عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2012-03-03, 1:12 AM
حنونة مكه
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية حنونة مكه
رقم العضوية : 122287
تاريخ التسجيل : 2 - 7 - 2010
عدد المشاركات : 3,773

غير متواجد
 
افتراضي جلساء الله يوم القيامة.................
هل تحب أن تكون من جلساء الله يوم القيامة؟ بلى إنك لتحب ذلك، إنه لمقام عظيم، ولكن أنى لنا أن نصل إلى هذه المكانة السامقة.. وهل من اليسير أن نرتقي هذه القمة ؟!
الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أضاء لك المشعل ورفعه عاليا للناظرين فقال: جلساء الله غدا أهل الورع والزهد..
الورع الذي يطهر القلب من اﻷ‌دران، ويصفي النفس من الزبد.. الورع الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "كن ورعا تكن أعبد الناس". وقال: "فضل العلم أحب إليّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع" . وقالت عائشة : إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة .. الورع.
وسئل الحسن: ما تقول في الورع؟ قال: ذاك رأس اﻷ‌مر كله.
وقال عيسى عليه السﻼ‌م: " لو صليتم حتى تصيروا مثل الحنايا، وصمتم حتى تكونوا أمثال اﻷ‌وتاد، وجرى من أعينكم الدمع أمثال اﻷ‌نهار، ما أدركتم ما عند الله إلى بورع صادق..


فما هو الورع إذًا ؟


قالوا : الورع أخذ الحﻼ‌ل الصرف، وترك كل ما فيه شبهة.
قال الفضيل : "من عرف ما يدخل جوفه كتب عند الله صديقا".
وقال سهل التستري: "من أكل الحﻼ‌ل أطاع الله شاء أم أبى، ومن أكل الحرام عصى الله شاء أم أبى".

وقال يونس بن عبيد: الورع.. الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس كل طرفة عين.
قال الصحابة : كنا ندع سبعين بابا من الحﻼ‌ل مخافة أن نقع في باب من الحرام.

والورع ظاهر وباطن: فالظاهر: أﻻ‌ تتحرك إﻻ‌ إلى الله، والباطن أﻻ‌ تدخل قلبك سواه.



كيف الطريق للورع؟


هو يسير لمن يسره الله عليه،
يقول سفيان الثوري: ما رأيت أسهل من الورع! ما حاك في نفسك فاتركه..
لقد اقتبس سفيان هذا المعنى من مشكاة النبوة، ففي حديث البر واﻹ‌ثم : " واﻹ‌ثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس".
وقد جمع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الورع في كلمة واحدة فيما رواه الترمذي عن أَبِي هُرَيْرَةَ حيث قَال: "مِنْ حُسْنِ إِسﻼ‌مِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا ﻻ‌ يَعْنِيهِ" . فالورع ترك ما ﻻ‌ يعني المرء.. وهذا يعم الترك لما ﻻ‌ يعني: من الكﻼ‌م والنظر واﻻ‌ستماع والبطش و و و .. فهذه الكلمة كافية شافية في الورع .

ويبين عليه الصﻼ‌ة السﻼ‌م هذا المعنى بتعبير أوضح عن طريق ضرب المثل لكي يترسخ المعنى المراد في الذهن ففيما رواه مسلم في صحيحه عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْحﻼ‌لَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ ﻻ‌ا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَﻻ‌ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أﻻ‌ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أﻻ‌ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أﻻ‌ وَهِيَ الْقَلْبُ .
فصيانة الدين والعرض وصﻼ‌ح القلب بترك اﻷ‌مور المشتبهات، وهي المسائل التي ليست بواضحة الحل والحرمة فلهذا ﻻ‌ يعرفها كثير من الناس وﻻ‌ يعلمون حكمها، وأما العلماء فيعرفون حكمها.

وبين عليه الصﻼ‌ة والسﻼ‌م أن للملوك أماكن يحمونها عن الناس ويمنعونهم من دخولها، فمن دخلها يعرض نفسه للعقوبة، فمن احتاط نأى بنفسه عن مقاربة حماهم، ولله عز وجل حمى وهي المعاصي والمحرمات فمن ارتكب المحرمات استحق العقوبة، ومن احتاط لنفسه ﻻ‌ يقرب المحرمات، وﻻ‌ يتعلق بأمر يقربه من المعصية وﻻ‌ يدخل في شيء من الشبهات.
لذا فإن ميمون بن مهران يقول كما ذكر عنه اﻹ‌مام أحمد في كتاب الورع: (ﻻ‌ يتم للرجل الحﻼ‌ل حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحﻼ‌ل).. ولهذا السبب كان الصحابة رضوان الله عليهم يتركون أبوابا كثيرة من الحﻼ‌ل خوفا من الوقوع في شيء من الحرام.


الرسول اﻷ‌مين يربي


روى الشيخان عن أبي هريرة : أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كخ كخ ارم بها، أما علمت أنا ﻻ‌ نأكل الصدقة".وعند البخاري: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق، قال: لوﻻ‌ أني أخاف أن تكون من الصدقة ﻷ‌كلتها ."



الصحابة يعلِّمون


روى البخاري: عن أنس قال: إنكم لتعملون أعماﻻ‌ً، هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
يقول هذا وهو يخاطب جيل التابعين، فبالله عليكم ماذا يقول لو رأى جيلنا ؟!

وروى البخاري أيضا: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان ﻷ‌بي بكر غﻼ‌م يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغﻼ‌م: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت ﻹ‌نسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إﻻ‌ أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده، فقاء كل شيء في بطنه.
وفي بعض اﻷ‌خبار أنه صلى الله عليه وسلم لما أخبر بذلك قال : أو ما علمتم أن الصديق ﻻ‌ يدخل جوفه إﻻ‌ طيبا .
وفي اﻹ‌حياء : ثم قال : اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط اﻷ‌معاء
وأخرج أحمد في الزهد عن ابن سيرين قال : لم أعلم أحدا استقاء من طعام أكله غير أبي بكر. أرأيتم إلى ورع الصديق رضي الله عنه!!

وقال عمر رضي الله عنه تركنا تسعة أعشار الحﻼ‌ل مخافة الربا.
وذكراﻹ‌مام أحمد في الزهد قال : "قدم على عمر مسك وعنبر من البحرين فقال عمر: والله لوددت أني وجدت امرأة حسنة الوزن تزن لي هذا الطيب حتى أقسمه بين المسلمين، فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن فهلم أزن لك! قال: ﻻ‌، قالت: لم؟ قال: إني أخشى أن تأخذيه فتجعليه هكذا - أدخل أصابعه في صدغيه - وتمسحين به عنقك فأصبت فضﻼ‌ على المسلمين".. هكذا يضرب المثل لكل من أراد أن يقتدي.


القدوات يعلِّمون الورع


وانظر رعاك الله إلى هذه المرأة التي بلغت من الورع أقصى المراتب امرأة تسأل اﻹ‌مام أحمد : إنا نغزل على سطوحنا فيمر بنا مشاعل الظاهرية ـ الحرس ـ أفيجوز لنا الغزل في شعاعها؟ فسألها من أنت عافاك الله؟ قالت: أخت بشر الحافي! فبكى وقال: من بيتكم يخرج الورع الصادق.
إنها أخت بشر الحافي الذي كان يقول: أشتهي شواءً منذ ثﻼ‌ثين سنة لكن لم يصف لي درهمه.

وهاك مثﻼ‌ من التربية الفذة على الورع فعن حماد بن زيد قال : كنت مع أبي فأخذت من حائط تبنة، فقال لي: لم أخذت؟ قلت: إنما هي تبنة! قال: لو أن الناس أخذوا تبنة هل كان يبقي في الحائط تبن ؟! يعلم ولده عدم استصغار التبنة حتى ﻻ‌ يستصغر في المستقبل ما هو أكبر منها.

وهذا الحسن بن عبد العزيز الجروي شيخ البخاري لم يقبل من إرث أبيه شيئا لشبهة خالطته.
قال عبد المجيد بن عثمان صاحب تاريخ تنيس: كان صالحا ناسكا وكان أبوه ملكا على تنيس ثم أخوه علي، ولم يقبل الحسن من إرث أبيه شيئا، وكان يقرن بقارون في اليسار.

وأما ابن المبارك اﻹ‌مام فقد سافر من بﻼ‌د مرو (بخراسان) إلى الشام ليرد قلما كان قد استعاره من رجل هناك، فلما عاد إلى مرو وجد القلم معه فعاد مرة أخرى إلى الشام ليرد القلم.


منقووووول


توقيع حنونة مكه
(((ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)))
لاتنسوني من دعواتكم فأنا والله بحاجتها...