سلوك الحامل في المرحلة الثانية:
تبتدئ المرحلة الثانية من الولادة بتمدد وتوسع كامل لعنق الرحم وهي مرحلة دفع الجنين إلى خارج الرحم لذلك تعمل جميع عضلات الظهر والبطن والمهبل والرحم على دفع الجنين إلى أسفل فيشتد الطلق وتزداد حدته كما تزداد رغبة المرأة بالدفع مع كل طلقة إلى أسفل فتشعر بقوة غريبة غير مقصودة تجبرها على التغوط كما لو كانت في حالة إمساك وتريد أن تتخلص منه أو كأن جسما غريبا يوجد في أمعائها يكبس على أسفل ظهرها وبطنها يتجه نحو الأسفل
وهذا الشعور في الحقيقة ناتج عن ضغط رأس الجنين على المستقيم وأعصاب الظهر عند نزوله في المهبل, و على المرأة هنا أن تنفذ بدقة كل إرشادات الطبيب لكي تساعد نفسها في دفع الجنين ولذا من واجبها أن تحسن التصرف في توزيع جهدها واستخدام قوتها في الوقت المناسب دون إضاعة الوقت سدى ,فالحركات الفوضوية غير اللازمة والتقلبات من جهة إلى أخرى والتنفس المضطرب والثرثرة الزائدة والتشكي والتذمر والصراخ والعويل وكل ذلك يعرقل سير الولادة وكلما كانت الطلقات الرحمية منتظمة وقوية وكانت الحامل تستفيد من شدتها من أجل دفع الجنين بهدوء وروية , بحيث يقلل الخوف ويزيل الأحاسيس المزعجة فالراحة والاسترخاء بين الطلقات والدفع عند بدء كل طلقة يساعد على إنهاء الولادة بسلام, و في هذه المرحلة بالذات يطالب الطبيب الحامل أن تسند ظهرها وكتيفيها وتفرج مابين ساقيها وتمسك بطرفي السرير حيث توجد ماسكات خاصة للقبض عليها ,أو تسند ساقيها بيديها ثم تبدأ بعملية الدفع مع كل طلقة مستخدمة في ذلك عضلات البطن والرحم والحجاب الحاجز لتدفع الجنين وتخرجه إلى الحياة ولكي نزيد من فعالية الدفع نطلب منها أن تتنفس بعمق ثم تحبس نفسها وتدفع إلى الأسفل وبما أن الطلقة تدوم دقيقة واحدة من الزمن لذلك على المرأة أن تعاود التنفس بكل قوتها وملً صدرها من جديد وتدفع وهكذا من ثلاث إلى أربع مرات متتالية ثم تعاود الاسترخاء والراحة في فترة مابين الطلقتين وتتنشق خلالها الأكسجين ويجب التذكير هنا بأن الدفع وقوة الشد إلى أسفل يجب أن يكون تدريجيا وبشكل تصاعدي وكذلك التخفيف , وينتج من الدفع نزول رأس الجنين أكثر فأكثر إلى الحوض بطريقة لولبية ومع كل طلقة وقوة الجهد الذي تبذله المرأة فيبدأ تصبب العرق من جبينها ...الخ وهكذا ينزل رأس الجنين إلى قاع المهبل فتشعر المرأة بتمدد وكأنه "سيتمزق" وما أن تظهر فروة الرأس من الفتحة المهبلية حتى يطلب الطبيب من المرأة الحامل أن تتوقف عن الدفع لئلا يندفع الرأس أكثر من اللازم وبسرعة قصوى حيث يتمزق العجان وعضلات المهبل وبما أن الرغبة في الدفع تحدث بصورة عفوية على المرأة أن تتنفس تنفسا سطحيا وسريعا وحركة هذا التنفس مقصودة لكي يتسنى للطبيب إخراج الطفل برفق وحنان دون حدوث أي تمزق وبعد خروج الجنين وما أن تمضي برهة من الزمن حتى يطلق المولود أول صرخة له في الحياة ويتلاشى عذابها وتركن إلى السكون والوجوم فترة وجيزة كمن يخرج منتصرا من معركة حامية الوطيس.
بعد الولادة:
ها قد تمت ولادتك بسلام وبصورة طبيعية والفضل في ذلك يرجع لله ثم بفضلك أنت لأنك شاركت بكل عزم ونشاط وعرفت بان الولادة تحتاج إلى جد وتعب سوف يقوم الطاقم الطبي بالعناية بتنظيف أنف الطفل وفمه من المخاط وتغطية جسم الطفل ويثبت الحبل السري ويقطع حيث أن الطفل يستطيع التنفس بمفرده من خلال فمه وأنفه وتأتي التقلصات القوية في الرحم لخروج المشيمة وأنت الآن تحملين طفلك بين ذراعيك بكل فرح وسيقاس طول ووزن الطفل.