: انقد .. ولكن !
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2007-07-30, 7:53 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
* رفض النقد وعدم الاعتراف بالخطأ

الإنسان بطبيعته خطّاء، فكل ابن آدم خطّاء، ومع ذلك فهو بطبيعته يحب المدح ويكره الذم، يكره أن يقال له أخطأت، وكم هو جميل أن نعترف بأخطائنا، فليس عيباً أن تخطئ، ولكن العيب كل العيب أن نجمع مع الخطأ الإصرار عليه، وعدم الاعتراف به.

بعض الناس لا يريد أن يقال له أخطأت، ويستعظم ذلك، فإذا لم يجد بدّاً من الاعتراف بالخطأ راح يفلسفه ويبحث له عن مخرج، ويري الآخرين أنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، ولذا يئس من يعرفه من نقده، وصار المتزلفون عنده يكيلون له المديح، ويبررون له أخطاءه، حتى اقتنع أنه لم يكن ليخطئ.

وكما قيل إذا غاب النقد الصريح جاء كيل المديح، ولذا ضعف جانب النقد البناء، وأقول إن الاعتراف بالخطأ منقبة، ودلالة على الشجاعة، وليس فيه هضم لشخصية الإنسان، فموسى اعترف للخضر أنه أخطأ، وطلب منه المسامحة، ومحمد- صلى الله عليه وسلم- اعترف أنه أخطأ ولم ينقص هذا من حقه- صلى الله عليه وسلم- ومكانته، جاء في الحديث، قال رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَدِمَ نَبِيُّ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْل،َ يَقُولُونَ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ، فَقَالَ: (( مَا تَصْنَعُون؟َ قَالُوا: كُنَّا نَصْنَعُهُ، قَالَ لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا فَتَرَكُوهُ فَنَفَضَتْ، أَوْ فَنَقَصَتْ، قَالَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَال:َ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِه،ِ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيٍ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ )) .

وتعرفون أن الله عاتبه في عبوسه للأعمى، وعاتبه في قضية أخذ الفداء من الأسرى، في معركة بدر وغيرها، ولم يكن في ذلك انتقاص حقه- صلى الله عليه وسلم-، بل فيه رفعة له صلى الله عليه وسلم.

وقال عمر- رحم الله- قال (من أهدى إلينا عيوبنا) .



* أساليب رفض النقد والهروب من الخطأ

لا يريد أن يعترف ولكن هذا خطأ لا يمكن إخفاؤه، فيعمل على تبرير هذا الخطأ، لكي يخرج نفسه من دائرة الخطأ، وهذا يتم بما يلي:

* أن هذا الخطأ هو أفضل الحلول في هذه الحالة ، فلم يكن بالإمكان أفضل مما كان ، ولو كان غيري مكاني لفعل مثل فعلي .

* محاولة تزكية نفسه وإظهاره بمظهر المنقذ، حيث إنه استطاع تقليل الخطأ، ولو لم يقم بهذا الخطأ لحصل خطأ أكبر منه، خرج والد مع ولديه من الصيد ليه بعد أن أخذوا العلاج، فحمل العلاج الولد الصغير، فقال له أبوه أعط أخاك زجاج العلاج يحمله لئلا ينكسر، فرفض الولد الصغير، وألح الوالد بحجة خوفه من انكسارها، وألح الصغير على حملها، فما ساروا عدة خطوات إلا والزجاج يسقط من الصغير، فتنكسر واحدة وتسلم الأخرى، فالتفت إليه أبوه وصاح به، ألم أقل لك أعطها أخاك لئلا تنكسر، فبادر بالرد قائلا: لو حملها أخي لانكسرت الاثنتان .

* التقليل من قدر الخطأ، وأنه لا أهمية له، ولم تترتب عليه أشياء خطيرة، ومن العبث نقده، لأنَّ نقده إضاعة للوقت.

* إلقاء اللوم على الآخرين لتبرئة نفسه، فلم يكن الخطأ ليحصل لو قام كل بعمله، أو لولا تدخل فلان ونحو ذلك.

* الإحالة على القضاء والقدر، فالله هو الذي قدر هذا الخطأ، ولا حيلة لنا مع القضاء، القضاء والقدر أيها الأخوة يجب الإيمان به، ولا يتخذ ذريعة نعلق عليه أخطاءنا .

أسباب رفض النقد

*- خلو النقد من آداب وشروط النقد: بحيث يكون جافاً غليظاً قاسياً، بعيداً عن الرفق، والرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، و لا ينزع من شيء إلا شانه.

ولا يفهم من هذا أيها الأخوة أنه يسوغ لنا أن نرفض النقد إذا لم يأت باللين، والرفق والوقت المناسب.

* الإعجاب بالنفس والغرور، فيرى أنه أكبر من أن يوجه إليه النقد.

* أن يكون الناقد خصماً للمنقود أو عدواً له، أو من أقرانه؛ وذلك لأنَّ المنقود سيرى أن ذلك ناتج عن حسد وغيره.

* إتباع الهوى وقد سبق إفراده بمحاضرة .

* يرفض النقد بعض الناس، لأنهم يعتبرونه تجريح وتصيد للعيوب.

* يرفض النقد بعض الناس، لأن منهجه ضعيف لا يحتمل النقد، فلو نقد لانهار.

* لأنه لا يريد الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه، وذلك لشعوره أن هذا منقصة في حقه.

* علاج رفض النقد

* معرفة حقيقة النفس وأن الخطأ من طبيعتها، أو أنها داعيةٌ إلى العصيان والجهل، فلا بد أن تخطئ، فإذا عرفت ذلك لم ترفض النقد الموجه إليك، الذي يغرقك بأخطائك ويبينها لك .

* التذكير بعواقب الرافضين للنقد، وأنه يترتب على رفضهم واستمرارهم على الخطأ مما يعرضهم إلى غضب الله والعياذ بالله.

* التربية على التواضع، وتجريد النفس من العجب والغرور، وجعلها تتحمل أن تواجه بأخطائها وتتبصر بها.

* إشعار المنقود بأن هدفك لله، وإنما تريد الخير له، وإن انتقادك له ليس لأي غرض آخر .

* مراعاة آداب النقد، من حسن الأسلوب واللين والرفق وقوة الطرح، مما يقوي فرصة اقتناعه بهذا الأمر.

* التأسّي بالسلف الصالح في قبولهم النقد، حيث كانوا يسمعون النقد والنصيحة، بل ويفرحون بها، فهذا عمر يقول له رجل اتق الله ويكثر عليه في ذلك، فقال للرجل قائل: اسكت فقد أكثرت على أمير المؤمنين، فقال عمر: دعه لا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير فينا إن لم نقبلها.

وقال رجل لمعاوية: والله لتستقيمن بنا يا معاوية، أو لنقومنك، فقال معاوية: بماذا، قال: بالخشب، فقال معاوية: إذن نستقيم، وغيرها من القصص.

* تعريف النقد غير البناء أو المذموم

هو إظهار عيب الآخرين ؛ للنيل منهم ، وتشويه سمعتهم "