ومن حقوق الرجل على امرأته ما يلي:
(1) طاعته بالمعروف:
لا شك أن طاعة المرأة لزوجها تحفظ كيان الأسرة من الصدع والانهيار وتؤدي إلى محبة الزوج لزوجته، وتعمق رابطة التآلف والمودة بين أفراد الأسرة وتقضي على آفة الجدل والعناد التي تؤدي في الغالب إلى المنازعة والشقاق .
" فالطاعة مجلبة للرضاء والهناء، والمخالفة تولد الشحناء والبغضاء وتوجب النفور وتفسد عواطف الاخاء وتنشىء القسوة في قلوب الآباء. وما من امرأة نبذت طاعة زوجها إلا حل بها الشقاء ولحقها البلاء، وكلما زادت طاعة الزوجة لزوجها زاد الولاء والحب بينهما " اهـ.
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها وأطاعة زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت " (رواه أحمد والطبراني )
وتكون طاعة المرأة لزوجها في معروف، فإن أمرها بمعصية فلا سمع ولا طاعة، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ( رواه الحاكم وأحمد )
وعن طلق بن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور " ( رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه)
التنور: المحمي الذي يخبز فيه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " ( رواه الشيخان )
وعن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها كله، ولو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها " ( رواه الطبراني بإسناد جيد )
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع " ( رواه الطبراني والحاكم بإسناد جيد )
(2) المحافظة على عرضه وماله:
يقول الله تعالى: (( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )) الآية.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله " (رواه أبو داود والنسائي وسنده صحيح)
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زرجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل " (صحيح الجامع: 2710)
وعن عمرو بن الأحوص الجشمى رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا واستوصوا بالنساء خيرا.. إلى أن قال: فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون).. الحديث.
(3) المحافظة على الأسرار الزوجية:
يجب على المرأة المحافظة على أسرار الزوج والبيت وكل ما يخص الزوجين معا سواء كانت أسرارا مادية أو معنوية طالما لم يأذن الزوج بها،؟ يجب على المرأة ألا تنشر بين النساء ما يعيب زوجها من خلق أو مرض أو غير ذلك لأن في ذلك مهانة للزوج. وهتك ستره، وهو الذي منحه الإسلام القوامة على المرأة، فيجب أن تكون القوامة في السر والعلن إلا إذا ظلمها زوجها فعليها أن تشكو أمرها إلى أقرب الأقربين إليه من الذين يحافظون على سره لقوله تعالى: (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما )) النساء: 148 وكان بعض الصالحين يقول لزوجته: إذا رأيت حسنة فانشريها وإذا رأيت سيئة فاستريها.
(4) لا تصوم النفل إلا بإذنه:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " (متفق عليه)
وعن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت: زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلى الفجر حتى تطلع الشمس.
قال: وصفوان عنده فسأله عما قالت؟
قال: يا رسول الله أما قولها: يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، فقال لها صلى الله عليه وسلم: " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس ".
قال: وأما قولها: يفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق تصوم وأنا رجل شاب
فلا أصبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصوم امرأة النفل إلا بإذن زوجها " قال: أما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس؟ فإنا أهل بيت قد عرفت عنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس قال: " إذا استيقظت يا صفوان فصل " (رواه أبو داود بسند صحيح)
(5) ألا تنفق من ماله إلا بإذنه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تنفق امرأة شيئأ من بيت زوجها إلا بإذنه " قيل:
يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: " ذلك أفضل أموالنا ". (رواه الترمذي وجوده (جيد))
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجر ولزوجها أجر، لا ينقص كل واحد منهما من أجر صاحبة شيئا، له بما كسب ولها بما أنفقت " (أي برضائه) ( رواه الترمذي وصححه)
(6) قيامها بتدبير المنزل وتربية الأولاد:
وهذا العمل هو الوظيفة الطبيعية التي هيئت لها المرأة، بل هو المهمة الأساسية التي يجب أن تقوم بها وتسعى إليها في تكوين أسرة سعيدة وإعداد جيل طيب. ولقد كانت الصحابيات من قبل يقمن بأعمال يصعب على المرأة في عصرنا القيام بها، فكن يطحن على الرحى ويخبزن ويحتطبن ويخدمن خيول أزواجهن، وكن يقمن على طاعة أزواجن ويربين أولادهن تربية صالحة فخرج من تحت أيديهن جيلا من خير القرون حملوا راية لا إله إلا الله ودعوا إلى عبادة الله، فلنا فيهم أسوة حسنة.
... فها هي فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدة نساء الجنة كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليها خادما ليعاونها على خدمة البيت من كثرة ما تلقى في يديها من الرحاء.
.... وها هي أسماء بنت أبي بكر الصديق أحد أغنياء مكة كانت تعلف الفرس وتسوسه وتدق لناضحه، وتستقى الماء وتخرز غربه، وتعجن، وكانت تنقل على رأسها من ثلثي فرسخ. وأبت أن تركب مع النبي صلى الله عليه وسلم حرصا على غيرة زوجها.