(كن حراً) لحماية الأطفال من التحرش
تم إنشاء موقع كن حراً من قبل الجمعية النسائية البحرينية لحماية الأطفال من التحرش والاعتداء.
وهو يخاطب الأطفال أنفسهم بأسلوب بسيط وواضح ليشرح لهم مفهوم الاعتداء وكيفية حماية أنفسهم منه، وكيفية التصرف عند حدوث تحرش.
رسالة الموقع هي:
(نحن نؤمن بأن الاعتداء على الأطفال، بأي شكل من الأشكال، في أي مكان، من أي شخص كان، هو أمر خطأ يجب أن يتوقف فوراً.
نحن نؤمن بأنه لا يوجد أي طفل يستحق الاعتداء)
ويحظى هذا المشروع بدعم كبار الشخصيات البحرينية على المستوى الحكومي والأهلي منذ أن بدأ تدشينه عام 2002.
يحتوي الموقع على عدة محاور تخاطب الطفل بأسلوب لطيف ومحبب ومنها:
ما هو الاعتداء؟
من هم المعتدون؟
ما هي الحيل التي يستخدمها المعتدون؟
كيف أحمي نفسي من الاعتداء؟
أنا طفل معتدى عليه
كن قوياً
كما يستقبل آراء ومشاكل الزوار على الإيميل الخاص بالموقع.
وعوا أطفالكم بالأمور الجنسية
ان التحرش البسيط يحدث أثراً قوياً.. فالطفل في ذلك الموقف الذي يكون فيه مستسلماً للمعتدى عليه دون إرادته يشعر بالعجز والخوف.
الذي يحدث بعد ذلك أن الطفل يعمم هذه الصورة لاحقاً على كل مواقف حياته.. بالإضافة إلى الشعور بالذنب والخوف من الاكتشاف وهذا هو الجانب الخطر.
طبعاً يختلف الأطفال عمرياً في إدراكهم، لذلك لا نستطيع أن نحدد للأطفال سن معين لتوعيتهم بالأمور الجنسية ولكن الأم تعرف مدى إدراك طفلها وهنا يتوجب عليها أن توعيه تجاه جسده أولا باحترامه وعدم السماح لأي كان بالتحرش به.
وقد ذكرت في أحد مقالاتي ترديدي بأني أؤكد على أن أبسط تحرش بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته.
معظم الناس لا يدرون عما يحدث لأطفالهم!
معظم الناس لا يدرون عما يحدث لأطفالهم ليس بالضرورة لإهمال منهم بل لأن الطفل ربما لا يصارح أحداً بما حدث، فقد يخاف أو يشعر بالذنب، فهو لا يعرف بأنه بريء وأنه ضحية، يل وحتى الكبار يصمتون حين يعرفون، وكثيراً ما أسمع عن أمهات سكتن عما حدث لأطفالهن حفاظاً على علاقتهن بالجاني أو خوفاً من ردة فعل الآخرين!
الصور المختزنة من الذكريات
بعض الأطفال يتذكر الموقف وبعضهم لا يتذكره بوضوح. فالطفل عادة يسعى إلى تجنب الألم، فأي تجربة مؤلمة يزيحها الطفل ويسقطها في اللاشعور، وتبقى هناك حية نابضة تبرمج تصرفاته في الحياة دون أن يعرف، وعادة قد يتذكر الطفل صور محددة فقط من الموقف مثل أن شخصاً ما وضع يده على أماكن حساسة في جسده ولا يتذكر التفاصيل لأنه رمى بها في العقل الباطن. لكننا في جلسات العلاج النفسي نستطيع التعرف على التفاصيل بعد جلسة العلاج الثانية حيث تتفجر الرؤى المخزونة فتتذكر الحالة ما لم تكن تتذكره.
كان هناك لدي حالة امرأة عمرها 35 عاماً أتتني لأنها تعاني من رفض للعلاقة العاطفية الخاصة رغم اعترافها بأن زوجها رجل يستحق مشاركة الحياة الكريمة .. سألتها هل تعرضت لتحرش جنسي أو اعتداء؟ فأجابت: هو موقف عادي.. إذ لم يحدث شيء فقد حاول عامل في بناية مقابلة لبيتنا القديم أن يعتدي علي لكنني هربت ولم يلمسني.
وفي جلسات التنويم المغناطيسي الطبي كانت الحالة تعيد أمامي الموقف فلاحظت أنها تخرج من الباب الخلفي للبيت وثيابها مقطعة، ولما ركزت على فهم (الباب الثاني) بكت وتشنجت ثم تفجرت عليها الذكريات الموجعة لما حدث فعلاً وهو ما حاول اللاشعور إخفاؤه عنها لسنوات وتذكرت أن العامل سحبها بعنف وقطع ملابسها وحاول أن يعتدي عليها لولا أنها هربت بالفعل من الباب الثاني.
لقد تلمست الحقيقة من خلال حلم أتى للحالة، لقطت أحداثه فلفت نظري، مثلما ذكرت لك بعض الناس يتذكرون بشكل ضعيف ولكن تظل الشخصية تمارس حياتها بضعف واستعداد للمرض النفسي.
استمعوا لأطفالكم.. جيداً
للأسف فإن الأسرة إذا لمست تغيراً في سلوك الطفل وانعزال أو حزن فإنها تحاول إرضاءه بالهدايا وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه بل تسعى لإيهامه أحياناً بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات تمنعه من المصارحة مثل (أنت ما شاء الله عليك بطل وشجاع ولا فيك إلا العافية!)، وإذا ذكر الطفل مثلاً عبارات مثل (أنا ما أحب ولد عمي، أو حدد فلان بعينه) توبخه الأسرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص محدد؟
أحياناً يرفض الطفل الذهاب إلى مكان الحدث مثلاً وتخطئ الأسرة حينما ترغمه على الذهاب دون استفسار، والكارثة أن الطفل أحياناً يحكي لهم الحقيقة لكن الأسرة تكتم الموضوع بتهدئته دون أن تمنحه الإحساس بالأمان أو تخفف من شعوره بالذنب وهو الأهم...
إن نصيحتي أوجهها بالفعل لكل مسؤول عن طفل، إلى كل أم وكل أب .. إلى الأسرة.. بأن علينا أن نستمع إلى شكوى الطفل ونراقب بداية تغير سلوكه ونبحث عن السبب، وعلى الأسرة أن تمنح الطفل الأمان حتى يعبر عن غضبه وحزنه، فتحكي له بعض حكايا المجرمين الذين يعتدون على الأطفال وتخبره أنه كطفل لا يعتبر مسؤولاً، أحياناً يغضب الطفل ولا يستجيب لمحاولات الأم لحثه على التحدث ولكن محاولاتنا التي تشبه انتزاع الشوكة من حلقه سوف تريحه مستقبلاً .. أيضاً علينا ألا نثق بالآخر مهما كان فالجاني ليس بالضرورة مريض نفسي.
تحرش المحارم أشد ألماً
تحرش المحارم أكثر تحطيماً للإنسان من تحرش الغرباء وهو الذي يؤدي إلى سقوط قيم الإنسان يشعر الطفل أن أكثر شخص ينتظر منه الحماية والأمان هو الذي يعتدي عليه ..
قالت لي إحدى حالاتي فتاة عمرها 25 عاماً تقول أتذكر أن أخي كان يمنعني أن أقف عند باب الشارع كان عمري حينها 7 سنوات، ثم يعتدي علي! لم أكن لأفهم ما الذي يحدث؟
وبالنسبة للفتاة تصبح فيما بعد مستهترة جداً، وقد تلجأ إلى الانحراف والعلاقات المتعددة مع الرجال.. وقد لا يتكون لديها رادع، والشعور الديني والأخلاقي قد يكون معدوماً حيث لا يوجد لديها فهم للحياة.
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة .. لفتاة تعرضت لاعتداء
إذا كنت سبق وتعرضت لاعتداء أو تحرش في طفولتك فإليك رسالتنا الخاصة هذه مع كل الحب:
غاليتي..
تأكدي أنك بإذن الله مأجورة.. إن صبرت واحتسبت..
فاصبري واحتسبي أجرك عند الله ولا تتذمري أو تستائي مما قدره الله لك.. واحمديه سبحانه على الابتلاء..
ثم انظري أمامك.. أنت الآن تشقين طريقاً في حياة جديدة.. انسي الماضي بكل آلامه.. وعيشي حياتك الجديدة..
لا تحملي نفسك ذنباً لم تقترفيه وليس لك يد فيه..
فأنت طاهرة وشريفة.. وبريئة غرر بها..
وتأكدي أنك إذا كنت قد توكلت على الله وفوضت أمرك إليه فإن الله حسبك..
لا ترفضي الزواج.. ولا تعتقدي أنك أمام فضيحة..
فالعفة أمام الزوج لا تتجسد في عذرية.. عفة الفتاة هي في أخلاقها ودينها وحيائها..
لا تجعلي هذا الاعتداء ذريعة لك لرفض الزواج.. توكلي على الله وفوضي أمرك إليه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).. أفلا يكفيك أن الله عز وجل حسبك؟
وإذا كنت تشعرين بالكبت والألم.. فتوجهي إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء.. بثيه همك وألمك وأحزانك.. وألحي في دعائك.. وستشعرين براحة كبيرة..
كما يمكنك أن تكتبي كل مشاعرك الصادقة والصريحة في ورقة وتقرئيها قبل أن تتخلصي منها. وإذا شعرت بأنك لا تزالين تعانين من الألم النفسي فعليك متابعة حالتك لدى طبيبة نفسية ثقة.
--------------------------------------------------------------------------------
**
المصدر: مجلة حياة العدد (71)
تحرير: حورية الدعوة