يا خادعة الغافلين أمثالي!!.. و اعتبروا يا إولي الأبصار..
في صبيحة يوم الجمعة14/01/2012 .. أخي على الهاتف:
أمك تعبانة,إن أردت رأيتها, الحق قبل فوات الأوان.. لقد أخبرتك!!.
* غادرت بسرعة , جنوب الجزائر متجها إلى شمالها..إلى رأس العيون..
مسقط رأسي..حيث ترقد أمي على فراش المرض منذ 14 سنة!!.
أكتب لكم هذه القصة الساخنة!!.. سخونة أنفاس أمي الحنون و هي تغادر
جسدها الطاهر.. أكتب هذه القصة و الدموع تملأ عيناي...
* وصلت صبيحة يوم السبت.. كان الجليد يغطي كل المنطقة!!.
كان كل همي , أن أرى أمي و هي حية لم تغادر الحياة..
دخلت إلى البيت.. نظرت لأمي .. أشبه ما تكون بالنائمة!!.
قبلتها.. ناديتها..أمي.. أنا ابنك..جئتك من الصحراء.. لكن لا حياة لمن تنادي!!.
وضعت وجهي على صدرها الحنون ..لا أسمع سوى دقات قلبها !!..
*كان رأي بعض إخوتي هو عدم أخذها للمستشفى لأن أجلها اقترب!!.
و كان رأيي أن أعمل كل ما في وسعي لإنقاذها.. و الأعمار بيد الله.
حملت أمي ليلا إلى أقرب مستشفى.. أضع ذراعي وسادة لها..
أبكي.. أسأل الله أن يخفف عنها.. أن يلطف بها ..إنه لطيف خبير.
أدخلتها الانعاش.. بعد نصف ساعة , خرج الطبيب و ناداني لمكتبه:
- ماذا تقرب لك الحاجة؟.
- هي أمي.
- أصارحك بأن حالتها صعبة .. أقترح تحويلها للمستشفى الكببر.
* حملوا أمي و تبعتهم..بعد 11ليلا .. أمي تحت العناية المركزة!!..
لم أنم تلك الليلة..كانت دموعي تبلل وسادتي و دعائي لها لا يتوقف..
في الصباح بعد صلاة الفجر .. أنا واقف أمام باب المستشفى..
رفض الحارس إدخالي بحكم أن القانون لا يسمح!!.
بقيت واقفا هناك.. تحت الصقيع.. فوق الجليد..أترجاه ..لكنه رفض!!.
لم أعد إلى البيت.. تمكنت من رأية أمي و بت هناك عند أحد أقاربي..
* بعد صلاة الفجر ,ذهبت لأمي .. وجدت حارسا آخر , غير الذي كان بالأمس.
طلبت منه أن يسمح لي بالدخول لرؤية أمي ٌ.. فرفض!!
أرجوك.. الله يرحم والديك.. رد علي : أتريد أن يتم توقيفي؟.
بقيت ماسكا بيدي , الباب الحديدي .. و بكيت خلف القضبان!!..
- يتبع-
التعديل الأخير تم بواسطة محمد السعيدالنوي ; 2012-01-27 الساعة 9:49 PM.
سبب آخر: تصحيح
|