عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2012-02-18, 9:51 AM
نورقباء
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية نورقباء
رقم العضوية : 150359
تاريخ التسجيل : 28 - 6 - 2011
عدد المشاركات : 15,670

غير متواجد
 
افتراضي عَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْـجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ ..!






أكتبُ هذا العنوان مناكفةً لأبي العلاء «رهين المحبسين» في تشاؤمه في قصيدته الذائعة:



غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي ... نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِي



وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي ... سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ



تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْـ ... جَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ


ليس ينكر أن الإنسان خُلق في كَبَد، وهو كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه.
جمالية الحياة في تحدياتها وصعابها؛ هي أشبه بلعبة (التركيبة)، متعتها في المحاولة، والفشل، والتكرار.. ولأمر ما وصفها خالقها بأنها: (لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ)(الحديد: من الآية20)، وليس في هذه الأوصاف ذم مطلق، إنما يُذَمُّ الاستغراق فيها، والركون التام إليها.
لعبة القلوب المُتَلفِّتَة..



وَتَلَفَّتَت عَيني فَمُذ خَفِيَت ... عَنها الطُلولُ تَلَفَّتَ القَلبُ


الحب ابتلاء للصبر، والعفة، والتجمُّل، والوفاء، والكتمان.. (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)(الأنفال: من الآية24)
نظرة أو همسة تُفضِي لمعاناة طويلة، وتضع الإنسان على حَدِّ السيف؛ بين ألم وأمل، وخوف وطمع، وتنكس رأس السيدة العزيزة فتُقارف الإثم أو تحاوله، وتراود فتاها عن نفسه، وقد شغفها حباً..



قالوا جُنِنت بمن تهوى؟ فقُلتُ لهُم ... الحبُّ أعظم مما في المجانين



الحبُّ لا يستفيق الدّهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون في الحين!


(قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) (يوسف:32)
وحين تسير إليَّ أعانق كل الحكايا القديمة
ويسقط مني وجه الوجوم
وأذكر كيف التقينا؟ وأين؟ وكيف صَحِبنا النجوم؟
دعوتك رب لترحم قلباً ذواه البكاء
وأهفو إليه وأدري بان هواه ابتلاء
أتصفح ربي حين أقول بان هواه قضاء؟
فحين يغيب.. يغيب بصدري الهواء!


التعديل الأخير تم بواسطة نورقباء ; 2012-02-18 الساعة 9:59 AM.


توقيع نورقباء
كن في المكان الذي يُريدك الله وإن فقدك الناس
اللهم وكلت امري اليك فلاحول ولاقوه الابك . .