آلام الولادة:أسبابها ومنشؤها.
.يمكن القول بإن أوجاع الولادة لدى المرأة هي إحساس معقد لا يحدث فقط بنتيجة التغيرات التي تحصل في رحم المرأة عند الولادة وهو العامل المادي المباشر لأوجاع الطلق وإنما يضاف إليها عامل مهم آخر هو عامل التصورات والاعتقادات الراسخة في ذهن المرأة منذ زمن بعيد عن حتمية أوجاع الولادة .
كيف تحدث أوجاع الولادة ؟وما هي العوامل المسببة لها؟
سوف نتعرف باختصار على تركيب الجهاز العصبي الذي يشكل الطريق الوحيد الذي تسلكه هذه الأوجاع.
إن جهاز الإنسان العصبي ينقسم إلى قسمين :
*أولا" : الجهاز العصبي المركزي ويتألف من الدماغ والنخاع الشوكي .
*ثانيا" : الجهاز العصبي الفرعي ويتألف من عدد ضخم من الأجهزة الحساسة اللاقطة "أسلاك"عصبية فرعية متصلة بكل عضو من الأعضاء الداخلية وتعمل على نقل الإحساس إلى الجهاز المركزي "الدماغ "حيث تفرز وتحلل فيحدد على أساسها تصرف الإنسان وليس كل ما يلقط من منبهات خارجية عبر الجلد أو التطورات عبر الأعضاء الداخلية يصل إلى الدماغ وإنما يظل عدد ضخم منها مكبوتا في المراتب العصبية الدنيا ولكن تخرج عن السيطرة إذا صادف وجود خلل قد تصل المنبهات إلى درجة عالية من التوتر وتفرز تموجاتها إلى الدماغ , أما مقدار هذا الألم وقوته ومداه فيحدد من طبيعة المنبه ومكان تأثيره وطبيعة كل فرد عن الآخر.
أسباب الألم عند الولادة:
Sتمدد عنق الرحم وتوسعه في أثناء المخاض وهي عملية عالية التوتر والشدة, وذلك نظرا لما يحويه عنق الرحم من أطراف عصبية وأجهزة حساسة, وهي عملية لابد منها لكي تحصل الولادة.
S التقلصات الرحمية بحد ذاتها ,أي الطلق ,والذي يرافقه تقلص في أربطة الرحم الجانبية والتي يتعلق بها المبيضان والنفيران والرحم.
Sتوتر أربطة الرحم الخلفية التي تشد الرحم إلى الخلف.
S تمدد شرايين الرحم الرئيسية وتقلصها في شرايين ضخمة وحساسة تتفرع منها مئات الشرايين الصغيرة التي تغذي الرحم.
S التغيرات البيو فيزيولوجية في الأنسجة الرحمية وهي عملية معقدة ولا مجال للتوقف عندها.
الإحساس المتباين بالألم يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية:
ï قوة ونشاط الجهاز العصبي عند الحامل في تلك اللحظة"لحظة الولادة"ومدى تحمله وتقبله إحساس الوجع المختلفة.
ï على الولادة ذاتها وتطورها وسيرها الطبيعي ونوعية المدخلات الطبية والجراحية فيها.[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
ï حالة الحامل العصبية والنفسية وحقيقة تصورها وصحة نظرتها للولادة وبمدى تأثرها بالإشاعات وبكلام الآخرين عن الولادة.[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
* أهمية وضع الحامل من الناحية النفسية والعصبية في ذلك الوقت فإن كانت فرحة ومسرورة فإنها قلما تشعر بالأم, وكلما كانت في وضع مزاجي سيئ فسيكون إحساسها بالألم كبير
* إن ترقب الألم بخوف يزيد من تحسس هذا الألم ولايخففه سوى إزالة هذا الخوف ,فالخوف يعتبر من آ لام الولادة, إذ يعمق هذا الألم .ثم إن الخوف يعمل على توتر في الأعصاب وحالة هياج نفسية في أثناء المخاض وهذا كاف لإرهاق الدماغ وبتالي لزيادة الشعور بالألم بحيث ترانا أمام حلقة مفرغة :قلق نفساني* –خوف –الم -قلق نفساني* والانعكاس الشرطي"reflexe conditionne "يلعب دورا كبيرا في تحسس أوجاع الطلق عند الولادة
* أثبتت الإحصائيات أن عشرين في المائة من النساء يلدن بهدوء كلي ولا يشعرن بأية الآم تذكر من أول لحظة إلى آخرها وذلك لأنها تتمتع بأعصاب قوية وهادئة وحالة نفسية جيدة واستعداد كامل للولادة,أما اللواتي يقعن فريسة لهذه الآلام ضعيفات النفوس رقيقات الشعور متوترات متقلبات مترددات الأعصاب يقعن بسهولة فريسة الخوف و القلق و الرهبة *والسبب في ذلك :عدم وجود تركيز عصبي ونفسي لديهن أو ما يسمى فزيولوجيا مركزا عصبيا قويا في الدماغ"[FONT='Times New Roman','serif']centre dominant "وهو مركز طاغ باستطاعته إخماد سائر مراكز التنبيه في الدماغ.وهكذا فإن الإنسان عندما يكون مأخوذا ومشغولا بعمل ما لا يعود يكترث بما يجري حوله وينسى ألمه وذلك بسبب وجود المركز العصبي الطاغي في دماغه الذي من شأنه إعدام سائر المنبهات الأخرى الآتية إلى الدماغ أي أنه بالتأثير النفسي لدى الحامل يمكن الحيلولة دون الإحساس بآلام الولادة. [/FONT]