عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 497  ]
قديم 2012-02-27, 3:31 PM
حامد نوار
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 127765
تاريخ التسجيل : 4 - 9 - 2010
عدد المشاركات : 11,179

غير متواجد
 
افتراضي
وقال ابن الجوزي -رحمه الله- أيضاً في صيد الخاطر (ص/25): "تأمَّلتُ التحاسد بين العلماء فرأيت منشأه من حُبِّ الدنيا؛ فإنَّ علماء الآخرة يتوادُّون ولا يتحاسدون؛ كما قال الله عزوجل: ((ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا)).
وقال تعالى: ((والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للَّذين آمنوا)).
وقد كان أبو الدرداء يدعو كل ليلةٍ لجماعةٍ من أصحابه.
وقال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي: أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر.
والأمر الفارق بين الفئتين:
أنَّ علماء الدنيا ينظرون إلى الرئاسة فيها، ويُحبُّون كثرة الجمع والثناء.
وعلماء الآخرة بمعزلٍ من إيثار ذلك، وقد كانوا يتخوَّفونه، ويرحمون من بُلِيَ به.
وكان النخعي لا يستند إلى سارية!
وقال علقمة: أكره ان توطأ عقبي!
وكان بعضهم إذا جلس إليه أكثر من أربعةٍ قام عنهم!
وكانوا يتدافعون الفتوى، ويحبُّون الخمول.
مثل القوم كمثل راكب البحر، وقد خبَّ؛ فعنده شغلٌ إلى أن يوقن بالنجاة.
وإنما كان بعضهم يدعو لبعضٍ، ويستفيد منه؛ لأنهم ركبٌ تصاحبوا فتوادَّوا.
فالأيَّام والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة".


توقيع حامد نوار