عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-07-10, 3:16 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
و لو تأملت أخي .. أختي هذه المعصية التي عدها كثير من أهل العلم أنها من الكبائر ؛ لوجدت أنها يترتب عليها مفاسد عظيمة و معاصي جسيمة و إليك بعضا منها : -

إطلا ق البصر

فليس من المتصور أن يختلط رجل بامرأة و يغض بصره عنها ... من الذي أمر بغض البصر أليس سبحانه الذي قال ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون .. و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن ... ) الآية من سورة النور ؛ و هو سبحانه الذي قال ( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر ) و هو سبحانه الذي قال ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فالله أمر المؤمنين و المؤمنات بغض البصر و أخبر أن ذلك أزكى لهم أي أحسن و أطهر لهم ... ألا نصدقه سبحانه و هو أعلم بنا من أنفسنا ؛ يعلم ما يصلحنا و ما يفسدنا ، قال سبحانه ( ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ) .

و لنا في آيات سورة النور التي فيها الأمر بغض البصر عدة تأملات :-
(1) أن الله أمر المؤمنين و المؤمنات بغض البصر و لم يقل سبحانه قل للناس يغضوا من أبصارهم ؛ و لكن قال ( قل للمؤمنين) ... (و قل للمؤمنات ) لأنه لن يستجيب لأمر الله إلا المؤمنين و المؤمنات ؛
قال تعالى ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولائك هم المفلحون ) و لا مفلح غيرهم لأنهم أطاعوا ربهم و اتبعوا سنة نبيهم صلى الله عليه و سلم .

(2) أن الله قال ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ) فما السبب الذي من أجله أتى الأمر بحفظ الفرج بعد الأمر بغض البصر ..؟! السبب هو أن الذي لا يغض بصره لا يستطيع أن يحفظ فرجه غالبا ؛ وواقع المسلمين و صفحات الحوادث و الجرائد خير شاهد على ذلك .. و الحر تكفيه الإشارة ؛ و إذا أردت الدليل على ذلك تأمل أي قصة كانت نهايتها الوقوع في الفاحشة ستجد أن أول خطوة في ذلك الطريق كانت إطلاق البصر ..
و لنا خير شاهد و دليل على ذلك في قصة المؤذن الذي كان واقفا على المسجد ليؤذن للصلاة فوقع بصره على نافذة بيت لرجل نصراني ؛ فوقع بصره على أبنة ذلك النصراني ؛ فلم يغض بصره و أعقب النظرة النظرة ؛ فما كانت النتيجة ..؟ وقع حبها في قلبه من أول نظرة فترك الأذان و نزل من على المسجد و ذهب إليها في بيتها و قال لها : أريدك بحلال أو حرام قالت : تزوجني قال أتزوجك ؛ قالت ولكنك مسلم و أنا نصرانية و لا أتزوجك حتى تتنصر؛ قال : أتنصر ...
قالت فانتظر أبي حتى يأتي ؛ فانتظر فأتت له بخمر فشرب فسكر فصعد على سطح المنزل فسقط فمات . فلا هو طالها و لا طال رضا الله عز وجل بل ( خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين ) كما قال الله تبارك و تعالى . و كما قال الشاعر : نظرة .. فابتسامة .. فموعد .. فلقاء .. و النهاية معروفة نسأل الله أن يسترنا في الدنيا و الآخرة .

(3) أن الله تعالى قال ( ذلك أزكى لهم ) أي أطهر لهم أن يغضوا من أبصارهم و أحسن .. سبحان الله ذلك لأن الله سبحانه و تعالى هو الذي خلقنا و يعلم ما يصلحنا و ما يفسدنا ؛ يعلم ما نسعد به و ما لا نسعد به ؛ و نحن في العرف نقول : أن الذي يصنع آلة هو أعلم رجل بهذه الآلة ، يعلم إذا فسدت أو تعطلت كيف يصلحها و كيف تعمل بكفاءة و كيف يطول عمرها الإنتاجي ... و لله المثل الأعلى في السماوات و الأرض و كما قال سبحانه ( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) ... لا تقل أنا أخلاقي حسنة و لا أوذي أحد و أفعل ذلك بحسن نية و أنا أخاف من الله و أتقيه ... أقول لك لا تزكي نفسك و تمدحها فالله أعلم بخفايا النفوس و القلوب .. قال تعالى (هو أعلم بمن اتقى ) و قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ).

(4) أن الله تعالى أمرنا جميعا بغض البصر فقال ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) و إن لم يغضوا من أبصارهم فماذا ...؟! قال عز وجل( إن الله خبير بما يصنعون ) أي أنك أمرت بغض البصر فإن أطعت الله و غضضت بصرك زاد إيمانك و إن لم تغض بصرك و نسيت نظر الله إليك فاعلم أن الله خبير بما تصنع ؛ سوف يكتبه ليحاسبك عليه قال تعالى ( و كل صغير و كبير مستطر ) أي مكتوب أليس هو القائل سبحانه( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور) . و لما سُئل الحسن البصري : بما يستعان على غض البصر ؟ فقال : أن تعلم أن نظر الله إليك أسبق . قبل أن تنظر تذكر أن الله يراك .

(5) كما أن الله سبحانه أمر الرجال بغض البصر أمر النساء كذلك بغض البصر فالنساء شقائق الرجال كما قال النبي صلى الله عليه و سلم أي أنهن مأمورات بما أمر به الرجال .

فهذه أول معصية تترتب على كبيرة الإختلاط ؛ أما الثانية فهي