عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2007-07-10, 3:17 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
مصافحة المرأة الأجنبية


فإن الذين يختلطون غالبا ما يقعون في ذلك ... وقد يقول قائل : هل مصافحة المرأة الأجنبية حرام ..؟ هل مصافحة زميلتي التي أعتبرها مثل أختي تماما أو جارتنا التي تربينا سويا منذ الصغر أو أبنة عمي أو ابنة خالتي أو زوجة عمي أو زوجة خالي حرام .. ؟ إنني أصافح أحداهن و ليس في نيتي شيء و الأعمال بالنيات ...
أقول لك أخي الحبيب ... أختي الغالية
هل تعلمون أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يبايع الصحابة و يبايعونه على الإسلام بالقول و المصافحة و هل تعلمون أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يمتحن المؤمنات – أي يشترط عليهن – قبل الدخول في الإسلام كما في قوله تعالى (يا أيها النبي إذا جائك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا و لا يسرقن و لا يزنين و لا يقتلن أولادهن و لا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن و أرجلهن و لا يعصينك في معروف فبايعهن و استغفر لهن الله إن الله غفور رحيم ) قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم (قد بايعتك ) كلاما و لا و الله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ؛ ما يبايعهن إلا بقوله ( قد بايعتكن على ذلك ) و معلوم كما تقدم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بايع الرجال صافحهم بل قال صلى الله عليه و سلم للنساء في موقف البيعة هذا : ( إني لا أصافح النساء ؛ إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحده أو مثل قولي لامرأة واحدة ) و قال صلى الله عليه و سلم :( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) و قد قال الله عز و جل ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر )

و لنا في هذه البيعة تأملات :
(1) أن الرجال و النساء الذين جائوا ليبايعوا النبي صلى الله عليه و سلم جائوا يطلبون نصرة الله و نصرة نبيه صلى الله عليه و سلم فكان موقف البيعة موقف جد، موقف نصرة لله ، موقف لا مزاح و لا لعب فيه و مع ذلك لم يصافح النبي صلى الله عليه و سلم أي امرأة بايعها ؛ لأن البيعة اشتراط على الالتزام بطاعة الله و طاعة الله ملزمة لنا في كل حين ولا يجوز أن نطيع العادات الإجتماعية الفاسدة و قواعد الذوق التي تخالف تعاليم الإسلام و نترك طاعة الله فطاعة الله مقدمة على كل شيء ؛ فالإسلام حرم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية للأدلة التي ذكرتها ؛ فلا يجوز لرجل أن يصافح امرأة أو العكس محتجا بالعادات الإجتماعية أو بأن ذلك موافقا للأدب و الذوق ؛ لا و الله إن الإسلام جاء بأسمى قواعد الأدب و الذوق الرفيع و لكننا رضينا بالعادات الإجتماعية الفاسدة بديلا عن عادات و آداب الإسلام إلا من رحم رب العالمين .
ثم إن بعض الناس هدانا الله و إياهم يصاحبون المصافحة بابتسامات و ضحكات و تمايلات تهيج الكامن و تقرب من الفواحش و ترغب فيها مثل ما يحدث بين الموظفين و الموظفات و الطلبة والطالبات فعياذا بالله من الإنحراف عن سواء السبيل .
(2) رغم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان معصوما من الخطأ ؛ و له من الزوجات تسعة ؛ و قد بلغ من العمر الستين إلا أنه لم يصافح النساء اللائي جئن للبيعة و لم يلتفت إلى مسألة النية أو ما إلى ذلك و هو خير أسوة صلى الله عليه و سلم و لم يفعل ذلك لأن من حرم ذلك هو الله عز وجل القائل في كتابه ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر ) .

ومن المعاصي المترتبة على الاختلاط :

الخضوع بالقول


فإذا اختلط الرجال بالنساء تجد النساء إلا من رحم الله تتبسم و تترقق وتلين في الكلام ؛مع أن الله سبحانه و تعالى نهى عن ذلك فقال :( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا ) فهذا أمر الله عز و جل لنساء النبي صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهن المؤمنات الطاهرات العفيفات أمهات المؤمنين .. فأين نساء اليوم منهن ..؟
فجدير إذن بالمرأة المسلمة المؤمنة ألا تخضع بالقول و ليس معنى عدم خضوعها بالقول أن تكون فظه غليظه إذا حادثت بعض الرجال لأمر ضروري ؛ لا و لكن تتكلم بكلمات تنم عن أدب و حسن خلق ولا تجعل الرجال يطمعون فيها ..
و لتدرك تماما أثناء حديثها أن الله يعلم ما تقول .. معها سبحانه يسمع و يرى .. و لتدرك تماما أن ربها يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور .. عجيب أمر امرأة فظة غليظة مع زوجها و محارمها ثم هي تخضع بالقول مع الرجال الأجانب و الشباب .. !!
و كذلك فلا يخضع الرجال بالقول .. و قد يعجب شخص من هذا فيتسائل .. هل يخضع الرجل بالقول ..؟
نعم .. هناك من يخضع بالقول من الرجال .. هناك رجل يتصل بصديق له على الهاتف فإذا وجده كلمه كلام رجل لرجل أما إذا ردت عليه امرأة أخذ بسماعة الهاتف ..فإذا به يتأنث معها و يتخنث و يخضع لها بالقول غاية الخضوع كي يوقعها في شراكه و حباله .. و خفي عليه أن الله تعالى محيط بما يعمل عليم بما يصنع .

ومن المعاصي المترتبة على الاختلاط :

الخلوة


ما هي الخلوة المحرمة ؟
هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه ( أي يحل له أن يتزوج منها أو أنها غير محرمه عليه أبدا ) في غيبة عن أعين الناس و هي من أفعال الجاهلية و كبائر الذنوب .

ما هو الدليل على تحريمها ؟
قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لا يخلون رجل بامرأة إلا و معها ذو محرم ) و قوله صلى الله عليه و سلم :(ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) و هذا يعم جميع الرجال و لو كانوا صالحين أو مسنين و جميع النساء و لو كن صالحات أو عجائز ، و قوله صلى الله عليه و سلم : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها فإن ثالثهما الشيطان ) و قوله صلى الله عليه و سلم :( لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم)أي لا تدخلوا على النساء اللاتي غاب أزواجهن لسفر وما إلى ذلك ، فهذا الكلام موجه من النبي صلى الله عليه و سلم إلى الصحابة الكرام أطهر الناس بعد الأنبياء فما بالك بنا أصحاب النفوس الضعيفة .. أصحاب الذنوب و المعاصي .. أصحاب الشهوات .. نسأل الله أن يعصمنا من الزلل و أن يغفر لنا ذنوبنا .
و قد يسهل الدخول على المرأة و الخلوة بها بسبب وجود القرابة أو بسبب زوجها كابن العم و ابن الخال مثلا أو صديق الزوج .. و لذلك حذرنا النبي صلى الله عليه و سلم من الدخول على النساء لأنه من مداخل الشيطان و أسباب الفساد فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم :( إياكم و الدخول على النساء ؛ فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال : الحمو الموت الحمو الموت ) و الحمو هو قريب الزوج الذي لا يحل للمرأة كأخيه و ابن عمه فبين النبي صلى الله عليه و سلم أنه لو دخل أحد هؤلاء على المرأة فإن ذلك يفسد الحياة الزوجية كما يفسد الموت البدن ؛ فلا تعرض المرأة نفسها للخلوة مع أحد و إن قل زمن هذه الخلوة ؛ لعدم الأمن و خصوصا مع فساد الزمن ، و المرأة فتنة .
فالحكمة من تحريم الخلوة هي سد الذريعة إلى الفاحشة أو الاقتراب منها ، حتى يظل المرء واقفا على مسافة بعيدة قبل أن يفضي إلى دود الجريمة الأصلية ؛ قال تعالى : ( تلك حدود الله فلا تقربوها ) .
فلا يحل لشخص بعد هذه الأدلة أن يخلو بامرأة لا تحل له ...
فلا يحل لقريب الزوج كأخيه و ابن عمه أن يأتي في غياب الزوج و يخلو بالزوجة ...

ولا يحل لصديق الزوج أن يأتي إلى المنزل في غياب الزوج و يخلو بالزوجة و لا يحل له أن يخلو بها في حضور الزوج في البيت و يغلق عليهما باب ...

و لا يحل لمدرس أن يخلو بفتاة يعلمها ، و لو كان يعلمها القرآن ، و لا أن يغلق عليهما باب كما يحدث في كثير جدا من بيوت المسلمين فهذا باب عظيم من ابواب البلاء ...

و كذلك لا يحل لمحفظ قرآن أن يخلو بامرأة يعلمها القرآن و كذلك لا يحل لمعالج يعالج بالقرآن أن يخلو بامرأة يعالجها ...

و لا يحل لطبيب أن يخلو بمريضة و لا بممرضة و نعوذ بالله من المهازل التي تحدث في المستشفيات و العيادات ، و ياليتهم يفرقون في نوبات العمل بين الرجال و النساء و يفصلون بين الرجال و النساء ...

و قبيح أيما قبح أمر صيدلي أو بقال يستأجر فتاة للعمل معه حيث هناك مكان يخلو بها فيها ...

و كذلك لا يحل لمدير أن يخلو بسكرتيرة و لا أن يغلق عليهما باب فالشيطان ثالث هؤلاء كما قد تقدم من كلام النبي صلى الله عليه و سلم ، إن النبي صلى الله عليه و سلم كان واقفا مع زوجته أم المؤمنين صفية بنت حيي يوصلها إلى بيتها فلما رآه رجلان من الأنصار أسرعا فقال صلى الله عليه و سلم :( على رسلكما ، إنما هي صفية ) ، ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم و إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ) ...

و لا يحل كذلك لخاطب أن يخلو بمخطوبته فهو لا يزال رجلا أجنبيا عنها ، و غريب أمر رجل قلت مروءته و انعدمت غيرته حيث يترك خاطب ابنته بالغرفة معها و يغلق عليهما الابواب فهل هذا من الغيرة بمكان أم إنه من الدياثة بمكان كبير ..؟! ...

و كذلك لا يحل لرجل أن يخلو بالخادمة التي تخدم في بيته فليست هي من محارمه ...

و كذلك لا يحل للزوجة أو الأبنة أن تفتح باب البيت لأخي زوجها أو صديقه أوصديق أخيها في غير وجود المحرم ولا أن تختلي باحد هؤلاء أو يغلق عليهما باب ...

ليحذر كل مسلم و مسلمة مما يعرض على شاشات التلفاز لما ترى المرأة و قد حضر صديق زوجها أو أخية إلى البيت و طرق الباب و قال فلان موجود ؟ فترد عليه قائلة لا .. تفضل فيتفضل و يدخل و يغلق عليهما الباب و يأكل و يشرب ثم يأتي الزوج فيجد زوجته مع ذلك الرجل في البيت و قد فعلت معه ذلك فيشكرها على إكرام ضيفه ...

إنا لله و إنا إليه راجعون ... هل هذا من دين الإسلام في شيء ..؟ نعوذ بالله من الخذلان
فهل يا ترى نجد قلوبا تعي هذه الكلمات ..؟ و آذانا تصغي لتلك النداءات ..؟

و أكبر معصية تترتب على جريمة الاختلاط