عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 45  ]
قديم 2012-01-22, 1:57 AM
حنونة مكه
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية حنونة مكه
رقم العضوية : 122287
تاريخ التسجيل : 2 - 7 - 2010
عدد المشاركات : 3,773

غير متواجد
 
افتراضي
عندما نذهب في رحلة إلى أغوار الكون فإننا نجد الظﻼ‌م يلف أرجاءه ونجد أن الليل هو اﻷ‌ساس الذي يشغل النسبة العظمى من هذا الكون. والذي يجلس في مركبته الفضائية خارج اﻷ‌رض ويراقب هذه الكرة الرائعة (الكرة اﻷ‌رضية) يجد الظﻼ‌م من حولها والليل يغشاها من كل جانب ما عدا طبقة رقيقة هي طبقة النهار!

وعندما نلتقط صوراً للكرة اﻷ‌رضية وهي تدور حول نفسها ونُسرع هذه الصور فإننا نرى بوضوح التﻼ‌حق والتعاقب المتتالي للظﻼ‌م والضوء. وكأن الظﻼ‌م يلحق بهذه الطبقة الرقيقة من الضوء دون أن يسبقها! إن فيلماً كهذا عن حركة اﻷ‌رض وتداخل النهار في الليل وتداخل الليل في النهار، يتطلب جهوداً وأمواﻻ‌ً ومراكب فضائية وأجهزة...... ومئات من الباحثين.....

من عظمة القرآن أنه يصور لنا هذا الفيلم بدقة تامة وبكلمات قليلة!! وتفكر معي في هذا المشهد القرآني عن الليل والنهار وكيف أن الليل هو الذي يغشى النهار ويلحقه باستمرار حثيثاً: (يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً) [اﻷ‌عراف:54].

ثم نجد في آية أخرى تصويراً رائعاً لسباق الليل والنهار: (وﻻ‌ الليل سابقُ النهار) [يس: 40].
أما عن تداخل الليل في النهار والعكس فيخبرنا البيان اﻹ‌لهي عن هذه العملية بقوله تعالى: (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) [الحديد: 6].

ولو تعمقنا أكثر في آيات الرحمن نجد أن الله تعالى قد حدثنا عن أن الليل فوق النهار! فطبقة النهار المضيئة هي طبقة رقيقة على وجه اﻷ‌رض ولكن يحيط بها الظﻼ‌م من فوقها بشكل مُحكم. لذلك يقول تعالى عن هذا المشهد: (يكوِّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل) [الزمر: 5].

إذن هنالك تكوير ودوران دائم لليل على النهار والعكس بالعكس. ومعنى التكوير اﻻ‌لتفاف واﻹ‌حاطة وﻻ‌حظ معي أن جميع هذه اﻵ‌يات تبدأ بالليل ثم النهار للدﻻ‌لة على أن الظلمة هي اﻷ‌ساس في الكون! فعندما يتحدث سبحانه وتعالى عن الخلق يبدأ بالليل فيقول: (وهو الذي خلق الليل والنهار) [اﻷ‌نبياء: 31]. وعندما يتحدث سبحانه وتعالى عن تقلب الليل والنهار أيضاً يبدأ بالليل: (يقلب الله الليل والنهار) [النور: 44]. حتى صورة اﻻ‌ختﻼ‌ف بين الليل والنهار أيضاً يبدؤها الله بالليل فيقول: (واختﻼ‌ف الليل والنهار) [آل عمران: 19].

حتى إنه في القرآن سورة اسمها سورة الليل، رقم هذه السورة في المصحف هو (92)، والعجيب أن كلمة (الليل) ومشتقاتها في القرآن تكررت بالضبط (92) مرة بنفس رقم سورة الليل. *فتأمل هذا التوافق: هل جاء بالصدفة؟ أم أن الله تعالى أراد لكتابه الكريم أن يكون محكماً كيفما نظرنا إليه، لغوياً أو علمياً أو عددياً!! يقول تعالى (كتاب أُحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير).



توقيع حنونة مكه
(((ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)))
لاتنسوني من دعواتكم فأنا والله بحاجتها...



 

 



Facebook Twitter