[san]

الســـــــــــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة رد الله غربتك وأعانك على بر والديك
ما ورد فيما كتبته تنفطر له القلوب فكلنا يعلم قدر الأب والأم
ولست هنا لأقدم نصيحة ولو أنها كانت بيدي لأتيتك بنفسي ولكن أود أن أقول لك شيئا
أختي قال الله تعالى( واما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهمافلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
وقال الرسول الكريم (رغم أنفه .. رغم أنفه.. رغم أنفه.. من أدرك أبواه فلم يدخلاه الجنة)
والنصوص واضحة أنها تعني في حال الإستطاعة
ولتعلمي أن حب الزوج والأولاد هو السباحة مع التيار بشكلها الطبيعي وأما بر الوالدين ففيه من المشقة الرائعة والتعب اللذيذ
ما جعل رب العباد يوصي الأبناء وذلك لما علمه سبحانه من عظم مسؤولية الأبناء وثقلها على النفوس إلا من رحم ربي فهو يشبه السباحة ضد التيار
ولذلك كان ثواب برهما يدركه الإنسان في الدنيا والآخرة وإثم عقوقهما وعدم البر بهما من الآثام التي يوفاها الإنسان في هذه
الدنيا وتعجل له العقوبة بسببها
أختي أعانك الله على ما أنت فيه ولكن الله رحيم بعباده فلو كانت المسألة بكسب الأجر فالله ارحم بك من ان نقول لك تحصلين
فإذا كان الله يكتب ثواب قيام الليل وصيام النهار لمن اعتادهما ثم طرأعليه مايمنعه من فعل ذلك فيوفيه أجره كما لو صام وقام
فماذا نقول عمن طارت نفسه شوقا لأبويه ولبرهما ورعايتهما
ولكن هنا أختي لاأحد يستطيع أن يعطيك القرار لأن الإنسان حجيج نفسه وأنت أدرى بحالك وبقدرتك
ولتعلمي أن الله قادر بين عشية وضحاها أن يجعل لك من أمرك مخرجا ولكن عليك أن تكوني من الحكمة بمكان
فاطلبي من زوجك الذهاب لزيارتهم ولكن لمدة أطول من كل مرة وهناك في أحضان الأهل سيكون تفكيرك أسلم
لأن الجو سيكون مربحا أكثر ومن ثم فكري بطريقة بحيث تمسكين بكل الخطوط في يدك ولكن بالحكمة والعقل والهدوء
وإذا كنت حريصة على زوجك فيجب أن يكون هو أيضا حريص ومن هنا تجعلينه شريكا لقرارك
أعانك رب العباد وجعل لك من كل ضيق مخرجا
اللــــــــــهم يا فالق البحر لموسى ومنجه من فرعون وعمله نجها مما هي فيه من هم آمين