[البارقه 2009]

للتوضيح ،،،،،بورك فيكم
هذا الموضوع فيه بعض الأخطاء بينها الشيخ عبد الرحمن السحيم حين سئل عن صحة الموضوع الذي انتشر في المنتديات

وهذه إجابته


الجواب

أولاً : في أول الموضوع : (عن مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن رب العزة )

هذا خطأ في التعبير !

والصواب أن يُقال مثلا : في صحيح مسلم ، أو روى الإمام مسلم .. ونحو ذلك .

ثانيا : قول : (إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فمن اخذ بالتقوى فقد أفلح ومن اخذ بفجورها فقد خاب بإخمادها في المعاصي ومن فعل ذلك فهو الذي اجتابته الشياطين بوساوسها وإضلالها ) ليس بصحيح ؛ لأن ما في صحيح مسلم ليس بهذا اللفظ . بل هو بِلفظ : وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحَرَّمَت عليهم ما أحللتُ لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنَزِّل به سلطانا ... الحديث .

والذي يظهر أن ما بعد (فاجتالتهم عن دينهم) مِن قول صاحب الموضوع فأُدْخِل في سياق الحديث .
ثالثا : رؤية الملائكة مُمكنة ، وهذا سبق بيانه هنا :

http://www.almeshkat.com/vb/showthre...threadid=43709

وكذلك رؤية الشياطين ممكنة في الدنيا .
وهذا سبق بيانه هنا :

http://www.almeshkat.net/index.php?p...at=22&ref=1307

رابعا : قوله تعالى : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) هذا ليس عند سكرات الموت ، بل هو في الآخرة ، كما يدلّ عليه سياق الآيات ، فإن الآيات قبلها : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) .

خامسا : صحيح أن الشيطان يحرص على الإنسان إلى أن تُفارق روحه جسده ، وهو يُحاول جاهدا إضلال بني آدم حتى آخر رمق .
سادسا : التشاؤم في قول : (فمعظم المسلمين يا آخي لن يموتوا على الإسلام)
بل والتألِّي على الله عزّ وَجَلّ في مثل هذا القول .
فمن أخبره بأن مُعظم المسلمين سيموتون على غير الإسلام ؟
ولو قال : بعض المسلمين .. لكان له وجه .
أما تقنيط الناس بمثل هذا ، والتألِّي على الله ؛ فهذا أمر مرفوض مردود .

سابعا : ليست فقط أذكار الصباح والمساء هي التي تحفظ الإنسان ، فهناك أشياء كثيرة ، وكنت بيّنت في تحت عنوان :
تدخّـلات الشياطين في حياة الآدمييـن
وهو هنا :

http://saaid.net/Doat/assuhaim/208.htm

وأعظم ما يحفظ الإنسان هو المحافظة على صلاة الجماعة ، خاصة صلاتي الفجر والعصر ، وصلاة الفجر والعشاء في جماعة يحفظ الله بها العبد ، ويكون في ذمة الله عزّ وَجَلّ .
ثامنا : ما ذُكِر من التعويذات تحتاج إلى إثبات صِحّة .
كما أن العدد في الأذكار توقيفي ، فلا يُقال ذِكر بِعدد مُعيّن والْتِزام ذلك إلاّ إذا كان قد ورد في السنة .
ومن ذلك أيضا (لا يغفر الله لعبد يبارز الله بالمعاصي)
فإنه لا يصِحّ معنى ولا مبنى .
فإن الله أخبر عن نفسه أنه يغفر ما دون الشرك .
وقد أثنى الله عزّ وَجَلّ على من لا يُصِرّ على معاصيه ، إلاّ أن الجزم بأن الله لا يغفر لِمن يُبارز الله بالمعاصي يحتاج إلى دليل .
ومع ذلك يجب الْحذَر من مُبارزة الله بالمعاصي ، أو أن يجعل الإنسان اللهَ أهون الناظرين إليه .
قال عليه الصلاة والسلام : لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً ، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله صِفْهم لنا ، جَلِّهم لنا ، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خَلَوا بمحارم الله انتهكوها . رواه ابن ماجه بإسناد صحيح .
والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم