حديثك ذو شجون اخي الفاضل ابو يعقوب ..
ولاادري من اين ابدأ .....ولكني أرى ان تاريخ البشرية مليء جداً بالأفكار والاعتقادات بعضها اندثر وبعضها لازال موجود حتى الآن حتى بعد ظهور الاسلام ومثلت هذه الأفكار والاعتقادات لها كيان خاص.
الديانة اليهودية لو نحسب كم عام وقت ظهورها الى الآن ما يقارب 3500 سنة ..والديانة المسيحية تقريبا اكثر من الفين عام , ونور الاسلام ايضا الآن هو في قرنه الخامس عشر والحمد لله رقعته تزداد ويزداد أتباعه ..
ونحمد الله دائما وابدا على هذه النعمة التي كرمنا الكريم بها ان خلقنا مسلمين واضاء قلوبنا وازهرها بالاسلام ولكن في نظري ان ظهور دعوة حقة لايعني الغاء الدعوات الاخرى.....
فالله سبحانه وتعالى اعطى الانسان المجال ليمارس حريته واعتقاده ولم يفرض عليه الايمان ولكنه ينير له طريق الهداية ويترك له حرية الاختيار (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
ولنا اسوة رسول الله صلى الله عليه وآله والذي لايشك ذرة في أحقية دعوته نتأمل كيف يخاطب المشركين بمنتهى التواضع والموضوعية (وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)
والمسألة ليست مسألة براهين وأدلة حتى لو جئت لهم بأقوى الأدلة والبراهين ، فإن هناك عوامل أخرى، قبل ان نتهمهم بالعناد او الغباء ونتخذ منهم موقفا عدائيا نحاول ان نتفهم ظروفهم والخلفية التي وراء موقفهم ...
منها ان لديهم أدلة مقنعه على مايذهبون اليه , او قد يكون عيشهم في بيئة تعتيم وحجب للحقائق !
قد تكون شبهات مشوشة او جهل كما قالت الفاضلة arooon (ذلك بأنهم قوم لا يعلمون) (ولكن أكثرهم لا يعلمون) والكثير من الآيات التي تصرح ان الجهل هو عدو للانسان .
نعم ننحن نعلم ان كتبهم مُحرفة واساؤوا استخدام دينهم والقرآن يعلمنا ان الحديث عن مفاسدهم يجب ان يكون مبعثاً للتفكير والاعتبار وليس للاستهانة او التنقيص بهم . وليس الاسلام دين فرض ابدا ...و احب ان اذكر قصة العالم الإيطالي غاليليو غاليلي والذي اعترضت الكنيسة المسيحية وعلماء اللاهوت على آرائه العلمية حول حركة الأرض وأنها ليست مركز العالم، ولا هي ساكنة، بل تتحرك وتدور يومياً، وأن الشمس هي المركز، واتهم بالخروج عن الدين.. وجلبوه إلى روما للمثول أمام محكمة التفتيش.... فاعتقل في الحال!!
ثم استنطق وحقق معه .. وهدد بالتعذيب..ثم أصدرت المحكمة حكمها بأن يعلن (غاليليو) التوبة.. ويتنكر لآرائه العلمية، فحضر أمام المحفل الكنسي، وركع على ركبتيه وراح يقرأ ما أجبر على قوله، لكنه عند خروجه من المحكمة عقّب قائلاً:
(ومع ذلك فهي تدور) يقصد الأرض .
ونجد هنا ان الرأي والاعتقاد له خصوصية وشأن خاص بالانسان لا الفرض ولا غيره يغير مابقلبه وقناعته التي وصل اليها , بالضبط زي المأكل والمشرب والذوق المختلف بين الناس فيه نقول ان فلان حر بكيفه له شأنه الخاص كيف يحق لنا أن نتدخل في هذه الخصوصية؟
وأن نعادي إنساناً أو نسيء إليه لأنه يمارس شأنه الخاص به في أعماق نفسه؟هذا شيء غير منطقي وغير طبيعي .
باستثناء (المحارب طبعا)
.
.
اذن السؤال الذي يسدح نفسه في اعتقادي يكون كالآتي :
ما هي المقومات التي تجعل من الإسلام دينا تنجذب إليه القلوب , هل هو القول أو العمل ؟
ما هي الأعمال التي تؤثر في النفس ؟
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو الناس للإسلام ؟
هذا مايجب علينا ان نبحث ونطبقه , فالاسلام اليوم مع الاسف شوه صورته الكثير من اعدائه.
.
تقديري