قصتي مع القرآن !!!!!!!!!..........
رحلة امتدت في شعاب الفكر , حملت في موكبها رهط من العذاب والألم !!..
وفجأة إذ في القلب نور يضيء روح الأمانة , ليستجيب له فلتة الفكر وثقة النفس وأمانة الروح !!..
ليس هذا وحيا من الخيال , بل حقيقة أقام عليها القلب أسس مبادئه ودعائم حياته !!..
ففي ذات يوم رأيت نورا قد أضاء بنوره كل ما في الكون , وإذ بيد الله توضع على رأسي , ليست مثل يد البشر ,وليس كمثلها شيء , بل مجرد أنني أحسست بهذا الشعور الذي أنار كل من في الدنيا ..
فانطلقت مسرعة إلى والدي لأقص عليه ما رأيت - ومازلت في الرؤيا - فيرد عليّ بقوله إن ما رأيته حقا ..إنها يد الله !!..
رؤيا عاجزة عن التعبير عنها !! ..
سألت أحد العلماء : فقال لي : إما ستحفظين القرآن , أو ستكونين داعية إلى الله !! ..
كلمات أصابت صميم القلب وروح فكره .. وإذ بي بعد فترة وبتوفيق من الله تعالى أعدو مسرعة إلى كتاب الله لأحفظه , ولكن من أين أبدأ وكيف ؟؟..
لم أجد من بد إلا أن أتناول كتاب الله من أوله ..
ولكن لم أحفظ قبل أن أفهم !!!!!..
تناولت في يدي لأول مرة تفسير الظلال وبدأت من سورة البقرة ..
وكان التركيز أولا على التفسير وفهمه جيدا , ثم أنتقل إلى حفظ الآيات التي أفهمها , ومن ثم أتلو ما حفظته أثناء الصلاة ,, وهكذا حتى انتهيت من حفظ القرآن في أقل من سنة تقريبا ..
وقبل أن أبدأ بالحفظ والتفسير كنت أدعو دعاء :
يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني ..
لكن أثناء ذلك لم أكن بالفتاة الملتزمة بكامل دينها , فكان هناك بعض من الهفوات والذنوب !!..
وبعد مضي خمس أعوام تقريبا تعرضت لمحنة أصابت صميم القلب , وقتلت روح الحياة , وأماني الفكر .. فتركت كل شيء وقررت أن أبقى مع أغلى حب في الدنيا , وأهبه كل شيء في سبيل سعادته !! .
إنها الحب الغالي : أمي !!!..
أصابها المرض فتركت كل متاع الحياة الدنيا في سبيل خدمتها والسهر على راحتها , و بالفترة الأخيرة كنت أناجي ربي: يا رب اجعل خدمتي لأمي ابتغاء مرضاتك !!..
في الليل والنهار تدعو لي بالتوفيق والرضا عليّ ..حتى إنني كنت أنانية في خدمتها ..
وفجأة إذ بمصيبة الموت دون استئذان تقتحم قلبي ..
محنة شديدة حملت في طياتها كل معاني الألم والعذاب والشقاء !!..
محنة عظيمة بما فيها من ابتلاء ..
انتفض لها القلب انتفاضة جامحة ولم يعد يعرف إلى أي طريق يعدو !!..
محنة سلبت من حياتي مهجة قلبي وحب روحي !!..
رسالة لم أكن أتوقعها , ولم أكن مع هذه المحنة سوى إنسان ضعيف لا حيلة ولا قوة أمام القوي القهار !!..
وإذ بحركة حية من علو وصورة مضيئة ترسم مشهدا عظيما !!..
أي والله إنه لمشهد عظيم !!.. لم يترك حركة في الدم إلا وينساب معها , ولا خاطرة في النفس إلا ويرعاها , ولا خالجه في الضمير إلا ويعبر عنها , ولا أشعة في الفكر إلا ويحاول أن يثبتها ويضع أسس كيانها ودعائم أخلاقها !!..
صوت من علو يناديني بأعلى صوته : أين القرآن ؟؟؟..
هل تريدين أن تلبسي والديك تيجانا من اللؤلؤ والمرجان والياقوت يوم القيامة ؟؟؟
وإذ بالفكر يجاهد في أعماقه ليصل إلى أرفع طهارة أسلوب ومنهج قويم, وذلك حين يتوج هذه المعاني السامية الوضيئة بتاج القرآن , الذي يتلألأ بنوره ما بين السماء والأرض!!
أول ما بدأت حاولت أن أتعلم التجويد من خلال معلمة .. ومن ثم حاولت أن أسمع قصص الأنبياء والسيرة النبوية للدكتور طارق السويدان .. هذا والله ساعدني على الحفظ والتثبيت من جديد ..
وأحاول مع أختا لي في الله أن تسمع لي ما أحفظه وتصحح لي الأخطاء التي أقع فيها .. هذا أيضا قد أعانني بفضل الله على التثبيت والتركيز في الحفظ ..
ومن ثم أعيد ما حفظته في الصلاة حتى يثبت في ذاكرتي , وبفضل الله ومنته أجد أنني جادة في الحفظ والتثبيت ..
لكن لم أصل إلى ما وصله هؤلاء الأبطال من حفظة القرآن , في التلاوة والتجويد ..
وأدعو الله أن يمنّ علي قبل أن ألقاه وقد أتممت الحفظ والتثبيت , ويجعله الله شفيعا لي ولوالديّ يوم القيامة ..
تلك هي أمنيتي في هذه الحياة الدنيا !..
يا رب تقبل منا إنك أنت السميع العليم !!..
يا رب !!!..يا رب !!!..يا رب !!!..
أختكم في الله :
رفيقة القرآن
من اطلاعاتي