٣- عمارة القلب بالإيمان والعمل الصالح:
فمتى كان الإيمان حيا يقظا دفع صاحبه إلى العلم الصالح، وشمَّر عن
ساعد الجد وواصل المسير بلا كلل ولا ملل؛ فشجرة الإيمان في القلب تثمر
إذا سُقيت بروافد العمل الصالح؛ فتؤتي أكلها سلوكا وتعاملا حسنًا مع
اﻟﻤﺠتمع، فالإيمان يَذبُل وينكمش على حسب قوة الروافد وضعفها، وعلى
حسب المؤثرات الخارجية التي ترد على القلب من الشهوات ونحوها،
والقلب القاسي هو الذي لا تؤثر فيه المواعظ؛ لذا كان لزامًا على المسلم أن
يتجنب ما يكون سببًا في قسوة قلبه من فضول الطعام والشراب والكلام
والنظر والسماع، ويحرص على تحقيق قلبه من المؤثرات الخارجية.