وبعد ان يؤكد المؤلف أنّ القرآن جاء متحدياً لغة العرب في العصر الجاهلي، يذكر لنا أن الناس من كتاب الله أربعة أصناف:
ـ الأول : حُرِم لذة التلاوة فتتالت عليه الأسقام والعلل والهموم رغم أنّ الشفاء بين يديه وهو معرضٌ عنه وساعٍ إلى غيره ليداويه ولو قويت صلته بكلام الله تعالى لما وجدت إليه الهموم سبيلاً فكان كقوله تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ).
ـ الثاني : صنف يردد حروفه ويقف عند نظمه ورسمه، يتغنى به، وذلك حظه من كتاب الله.
ـ الثالث : صنف يلامس معاني كلمات الله الظاهرة ، وقد إنقطعت إمدادته اللدنية فاكتفى بالساحل.
ـ الرابع : صنف داوموا على قراءة كتاب الله وفهم معانيه وتدبره حتى سرت آياته في عروقهم، شغلهم القرآن عن دنيا الناس ، فكان ملاذهم آناء الليل وبعض أطراف النهار، فانكشفت لهم بعض أسراره فضلاً من الله ومنة وكلما كان القرب من الله أكثر تجلت الأسرار وانكشفت الأستار فهو الأنيس و المرشد ومصدر الشفاء والعلل و النور والعلاج للمشاكل الجسدية و المعنوية لا تتخلف آثاره أبداً ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ).
ثم يقترح المؤلف على كل من يريد الاستفادة من القرآن الكريم أن يبحث عن الحاجة التي يجدها في نفسه، أو التي يريدها أو عن معنى مماثل لها في آيات القرآن.