السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان ذلك في ليلة شديدة الظلام !!.
عندما مرت شاحنة مقطورة على الطريق الوطني رقم 6 , الرابط
بين وسط الجزائر و شرقها..
الذي يمر شمالا عبر منطقتنا , قريبا من بيت والدي..
حيث دهست الشاحنة شابا كان على متن دراجته النارية!!.
نزل السائق ليتفقد الشاب , فوجده جثة هامدة!!.
حمل معه الدراجة و لاذ بالفرار إلى مكان مجهول!!.
ظنا منه أنه لم يراه أحد !!.
في الصباح , بدأ البحث عن الشاب , ليجدوه جثة هامدة .
مرماة على حافة الطريق!!.
بعد أيام , وجدت دراجته مرمية في أحد الأودية البعيدة!!.
استمر البحث عن الفاعل لمدة سنتين..
طوي ملف القضية ليكتب عليه : جريمة قتل ضد مجهول!!.
بعد أكثر من 10 سنوات..
ظهر رجل بالمدينة.. ينادي و يصرخ بأعلى صوته:
أنا الذي قتلت الشاب.. أنا السائق الذي دهس بشاحنته الشاب الذي
كان على متن دراجته النارية.. هناك !!.. و يشير بيده لمكان الحادث!!
تم القبض عليه و وضع في السجن .. قيد التحقيق.
- في يوم المحاكمة, سأله القاضي:
لماذا قتلت الشاب؟.
- السائق: لم أقتله متعمدا سيدي القاضي.. لقد ظهر أمامي فجأة..
حاولت تفاديه.. و أجهش بالبكاء!!.
- القاضي: أكمل..
- السائق: حاولت تفاديه , لكنه انزلق بدراجته تحت الشاحنه فدهسته.. لم أكن متعمدا.. لست خائفا من أحد إلا الله.
- لماذا بقيت طيلة هذه المدة متخفيا , لتأتي اليوم و تقول لنا
أنك خائف من الله ؟!!.
- السائق: سيدي القاضي.. منذ ذلك اليوم أصبحت معيشتي ضنكة.
كلما وضعت رأسي على الوسادة, ظهر لي الشاب بدراجته:
أنت قتلتني..هربت من الناس .. فأين تهرب من الله؟!!.
يواصل السائق حديثه و هو يبكي..
ساءت أحوالي .. توقفت عن عملي..أصبح يظهر لي حتى و أنا في
الطريق!!..
ظننت أنه لم يراني أحد ..نسيت أن الله رآني..
خسرت دنياي و لا أريد أن أخسر آخرتي!!..
ها أنا أمامكم .. افعلوا بي ما تشاؤون !!!!.
... و اعتبروا يا أولي الأبصار.