عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 2007-06-23, 8:15 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، أحمده سبحانه وأشكره، وأثني عليه وأستغفره.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم، تسليما كثيرا،
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً). [النساء: 131].

أيها المسلمون:
ومما يطلقه هؤلاء المبطلون المجازفون في حق المصلحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر: أنهم يقفون حاجزاً أمام تعليم الفتاة، وأمام عملها!.
وكشفاً لهذه الشبهة الداحضة نقول:

النقطة الأولى :
إن المرأة مكانها بيتها، وخير للمرأة أن تبقى في بيتها، رضي من رضي وأبى من أبى، والذي قال ذاك وبينّه، وحكم به هو ربنا سبحانه وتعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى). [الأحزاب: 33].
فمن أعترض على هذا أو سخط عليه، أو كرهه بقلبه، ولم يتلفظ بلسانه، فهو كافر بعد الإسلام، خارج بعد الإيمان، لأنه سخط شيئاً مما أنزله الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يقول: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ). [محمد: 9].

النقطة الثانية:
أيها المسلمون:
إننا نقول: إن التعليم حق لكل أفراد الأمة رجالها ونساءها، فالمرأة المسلمة والفتاة المؤمنة لها حقها في التعليم كما بيّن صلى الله عليه وسلم، وجعل يوماً يجتمع فيه النساء، فيخرج إليهن صلوات الله وسلامه عليه، واعظاً ومذكراً، فالفتاة لها حقها في التعليم.
لكن: ما نوع هذا التعليم؟! تبينه النقطة الثالثة.

النقطة الثالثة:
لا بد أن يكون هذا التعليم الذي يُوفّر للفتاة المسلمة، لا بد أن يكون ملتزماً بشرع الله عز وجل، وأن يكون ملتزماً كيفاً ومكاناً وزماناً.
أما الكيف: فيجب أن تكون المناهج مناهج إسلامية، تعلم العقيدة وترشد إلى الفضيلة، وتصوغ الأفكار المؤمنة، وتحذر من الرذيلة، وتحذر الفتاة عن الفساد والإفساد.
يجب أن يكون التعليم خادماً لشرع الله عز وجل، أن تعلم الفتاة المسلمة كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا أن تعلم سير الكفار والكافرات، أن تعلم الفتاة المسلمة قصص الصحابة والتابعين، والمصلحين والأئمة والمجددين، لا أن تعلم قصص شكسبير وتوليستوي، وغيرهم من أئمة الكفر والضلال، وأن تعلم الفتاة المسلمة سير الصحابيات والتابعيات والمصلحات، والعالمات والفاضلات، لا أن تعلم سير الكافرات، سيرة كريستوفر كولومبس أو غيره من الكفار، كما حدث في أول هذا الفصل، عُمّم على الطالبات، وألزمت الطالبات أن تكتب كل طالبة عن سيرة مكتشفي أمريكا كريستوفر كولومبس!.
وماذا تستفيد المرأة المسلمة من هؤلاء الكفار؟!.
ماذا تستفيد من سيرة هؤلاء الكفار؟!.
أليس خيراً لها أن تعلم سيرة الصحابة والتابعين، والصحابيات والتابعيات؟! لا أن تعلم سيرة هؤلاء الكفار، ولا طريقة حياتهم، ولا تأليفهم، كـ: ( فرويد، و دور كايم، ودعاة الجنس والاختلاط).
إننا نريد أن تكون المناهج صالحة مصلحة، منضبطة وفق تعاليم كتاب الله عز وجل، ووفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما زماناً: فأن يجعل للمرأة زمان محدد تعلمُ فيه، لا أن تخرج من بيتها كل يوم، فليس من شريعة الله أن تخرج المرأة كل يوم غالب النهار، أو إلى منتصف النهار، ليس هذا من شريعة الله.
وما خرجت امرأة من بيتها كل يوم وعادت، إلا عادت ببعض حيائها أو بدون حيائها، إلا ما رحم الله عزّ وجل.
والرسول صلى الله عليه وسلم، بيّن للنساء وحدد يوماً يجتمعن فيه، أو أيّاما يجتمعن فيها، صلوات الله وسلامه عليه، والخير كل الخير في اتباع سنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
وأما مكاناً: فأن تجعل الأماكن النزيهة المحافظة لتعليم الفتيات في المساجد، وفي الأماكن التي تحفظها عن اختلاط الرجال في الأماكن المحافظة، لا أن تعرض الفتاة المسلمة للاختلاط.
فهذا لا نريده، ولا يريده المصلحون، ولا يريده الغيورون، فضلاً أن تبتعث الفتاة المسلمة إلى دول الكفر والضلال!.
أيّ جريمة أعظم، وأي دياثة أكبر من أن يسمح للفتاة المسلمة بالسفر إلى بلاد اليهود والنصارى؟!.

أيها المسلمون:
والله، إنّ القلب ليحزن، والعين لتدمع، والفؤاد لينفطر مما نراه في تلك البلاد الكافرة.
الرجل المسلم المحافظ يخاف والله على إيمانه وعقيدته ودينه وأخلاقه، يخشى والله من الفتنة في بلاد لا تعرف الحلال من الحرام.
الرجل ببعض ثيابه يحتضن المرأة وعليها سراويل قصيرة، يلتصق جسده بجسدها أمام الناس، وهذا شيء عادي عندهم، ويقبل المرأة ويدلك جسمه بجسمها أمام الناس، عفواً على هذا التصريح أيها المسلمون.
هذا نراه في المطارات، ونراه في المجتمعات، فما ظنكم بالفتاة المسلمة ترى هذه المشاهد؟!.
ما ظنكم بها تعيش بين هؤلاء الكفار؟!.

أيها المسلمون:
أين ديننا وعقيدتنا ؟!!، والفتاة المسلمة زميلها يهودي أو نصراني يجلس معها في الصالة ، في الدراسة، يشاركها في المادة، فتى يهودي أو نصراني أو ملحد أو متحلل يلبس سرواله القصير لأن ذلك مشروع عندهم، ويجلس أمام المرأة المسلمة في الكلية في أمريكا أو بريطانيا، ويأتي بعد ذلك من يشرع سفر البنت المسلمة وابتعاثها إلى الخارج، تذهب مع محرمها كما رأينا ويعود المحرم، وتبقى وحدها تتنقل من ولاية إلى ولاية وا حسرة على العباد!.
إنها مصائب تعيشها الأمة المسلمة.
ما ظنّكم بهذه الفتاة المسلمة إذا رجعت إلى بلادها وقد بقيت سبع سنوات وسط هذه المشاهد والمخازي، تدرس مع شباب اليهود والنصارى، تشاهد الرجال يحتضنون النساء؟!، هذا إن سلمت هي من الوقوع في هذه الأمور.
وكم عانينا من هؤلاء الساخطات اللاتي جئن بهذه الأفكار بعد أن درسنَ في الخارج، فجئنا متمرّدات يطالبن بالحرية المطلقة، وما حادثة القيادة عنا ببعيد، فلا يغالط المغالطون.
إنها دياثة والله، من يسمح بسفر الفتاة المسلمة إلى تلك البلاد؟!.
إنها دياثة على أعراض المسلمين، وعلى أخلاقهم وعوراتهم، من يقر هذا ومن يرضاه؟!.
ثم إذا تكلم الغيورون قالوا: أنت لا تريد تعليم الفتاة، تريد أن تحرمها من حقها في التعليم!.
من قال هذا؟!، تبّاً لكم وخسراً وبواراً.
إننا نريد تعليم المرأة لكن تعليما ملتزما بدين الله عز وجل، تعليما منضبطا وفق شرع الله سبحانه وتعالى، وأما غير ذلك فلا وألف لا، وكلا وألف كلا.
وهذا ما يقال أيضاً في عمل المرأة، نريد أن تعمل عملاً منفصلاً عن الرجال، عملاً يناسب فطرتها وما خلقها الله سبحانه وتعالى لأجله، بعيداً عن الاختلاط برائحة الرجال، فضلا عن أشخاصهم وعن أشكالهم، حتى لا تكون فتنةً ولا تفسد الأخلاق، ولا تتهدم القيم والمبادئ، ولا يحدث فساد كبير.
أمّا أن نجعل المرأة بين الرجال، ترأس أقسامهم الإدارية كما هو حاصل في بعض الأمكنة، وتجتمع معهم في الاجتماعات العامة مع المدراء، فمن يريد هذا أيها المسلمون؟!.
ومن يقر هذا ومن يرضاه؟!.

أيها المسلمون:
وإذا تكلم الغيورون، قالوا: هؤلاء متزمتون، هؤلاء كذا وكذا، وفيهم، وفيهم.
أرأيتم أيها المسلمون ماذا يدبر للفتاة المسلمة؟!.
قبل فترة من الزمن يتكلم مسئول عن غرفة تجارية ، عبر صحيفة المدينة، ويطالب بالخط العريض بالمزيد من ابتعاث المرأة المسلمة والفتاة السعودية، ويطالب بأن يوفر للفتاة السعودية وظائف في الخطوط السعودية، وفي البريد والهاتف، وغير ذلك بالخط العريض.
فماذا فعلنا؟! وماذا قلنا أيها المسلمون؟!.
يريدون أن تمثّل الفتاة المسلمة في هذه البلاد، مضيفةً تعرض لحمها وجسمها على الناس وعلى الرجال!.
يريدون أن تقف أمام الكمبيوتر لتقطع التذاكر، وأن تقود السيارة لتسعى في البريد!.
يصرحون بهذا ولا من ينكر، ولا من يسمع، ولا من يجيب!، فمن يرضى بهذا أيها المسلمون؟!.
ثم تشن الحملات المسمومة على رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهل فهمتم هذا أيها المسلمون؟!.
هذه دعوتنا، وهذه مبادؤنا وهذه مطالبنا.
هذه دعوتنا حتى لا يلبّس الملبسون، وحتى لا يدحضوا الحق بالباطل، ولا يخلطوا الحق بالضلال.
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، ابرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.
اللهم ولِّ علينا خيارنا، اللهم ولِّ علينا خيارنا، اللهم اكفنا شر شرارنا، اللهم اكفنا شر شرارنا.
اللهم أي مسئول صغيراً كان أو كبيرا علمت في وجوده خيراً فثبته ووفقه يا رب العالمين، وأي مسئول صغيراً كان أو كبيراً كان وجوده شراً على المسلمين، اللهمّ عجل بزواله وهلاكه، اللهم عجل بزواله وهلاكه.
اللهم عوّض المسلمين خيراً منه يا حي يا قيوم.
اللهم هيئ لهذه الأمة المنكوبة أمر رشد يعز فيها لطاعتك، وهيئ لها قائداً ربانياً يقودها إلى الخير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم عليك بالمفسدين، اللهم عليك بالمفسدين.
اللهم إنّه طال ليلهم ونما زرعهم، وطال شررهم، واستطال شرهم، ولم يجدوا رادعاً ولا آمراً ولا ناهياً، اللهم عليك بهم يا حي يا قيوم.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم صلي وسلم على محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


المصدر : شبكة نور الإسلام