سألتُ المحبِّينَ الَّذينَ تحمَّلوا ... تباريحَ هذا الحبِّ في سالفِ الدَّهرِ
فقلتُ لهمْ ما يُذهبُ الحبَّ بعدَما ... تبوَّأ ما بينَ الجوانحِ والصَّدرِ
فقالُوا دواء الحبِّ حُبٌ يُزيلهُ ... مِن آخرَ أوْ نأيٌ طويلٌ على هجرِ
أوِ اليأسُ حتَّى تقنع النَّفسُ بعدَما ... رجتْ طمعاً واليأسُ عون علَى الصَّبرِ
وداعٍ دعا إذْ نحنُ بالخيفِ من منًى ... فهيجَ أحزانَ الفؤادِ وما يدرِي
دعا باسمِ ليلَى غيرها فكأنما ... أطار بليلَى طائراً كان في صدري!
دعا لَوْمي فلومُكُما مُعادُ ... وقَتلُ العاشقين له مَعادُ
ولو قتلَ الهوى أهلَ التصابي ... لما تابوا، ولو رُدّوا لعادوا!