موضوع خطبة اليوم كان عن تعاقب الليل والنهار.
وهي آية عظيمة من آيات الله سبحانه وتعالى ، تدعونا للتفكر والتأمل في خلق الله ، وأنه هو وحده سبحانه وتعالى مسبب الأسباب ورب هذا الكون ومليكه.
والأيات التي تناولت هذا تعاقب كثيرة ، ومنها:
{تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران27
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }الحج61
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }لقمان29
{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ }فاطر13
{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الحديد6
ويأتي الإيلاج هنا بمعنى الإدخال ، فيدخل اللي على النهار ، ويدخل النهار على الليل ، ويزيد من طول الليل تارة ، ويزيد من طول النهار تارة أخرى ، أو يساوي بينهما ، وهذا لا يحدث سوى مرتين في السنة.
ومن رحمة الله بعباده أن جعل الليل سكناً وراحة للإنسان بعد العناء والعمل الشاق في النهار ، فقال سبحانه وتعالى :
َجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً{10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً{11}
فماذا لو لم يكن هناك ليل نسكن فيه أول لم يكن هناك نهار نعمل فيه ونبتغي الرزق من الله ؟
كما في قوله نعالى :{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ }القصص71
بالتأكيد لن تكون هناك حياة وسيختل النظام الكوني ، فالحمدلله على نعمته وفضله.
وقد يتساءل المرء ويقول ماذا بالنسبة لمن يعمل بالليل ولا يجد وقتاً للراحة سوى في النهار ؟؟؟
فتأتي الإجابة جلية في قول الله تعالى :
{وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }القصص73
فالسكن والراحة قد يكون في الليل أو في النهار ، ويتضح ذلك من قوله تعالى ( لتسكنوا فيه) أي الليل أو النهار.
وختاماً فلا نملك إلا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة التي لاتعد ولا تحصى.
فقد قال الله سبحانه وتعالى : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7