عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2012-03-02, 4:01 PM
حامد نوار
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 127765
تاريخ التسجيل : 4 - 9 - 2010
عدد المشاركات : 11,184

غير متواجد
 
افتراضي كيف تكونين زوجة صالحة وأماً ناجحة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

كيف تكونين زوجة صالحة وأماً ناجحة



الفصل الأول
مفهوم الزواج في الإسلام

قال تعالى: (( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ))

الزواج هو سنة كونية أصيلة وضرورة أساسية من الضرورات التي لا غنى عنها في الحياة، قال تعالى: ((سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون)).

وقال تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية)) الآية. [ الرعد: 38] فنظام الزواج ليس دائرة ضيقة مقصورة على الإنسان والحيوان والنبات، بل هو سنة كونية دقيقة واسعة المدى اتخذت مكانها في أفراد الكائنات، وقسمت كل نوع إلى قسمين... وحلت في أحد القسمين بسر يخالف السر الذي حلت به في القسم الآخر، على نحو ما حلت في السالب والموجب في عالم الكهرباء... فالسر الذي يحمله السالب من سنة الله غير الذي يحمله الموجب... ولا تعطى سنة الله ثمراتها إلا إذا التقى السران، واجتمع شمل السالب بالموجب على النحو المعروف، فإذا لم يجتمع السران ولم يلتق السالب بالموجب، ظلت سنة الله معطلة وظل الحنين الأزلي ينازع أفراد جنس السالب إلى أفراد جنس الموجب، وظل جنس الموجب في مثل الحنين يرنو إلى الالتئام بجنس السالب..

حقاً إنها فطرة الله التي فطر الناس عليها.

.... ومن أجل ذلك خلق الله سبحانه وتعالى من ضلع آدم زوجه حواء ليسكن إليها ويأنس بها.

.... ومن أجل ذلك أقر الاسلام الزواج، ونادى به رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في قوله صلى الله عليه وسلم:((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج..))الحديث [الجماعة] .... ومن أجل ذلك تبرأ رسولنا ممن زهد عن الزواج ولو بغرض العبادة فقال صلى الله عليه وسلم:((من رغب عن سنتي فليس مني )) وهذا قول من حديث رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: ((جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته عليه الصلاة والسلام، فلما أخبروا كأنهم تقالوها (أي وجدوها قليلة) فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر أبداً، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:(( أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم. وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني )).

.... ومن أجل ذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج نصف الدين في قوله:((إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي )).

.... ومن أجل ذلك آثر النبي صلى الله عليه وسلم الدين والخلق على كل شيء في قوله صلى الله عليه وسلم:((إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )) [رواه الترمذي].

الفصل الثاني

فوائد الزواج في الإسلام

للزواج الإسلامي فوائد عدة منها:

أولاً: بقاء النوع الإنساني بالتناسل والتكاثر:

فالزواج هو الطريق الذي لا بديل له لزيادة النسل الإنساني واستمراره وبقائه

إلى قيام الساعة، لقوله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء} وقال تعالى: {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة} [النحل: 72].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإفي مباهٍ بكم الأمم) [البيهقي].

ثانياً: تحصين الزوجين من الوقوع في الفاحشة ودفع شرور الشهوة وغض البصر عن النظر إلى المحرمات:

ولهذا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب إلى الزواج من أجل تحقيق تلك الفائدة

في قوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج 00)) الحديث.

وثالثاً: تروج النفس وإيناسها بمجالسة الزوج والسكن إليه:

فالاستئناس راحة نفسية، تزيل الكرب وتروح القلب وتدفع عن النفس ما ينتابها من الملل.

يقول الغزالي رحمه الله عن بعض فوائد الزواج:

تروج النفس وإيناسها بالمجالسة والنظر والملاعبة.. وإراحة القلب وتقوية له على العبادة. فإن النفس ملول وهي عن الحق نفور لأنه على خلاف طبعها، فلو كلفت المداومة بالإكراه على ما يخالفها جمحت وتأبت وإذا روحت باللذات في بعض الأوقات، قويت ونشطت.

وفي الاستئناس بالنساء من الاستراحة ما يزيل الكرب ويروح القلب، وينبغي أن يكون لنفوس المتقين استراحات بالمباحات، ولذلك قال الله تعالى: {ليسكن إليها}. وقال علي رضي الله عنه: روحوا القلوب ساعة فإنها إذا أكرهت عميت) اهـ الزواج الإسلامي السعيد 37.

ويقول الأستاذ محمود الشريف في كتابه الإسلام والحياة الجنسية:

(فالزوجة ملاذ الزوج بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش، يركن إلى مؤنسته بعد كده وجهده وسعيه ودأبه، يلقى في نهاية مطافه بمتاعبه إلى هذا الملاذ.... إلى زوجته التي ينبغي أن تتلقاه فرحة مرحة، طلقة الوجه، ضاحكة الأسارير.. يجد منها آنئذ: أذنا صاغية وقلباً حانياً، وحديثاً رقيقاً حلواً يخفف عنه.. ويذهب ما به.. فالزوجة سكن لزوجها يسكن إليها ليروي ظمأه الجنسي في ظلال من الحب والمودة والطهارة 00) اهـ (21-22).


توقيع حامد نوار