عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2007-06-20, 6:59 PM
الحسنى
مشرفة قديرة سابقة
الصورة الرمزية الحسنى
رقم العضوية : 10309
تاريخ التسجيل : 15 - 11 - 2005
عدد المشاركات : 10,625

غير متواجد
 
افتراضي
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ضيف الحلقة السابعة
لقاء يوم الثلاثاء الموافق 3/6/1428هـ

الدكتور فهد :فضيلة الشيخ بدر بن صالح الجويان
عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام ويسرنا أن نرحب بفضليه الشيخ بدر سنقول مساك الله بالخير يا شيخ بدر
الدكتور بدر: مساك الله بالخير دكتور فهد
الدكتور فهد: مساك الله بالخير وشكر على استجابتك لدعوة البرنامج
الدكتور بدر: وأنا اشكر لك كذلك الله يحفظك
الدكتور فهد: شيخ بدر الحقيقة نحن في برنامجنا نسعد ونسعد المشاهدين والمشاهدات بان نلتقي بأعضاء من فضيلة كبار العلماء و أحيانا بعالم وأحيانا بعضو هيئة تدريس وأحيانا بصحفي وأحيانا بضحية من ضحايا المعبرين البعيدين عن المنهج النبوي حتى يعضد العلم بعضه بعضا
ولذلك يسعدنا أن نستضيفك الليلة ونطرح عليك السؤال التالي شيخ بدر
شيخ بدر: شاكر حسن ظنكم دكتور فهد
الدكتور فهد: شيخ بدر أحيانا يستخدم الكذب في الأحلام في مجال الشعر يعني مثلا يأتي شاعر ومن خياله يقول مثلا
مجموعه أبيات ويصدرها بقول أنني رأيت مثلا هذا شاعر دخل على احد الملوك يقول:


رأيت في النوم أنني مالك فرسا=ولي وصيفا و في كفي دنانير
فقال قوم لهم علم ومعرفة=رأيت خيرا وللأحلام تفسير

هذا الرجل دخل على الحاكم والحاكم كان لبيبا
فقال:أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين
سؤالي يا شيخ بدر
ما حكم استخدام هذه الحيلة في الشعر أن يكذب في حلمه أحيانا
يكون الكذب في الحلم ليس من هدف تحقيق هدف مادي لا من اجل تحقيق صور شعرية؟
الشيخ بدر: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيرا إلى يوم الدين...أما بعد
فلا شك أن باب الاستعارات والتشبيهات في الشعر باب عريق وواسع كذلك في المقطوعات الأدبية وفي غيرها فهذا باب واسع ومأذون فيه وحتى أن استغرق الحد وتجاوز المعتاد
كما يقول ذلك الإمام ابن العربي رحمه الله يقول: الاستعارات والتشبيهات مأذون فيها وان استغرق الحد وتجاوزت المعتاد
فالشعرا قديما قبل الإسلام وفي الإسلام عرف عنهم المبالغات في الوصف وصف محبوبته في وصف ناقته في وصف الخمر أو نحو ذلك ومع ذلك كان الفضلاء والعلماء يشملونها ولا ينكرونها
والنبي عليه الصلاة والسلام كان يسع الشعر ويحب سماعه كان احد الصحابة رديف له وهو الشريد كما في صحيح مسلم عن عمر بن الشريد
رضي الله عنه أنه قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم يعني مرادف خلف دابته فقال اسمعني من شعر أميه بن أبي الصلت شيء وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحب شعر أميه لما فيه من الإيمان والحكمة
فقال أسمعته فقال: هيه فأسمعته فقال :هيه، هيه بمعنى زدني فقال حتى أسمعته مائة بيت فسماع الشعر بما فيه من المبالغات والتشبيهات التي لا يخلو منها شعرا بالغالب أمراً مأمون به
بل أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع قصيدة كعب بن زهير التي يقول فيها

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول= متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا= إلا أغن غضيض الطرف مكحول
وهذا وصف لمحبوبته وقال بعد ذلك

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت= كأنه منهل بالراح معلول
النبي سمع من هذه الأبيات ولم ينكر عليه وصف محبوبته ولم ينكر عليه انه شبه ريق محبوبته بالراح
( كأنه منهل بالراح معلول )
الدكتور فهد: فضيلة الشيخ بدر يعني هذا الآن كذب او وصف ومبالغة في أمور ليست في الرؤيا
الدكتور بدر: مبالغة مبالغة، سيأتي الجواب على الرؤيا
إذا كانت مبالغة سائغة في وصف محبوبته وتجاوزت الحد فكانت سائغة بل اشد من هذا أنهم كانوا ينكرون الشعر الذي فيه لفظ تشبيهينا سيئا لكن لم يكونوا يؤخذون صاحبه عليه
ولم يرتبوا عليه حكما شرعيا أو حداً ذًكر
أن النعمان بن علي بن نظله رضي الله عنه كان واليا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال: بلغ عمر عن النعمان أن قال قصيدة لم تعجب عمر كان يقول في هذه القصيدة

من مبلغ الحسناء أن حليلها=بميسان يسقى في زجاج وحنتم

إذا شئت غنتني دهاقين قرية=ورقاصة تجذو على كل منسم

فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني=ولا تسقني بالأصغر المتثلم

لعل أمير المؤمنين يسوءه=تنادمنا بالجوسق المتهدم
الجوسق المقصود به الاستراحة في أنحاء البلد
لما بلغت هذه القصيدة عمر بن الخطاب دعاه قال الست القائل


فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني=ولا تسقني بالأصغر المتثلم

لعل أمير المؤمنين يسوءه= تنادمنا بالجوسق المتهدم
قال: نعم يا أمير المؤمنين
قال أمير المؤمنين: وجب عليك الحد يعني اعترفت بشرب الخمر
قال: يا أمير المؤمنين درءه الله عني
قال أمير المؤمنين: كيف ذلك ؟
قال: أن الله يقول في الشعراء { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ }
قال أمير المؤمنين: أما الحد فسقط عنك وأما الولاية فوالله لا
تلي لي ولاية أبدا
فالشاهد من هذا أنهم لم يكونوا يحاسبوا الشعراء على ما يصدر منهم ويرتبوا عليه إحكاما فلذلك الفرزدق قال عند سليمان بن عبد الملك وهاتان القصتان ذكرها القرطبي في تفسير
سورة الشعراء عند قوله عز وجل { الشعراء يتبعهم الغاوون }
قال أن سليمان بن عبد الملك قال للفرزدق لما سمع قوله

لبثن بجانبي مصرعات=وبت أفك اغلاق الختام
قال أمير المؤمنين: وجب عليك الحد
قال: درءه عني الله يا أمير المؤمنين
وتلى هذه الايه مع ان الفرزدق قال قول قبيح وصف النساء المصرعات حوله وهن سكارى ووصف فعله بهن وهذا لاشك انه فاحش ودعاية للفاحشة لكن لم يكونوا يرتبوا الحكم على قولهم لأنهم يعرفون أن الشعراء يقولون مالا يفعلون وأنهم يتساهلون في الأقوال المبالغات والتشبيهات
وان خرجت عن الحد المعتاد
أن لم يكن فيها دعاية للفاحشة أو دعاية للرذيلة أو قدح في مسلمات الدين فالأمر واسع فيها إن شاء الله وأما بخصوص من يقول رأيت في النوم رأيت في النوم أثناء القصيدة إذا كان السامع يعرف انه لم يرى ويعرف أن هذا من قبيل المبالغات والتشبيهات فهذا لا مانع فيه إن شاء الله ولقد ورد هذا في شعر ابن القيم رحمه الله ابن القيم إمام من أأمه أهل السنة وألف منظومة طويلة في تقرير أهل السنة والجماعة المشهورة والمعروفة بالنونية في بداية هذه القصيدة وصف محبوبته
وذكر أن محبوبته جاءته في النوم لعلي أسمعك شيء منها
الدكتور فهد : أي والله
يقول ابن القيم رحمه الله في أولها

لله زائره بليل لم تخف=عس الأمير ومرصد السجان

قطعت بلاد الشام ثم تيممت=من أرض طيبة مطلع الايمان
**
وأتت على وادي الأراك ولم يكن=قصدا لها فألا بأن ستراني
**
سارت وكان دليلها في سيره=سعد السعود وليس بالدبران
** إلى أن قال
وعدت بزهرتها فأوفت بالذي=وعدت وكان بملتقى الاجفان
***
هذه الزيارة كانت نوما بقوله { بملتقى الاجفان }
قال لم المشتاق

أن كنت كاذبة بالذي حدثتني=فعليك أثم الكاذب الفتان
بداء الآن بما أراده من هذه القصيدة

جهم بن صفوان وشيعته الالى=جحد واصفات الخالق الديان
إلى أن شرع في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة في أكثر من سبعة آلاف بيت
فهذا الأمر درج عليه حتى العلماء الفضلاء الذين لهم قدم راسخة في العلم لكن بشرط أن يكون المستمع يعرف أن هذه
ليست رؤيا حقيقية أنما هي من قبيل التشبيهات
أما أن يأتي مثل الأبيات التي أوردتها يأت للأمير ويقول أني: رأيت كذا وكذا من اجل أن يستجديه أو يأخذ منه مالا والأمير يظن انه صادق أو يظن المستمع يظن انه صادق فهذا داخل في النهي أن الآن يري عيناه مالم تريا ولاشك أن هذا من كبائر الذنوب أن الإنسان يقول رأيت رأيت رأيت والمستمع يصدقه ويظن انه صادق هذه كبيرة من كبائر الذنوب
ويوم القيامة يكلف أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد
الدكتور فهد: بارك الله فيك فضيلة الشيخ بدر على هذا البيان المفصل المحكم الله يجزاك الجنة و يبارك فيك وشاكرين لك استجابتك دعوتنا.
التعديل الأخير تم بواسطة الحسنى ; 2007-07-09 الساعة 2:09 AM. سبب آخر: تعديل الأخطاء


توقيع الحسنى


إضافة جديدة
نبتهل إلي الله بطلب الشفاء للأخت الكبرى للدكتور فهد (( أم فهد ))