عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-06-18, 4:15 PM
علي العمري
رقم العضوية : 31346
تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2007
عدد المشاركات : 19

غير متواجد
 
افتراضي اغمروا بناتكم بالحب................
ما أجمل أن يشعر الإنسان بالدفء في أبرد أيام الشتاء , وبهجة الربيع في وقت الخريف , وبأنغام رقيقة حالمة وسط صخب الحياة وضجيجها ومتاعبها وهمومها .

ما أروع أن تحظى باهتمام خاص , وما أعذب أن تسمع عن نفسك أحاديث شجية .

إن الله عز وجل فطر الإنسان على العاطفة والحب , وخلق له المشاعر والأحاسيس , ولو تأملت معي الكون لوجدت أن أساسه الحب , فالكواكب لا تفارق مجموعاتها ؛ لأنها دوما في حالة انجذاب , والقمر لا يغادر كوكبه لأنه في حالة ارتباط , هذا في أعظم المخلوقات , فما بالك بنا نحن البشر ؟!

وإذا تقرر ما سبق فيجب أن ندرك أن هناك فروقاً بين الجنس الناعم اللطيف ذي الأحاسيس المرهفة ونقيضه الجنس ذي الطبيعة الشديدة الصارمة الذي يعتبر أقل عاطفة وأقدر على التحكم بمشاعره وتصرفاته , من هذا المنطلق يجب علينا جميعاً أن ندرك حقيقة غائبة عن مجتمعنا , وهي :

أن الفتاة بحاجة إلى اهتمام من والديها , ويتمثل ذلك الاهتمام بإشباع رغبتها الأنثوية بالكلام العاطفي المنضبط , وممازحتها والثناء على جمالها وحسن ملبسها .

فإذا كانت علاقتك مع ابنتك علاقة ودية , بل ربما تصل إلى علاقة صداقة فإن هذا يجعل الفتاة تفرغ هذه الشحنات العاطفية عند أب حنون وأم عطوف ..

وأنا هنا أتساءل ؟!

هل هناك ما يمنع من ذلك شرعا ً ؟ هل هناك ما يمنع من ذلك عرفاً ؟ هل هذه العلاقة تنقص من قيمة الرجل ؟ إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أشبع عاطفة ابنته فاطمة حباً وحناناً وعطفاً , بل كان صلى الله عليه وسلم يُقبل ما بين عينيها رضي الله عنها , إذا كان الأمر كذلك فهل نؤيد هذا التوجيه ؟

إن الفتاة في هذا العصر تعاني من انعدام العاطفة من الأبوين , فقد تجد هذه العاطفة عند الآخرين , ربما تجدها عند صديقة , وربما تجد مشاعرها وعواطفها عند صديق لا يراعي فيها إلاً ولا ذمة !!!

وفي ظل غياب دور الأم وبلادة الأب وتغافل الأخ قد تحدث أمور لا تحمد عقباها !!

إن الفتاة بحاجة إلى من يروي ظمأها بالحنان والحب , إنها بحاجة إلى الثناء , بحاجة إلى قولكم لها : أنتِ جميلة , أنتِ فاتنة , أنتِ رائعة ..

وإلا جاء من يقول لها مثل ذلك , بل أفضل !!

أتمنى أن نترك عبارة ( عيب ) , ( ما يصلح ) , ونحتوي بناتنا وفلذات أكبادنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ,فإذا اقترنت بشريك الحياة فإنها بإذن الله وصلت إلى بر الأمان ....