عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-07-08, 2:08 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
=-=-=-=
الخُطبة الثانية
=-=-=-=


الحمد لله العزيز الغفار ، والصلاة والسلام على نبينا محمد المختار ، وعلى آله الأخيار ، وصحابته الأطهار ، وبعد :
فقد تحدثنا في الخطبة الأولى عن أسئلة عالم النصارى التي وجهها للعالم المُسلم فأجاب عليها كلها بفضل الله تعالى ، وجاء دوره في أن يوجِّه ما شاء من الأسئلة لعالم النصارى ومن معه في الكنيسة ، وهنا قال العالم المسلم :
يا كبير النصارى لقد سألتني فأجبتك ، وإني سائلك سؤالاً واحداً ، فهل ستُجيب عليه ؟
قال عالم النصارى : نعم .
فقال العالم المسلم : ما هو مفتاح الجنة ؟
وهنا سكت عالم النصارى ولم يُجب بكلمة ، فقال له العالم المسلم : ألا تعرفه ؟!
قال عالم النصارى : بلى ، ولكني أخاف من أتباعي . وهنا صاح أتباعه من النصارى : أجب ، ولا تخف .
فقال عالم النصارى : مفتاح الجنة ( شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ) ؛ فلما سمع النصارى عالمهم وكبيرهم يشهد شهادة الحق ، ارتفعت أصواتهم جميعاً وهي تُردد شهادة الحق ، ودخلوا في دين الإسلام جميعاً بعد أن هداهم الله تعالى لذلك على يد هذا العالِم المُسلم الصادق الذي أخلص النية لله سُبحانه في دعوته ، وأصلح القول والعمل فنَّور الله بصيرته ، وأجرى الحق على لسانه ، وهداهم بسببه إلى طريق الحق وسبيل الرشاد .
عباد الله ، إن هذه القصة إنما هي أنموذجٌ لأحد ُعُلماء الإسلام الذين تعلموا العلم لوجه الله تعالى ، فرفعهم الله به ، ونفعهم بما علموه منه ، واستعملهم به في الطاعة ، وفضلهم به على سائر المؤمنين .
= هؤلاء هم العُلماء الذين يُعرفُ بهم الحلال من الحرام ، والحق من الباطل ، والضار من النافع ، والحسن من القبيح .
= هؤلاء هم العُلماء الذين تعلموا في مدرسة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، فكانوا دعاةً للحق ، وهداةً للبشرية ، ومنائر للعلم .
= هؤلاء هم العُلماء الذين قال الله تعالى في شأنهم : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } ( سورة الزمر : 9 ) .
= هؤلاء هم العُلماء الذين تستغفر لهم الحيتان في البحار ، وتخضع لهم الملائكة بأجنحتها رضاً بما يصنعون ، ولذلك فإن علينا أن نحترم العُلماء وأن نُجلّهم ، وأن نقدر لهم منزلتهم السامية الكريمة ، وأن نعود إليهم فيما يُشكل علينا من أمور الحياة ومجرياتها ، وأن نقبل ما يوجهون به ويُرشدون إليه من الخير .
ثم اعلموا - رحمكم الله - أن من أفضل أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، كثرة صلاتكم وسلامكم على خير الورى ، النبي المصطفى ، والحبيب المُجتبى محمد بن عبد الله الذي أمرنا ربنا جل في علاه بالصلاة والسلام عليه فقال عزّ من قائل :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْه وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ( سورة الأحزاب : الآية 56 ) .
اللهم علمنا العلم الصالح النافع المفيد الذي يُقربنا منك ، ومن كل ما تُحبه وترضاه من الأقوال والأفعال والنيات .
اللهم يا من لا يُسأل غيره ولا يُرتجى سواه ، ويا من لا يَردُ من دعاه ، وفقنا إلى خير الدعاء ، وجميل القول ، وصالح العمل ، وأهدنا وسدّدنا ، وأعطنا ولا تحرمنا .
اللهم أعز الإسلام والمُسلمين ، ودمِّر أعداء الملة والدين ، واكفنا اللهم وإخواننا المسلمين في كل مكانٍ من كيد الكائدين ، ومكر الماكرين ، وحسد الحاسدين .
اللهم أغفر لنا وارحمنا ، وأغفر اللهم لآبائنا وأمهاتنا ، وأبنائنا وبناتنا ، وإخواننا وأخواتنا ، وأزواجنا وزوجاتنا ، وأحيائنا وأمواتنا .
اللهم أرحم أموات المسلمين ، وأغفر لهم وتجاوز عنهم ، من عرفنا منهم ومن لم نعرف ، ومن ذكرنا ومن لم نذكر .
اللهم يا عظيم العفو ، يا واسع المغفرة ، يا قريب الرحمة ، يا ذا الجلال والإكرام ، هب لنا العافية والسلامة في الدنيا ، والعفو والمغفرة في الآخرة .
اللهم ارحم ضعفنا ، وتول أمرنا ، وأحسن خلاصنا ، وبلغنا مما يُرضيك آمالنا ، وانصر اللهم إخواننا المسلمين المُستضعفين في كل مكان ، ورد عنهم اعتداء المعتدين ، ومكر الطُغاة والظالمين .
اللهم أهد شباب المسلمين ، وأحفظهم من كل شرٍ يُراد بهم ، وأعزهم بالإسلام ، وأعز الإسلام بهم ، ورُدهم إليك رداً جميلاً .
اللهم افتح لدعائنا باب القبول والإجابة ، وارحمنا وارحم أمواتنا أجمعين ، واغفر لنا ولوالدينا ، ولمن له حقٌ علينا ، وصل اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
عباد الله : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فاذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، واستغفروه يغفر لكم ، وأقم الصلاة ...